مقال عن دواء “إنفيجا سستينا” واستخدامه لعلاج الفصام
يعد دواء “إنفيجا سستينا” (Invega Sustenna) واحدًا من الأدوية التي تستخدم في علاج الاضطرابات النفسية المعقدة مثل الفصام، وهو ينتمي إلى مجموعة الأدوية المضادة للذهان من الجيل الثاني. يُستخدم هذا الدواء لعلاج الفصام في البالغين والمراهقين، وقد تم تطويره بهدف تقليل الأعراض السلبية والإيجابية لهذا المرض، مثل الهلاوس والأوهام، وتحسين قدرة المرضى على التفاعل الاجتماعي. رغم أن “إنفيجا سستينا” قد أثبت فعاليته في العديد من الحالات، إلا أن له آثارًا جانبية قد تكون غير محببة للعديد من المرضى، وهو ما سنتناوله في هذا المقال.
تركيب وآلية عمل “إنفيجا سستينا”
يحتوي “إنفيجا سستينا” على المادة الفعالة “بالفيدويدون” (Paliperidone)، وهي نوع من الأدوية المضادة للذهان التي تؤثر على المستقبلات العصبية في الدماغ، لا سيما مستقبلات الدوبامين والسيروتونين. وعلى الرغم من أن هذا الدواء ينتمي إلى الأدوية المضادة للذهان من الجيل الثاني، إلا أنه يختلف في آلية تأثيره على مستقبلات الدوبامين، حيث يعمل كمضاد لمستقبلات الدوبامين من النوع 3، بدلاً من النوع 2 كما هو الحال في الأدوية الأخرى مثل “سيروكويل” (Seroquel).
يُعطى “إنفيجا سستينا” على شكل حقن عضلية طويلة المدى، حيث يُحقن بجرعات تتراوح بين 39 إلى 234 ملغ مرة واحدة شهريًا أو كل ثلاثة أشهر، وفقًا لحالة المريض واستجابته للعلاج.
موافقة إدارة الغذاء والدواء (FDA) وتاريخ الموافقة
تمت الموافقة على دواء “إنفيجا سستينا” من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في 29 نوفمبر 2017، بعد أن أظهرت الدراسات السريرية التي أُجريت على هذا الدواء فعاليته في التحكم في أعراض الفصام لدى المرضى، بالإضافة إلى أن نتائجها أظهرت تحسنًا ملحوظًا في القدرة على التفاعل الاجتماعي والوظيفي. وفي الوقت ذاته، كانت هناك بعض التحفظات بشأن الآثار الجانبية التي قد تظهر عند بعض المرضى، خاصةً في حالات الجرعات المرتفعة.
الآثار الجانبية الشائعة والمحتملة
من المهم أن يعرف المرضى الذين يستخدمون “إنفيجا سستينا” أن هناك بعض الآثار الجانبية المحتملة التي قد تظهر بعد تلقي العلاج، وتشمل:
- زيادة الوزن: مثل معظم الأدوية المضادة للذهان، قد يؤدي “إنفيجا سستينا” إلى زيادة الوزن، وهو ما قد يشكل مشكلة صحية إضافية إذا لم تتم مراقبته بعناية.
- الدوخة والنعاس: يعاني بعض المرضى من إحساس بالدوار أو النعاس بعد تلقي الحقنة، مما قد يؤثر على قدرتهم على القيام بالأنشطة اليومية.
- اضطرابات الحركة: قد يتسبب الدواء في حدوث بعض الأعراض الحركية غير الطبيعية مثل التصلب العضلي أو الاهتزازات.
- الآثار النفسية: مثل القلق والاكتئاب، ويمكن أن يؤدي هذا إلى تقليل قدرة المريض على التفاعل الاجتماعي أو القيام بأنشطته اليومية.
