إنفيجا لعلاج الاضطراب الفصامي

مقال حول دواء “إنفيجا” واستخدامه في علاج الاضطراب الانفعالي الفصامي

يعد دواء “إنفيجا” (Invega) من الأدوية المستخدمة بشكل رئيسي في علاج الاضطراب الانفعالي الفصامي (Schizoaffective Disorder)، وهو حالة نفسية معقدة تجمع بين أعراض الفصام وأعراض الاضطراب المزاجي، مثل الاكتئاب أو الهوس. هذا الدواء ينتمي إلى فئة الأدوية المعروفة بالمضادات النفسية غير التقليدية أو الأدوية المضادة للذهان. يتم استخدامه لتحسين الأعراض السلوكية والعاطفية المتعلقة بهذا الاضطراب، ويمكن أن يساهم في تحسين التواصل الاجتماعي والاستقرار النفسي للمريض.

آلية عمل الدواء
يعمل “إنفيجا” بشكل أساسي على تعديل مستويات بعض المواد الكيميائية في الدماغ، مثل الدوبامين والسيروتونين، والتي تلعب دورًا كبيرًا في تنظيم المزاج والسلوك. يعتقد العلماء أن اختلال هذه المواد الكيميائية قد يكون السبب في ظهور الأعراض المتعلقة بالفصام واضطراب المزاج. يتم تناول “إنفيجا” عادة على شكل أقراص يتم تناولها يوميًا، ويمكن أن يصفها الطبيب حسب حاجة المريض وحالته الصحية العامة.

التجارب السريرية والموافقة على الدواء
تمت الموافقة على “إنفيجا” من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في 26 يوليو 2015 لعلاج الاضطراب الانفعالي الفصامي، ومنذ ذلك الوقت أصبح واحدًا من الخيارات العلاجية المتاحة للمصابين بهذا الاضطراب. بعد موافقة الـ FDA، بدأ الأطباء في وصف الدواء للمصابين بالاضطراب الانفعالي الفصامي والذين لم يستجيبوا للعلاجات الأخرى أو الذين عانوا من أعراض مزمنة تؤثر على جودة حياتهم.

التأثير الفعّال للدواء
رغم أن العديد من الأدوية المضادة للذهان تعتبر فعّالة في معالجة الأعراض المرتبطة بالفصام والاضطرابات المزاجية، إلا أن هناك بعض الآراء السلبية حول “إنفيجا”، حيث تشير بعض التقارير إلى أن هذا الدواء يمكن أن يتسبب في بعض الآثار الجانبية السلبية، مثل زيادة الوزن والألم في المفاصل.

على سبيل المثال، جاء في تقييم من أحد المرضى الذين استخدموا هذا الدواء: “شعرت أنني بخير من الناحية النفسية، لكنني اكتسبت 60 رطلاً خلال ثلاثة أشهر فقط. الألم في المفاصل كان رهيباً.” هذه الشهادة تكشف عن بعض الأعراض الجانبية التي قد تواجه المرضى أثناء العلاج بـ “إنفيجا”، مثل زيادة الوزن غير المبررة، والألم الشديد في المفاصل، مما يثير قلق العديد من المستخدمين الجدد الذين يبحثون عن معلومات حول أمان هذا الدواء.

التقييم العام للدواء: الفعالية والآثار الجانبية
أظهرت دراسة فعالية “إنفيجا” في علاج الاضطراب الانفعالي الفصامي أنه في العديد من الحالات يمكن أن يساهم الدواء في تحسين الأعراض الذهانية والمزاجية بشكل ملحوظ. ومع ذلك، يختلف تأثيره من شخص لآخر، حيث يعاني بعض المرضى من آثار جانبية غير مرغوب فيها قد تؤثر على التزامهم بالعلاج.

وفقًا للمرضى الذين تم مسح آرائهم، تم تصنيف فعالية الدواء على مقياس من 1 إلى 10 حيث حصل “إنفيجا” على تقييم 1 من بعض المستخدمين الذين عانوا من آثار جانبية شديدة، مثل زيادة الوزن المفرطة والألم في المفاصل، وهي مشكلة قد تؤدي إلى توقف بعض المرضى عن استخدامه. هذا التقييم يعكس حالة مرضية ناتجة عن التأثيرات الجانبية التي تفوق الفوائد العلاجية، وهو ما يشير إلى ضرورة أن يناقش المرضى مع أطبائهم جميع الآثار الجانبية المحتملة قبل البدء في العلاج.

الآثار الجانبية
كما هو الحال مع معظم الأدوية النفسية، فإن “إنفيجا” لا يخلو من الآثار الجانبية. من بين الآثار الجانبية الأكثر شيوعًا التي يذكرها المرضى زيادة الوزن، والتي يمكن أن تكون مقلقة للعديد من المرضى الذين يتبعون نظامًا غذائيًا معينًا أو الذين لديهم تاريخ من مشاكل الوزن. أيضًا، فإن الألم في المفاصل يعد من بين الشكاوى الشائعة بين المرضى الذين يستخدمون “إنفيجا” لفترات طويلة. تشمل الآثار الجانبية الأخرى التي قد يعاني منها بعض المرضى ما يلي:

• الصداع
• الدوخة
• اضطرابات في النوم
• اضطرابات هضمية مثل الإمساك
• الشعور بالتعب العام
• جفاف الفم

من المهم أن يتم تقييم هذه الآثار الجانبية بعناية من قبل الأطباء المتخصصين، وقد يوصون بتعديل الجرعة أو تجربة أدوية أخرى في حال كانت الآثار الجانبية شديدة.

تكرار وصف الدواء
يعتبر “إنفيجا” من الأدوية التي يتم وصفها للمرضى في حالات متكررة. وفقًا للبيانات المتاحة، تم وصف الدواء لمجموعة من المرضى 16 مرة حتى الآن، مما يشير إلى أنه في بعض الحالات يمكن أن يكون العلاج طويل الأمد ويحتاج إلى مراقبة مستمرة من قبل الطبيب المعالج.

الاستنتاج
يعد “إنفيجا” خيارًا علاجيًا معتمدًا لعلاج الاضطراب الانفعالي الفصامي، وقد أظهرت الدراسات سريريًا أنه يمكن أن يكون فعالًا في تحسين أعراض الاضطراب. ولكن من المهم أن يكون المرضى على دراية تامة بالآثار الجانبية المحتملة التي قد ترافق العلاج. في حال حدوث أي أعراض غير مرغوب فيها، مثل زيادة الوزن أو الألم في المفاصل، يجب على المرضى استشارة الطبيب المختص لمراجعة الجرعة أو النظر في خيارات علاجية بديلة.

من المهم أن يتم تناول الدواء وفقًا للتوجيهات الطبية ومتابعة أي تغييرات تحدث في الحالة الصحية بشكل منتظم، مع مراعاة استجابة المريض الشخصية للدواء والآثار الجانبية المحتملة.