مراجعة المريض
وفقًا لأحد المراجعات الشخصية لدواء “إنفيجا سستينا”، عانى أحد المرضى من تجربة غير محببة مع هذا الدواء، حيث شارك قائلاً:
“كنت أتعرض لعاصفة الغدة الدرقية لأنني تناولت اليود السائل مع حبوب الغدة الدرقية. في تلك اللحظة كنت أواجه نوبة من الفصام وتم معالجتي بالقوة ضد إرادتي. أخبرني الطبيب أن هذا هو الدواء الوحيد الذي يمكنني أخذه وأجبرني على تناوله. تلقيت حقنة بجرعة 432 ملغ، وهي ضعف الجرعة القصوى تقريبًا. لم أحب هذا الدواء لأنه قبل النوبة كنت أتناول دواء يحتوي على مضاد لمستقبلات الدوبامين من النوع 2، لكن هذا الدواء يعمل كمضاد لمستقبلات الدوبامين من النوع 3، وهو أمر لا أفضله. الدواء كان سيئًا! قبل النوبة كنت في حالة صحية جيدة وأستطيع الجري 10 كيلومتر في أقل من 40 دقيقة باستخدام “سيروكويل” (Seroquel) الممتد… والآن أعاني من الانسحاب وزيادة في الالتهابات التي كانت 0.7 والآن أصبحت 4.3 بسبب تلك الحقنة الغبية. سيتسبب لك هذا الدواء في فقدان القدرة على التفكير أو أداء مهامك اليومية. ستفقد الاهتمام بالأشياء مثل ممارسة الرياضة والحفاظ على صحتك. الدواء سيئ جدًا!!”
هذه المراجعة تُظهر بعض المشاعر السلبية التي قد يختبرها المرضى الذين يعانون من تأثيرات غير مرغوب فيها للدواء، سواء من حيث الآثار الجانبية أو تأثيره على نوعية الحياة اليومية.
فعالية الدواء وفقًا للتقييمات السريرية
على الرغم من التجارب السلبية التي قد يمر بها بعض المرضى، أظهرت الدراسات السريرية أن “إنفيجا سستينا” فعّال في التحكم في أعراض الفصام على المدى الطويل. فقد أظهرت إحدى الدراسات أن المرضى الذين تلقوا الحقن بشكل منتظم كانت لديهم قدرة أفضل على الحفاظ على استقرار الحالة العقلية وتجنب الانتكاسات.
التقييم الفعالية: وفقًا للعديد من الدراسات السريرية والتقييمات الطبية، يُظهر “إنفيجا سستينا” فعالية ملحوظة في علاج أعراض الفصام، ولكنه قد يتطلب مراقبة دقيقة للآثار الجانبية المحتملة مثل زيادة الوزن أو اضطرابات الحركة. أما بالنسبة للمراجعات السلبية من المرضى، فهي تركز عادةً على الآثار الجانبية التي قد تظهر، مثل صعوبة التفكير أو انخفاض القدرة على الأداء الوظيفي.
عدد مرات الوصف الطبي للدواء
من المهم أن نلاحظ أن “إنفيجا سستينا” قد يتم وصفه بشكل متكرر في حالات الفصام الشديدة أو عندما لا تكون الأدوية الأخرى فعّالة بما فيه الكفاية. إلا أن هناك أيضًا بعض المراجعات التي تشير إلى أن المرضى قد لا يفضلون هذا الدواء بسبب الآثار الجانبية غير المستحبة أو بسبب المشاكل المرتبطة باستخدام الجرعات المرتفعة.
الخلاصة
يظل “إنفيجا سستينا” دواءً مهمًا في علاج الفصام، خاصة للمرضى الذين يحتاجون إلى علاج طويل الأمد أو لديهم صعوبة في اتباع نظام العلاج عن طريق الفم. ومع ذلك، يجب أن يتم التعامل مع هذا الدواء بحذر، ويجب على الأطباء والممرضين مراقبة المرضى بعناية لتحديد مدى فعاليته وآثاره الجانبية. بالنسبة لأولئك الذين يعانون من آثار جانبية شديدة أو عدم رضا عن نتائج العلاج، ينبغي عليهم مناقشة الخيارات العلاجية البديلة مع أطبائهم للحصول على الرعاية الأمثل.