إمبلانون (Implanon): وسيلة فعّالة لمنع الحمل وتحديات الاستخدام
إمبلانون (Implanon) هو جهاز صغير بحجم عود الثقاب يتم زرعه تحت الجلد في الذراع، ويعمل كوسيلة لمنع الحمل لفترة تصل إلى ثلاث سنوات. يعتبر هذا النوع من وسائل منع الحمل خيارًا مفضلاً للعديد من النساء اللاتي يبحثن عن وسيلة مريحة وفعّالة لمنع الحمل بدون الحاجة إلى تناول حبوب يومية أو استخدام وسائل أخرى بشكل مستمر.
كيفية عمل إمبلانون
يحتوي إمبلانون على هرمون البروجستين الذي يُطلق تدريجيًا في الجسم لمنع حدوث الحمل. يعمل الهرمون من خلال عدة طرق، أهمها تثبيط الإباضة (منع المبيضين من إطلاق البويضات)، بالإضافة إلى تغيير طبيعة مخاط عنق الرحم، مما يجعل من الصعب على الحيوانات المنوية الوصول إلى البويضة، وتغيير بطانة الرحم بحيث تقل احتمالية انغراس البويضة المخصبة.
فعالية إمبلانون
تُعد إمبلانون وسيلة فعّالة للغاية لمنع الحمل، حيث تشير الدراسات إلى أن نسبة الحمل مع استخدام إمبلانون أقل من 1%، مما يجعلها واحدة من أكثر وسائل منع الحمل فعالية المتاحة. يُعتبر هذا الأمر ميزة كبيرة للنساء اللواتي يرغبن في تجنب الحمل بشكل مؤكد دون الحاجة إلى تذكر استخدام وسائل منع الحمل يوميًا.
الآثار الجانبية والتجربة السلبية لبعض المستخدمات
على الرغم من فعالية إمبلانون العالية في منع الحمل، إلا أن تجربة الاستخدام قد تختلف من امرأة لأخرى. فبينما تجد العديد من النساء أن هذا الخيار مريح وفعال، تواجه بعض المستخدمات تجارب سلبية تؤثر على حياتهن اليومية. إحدى تلك التجارب تأتي من مراجعة إحدى المستخدمات التي قدمت تقييمًا شديد الانتقاد لإمبلانون، حيث قالت:
“لقد كانت تجربتي مع إمبلانون سيئة للغاية. لدي دورات شهرية مستمرة طوال الوقت، مما سبب لي الكثير من الانزعاج. اضطررت إلى تناول أدوية لعلاج الاكتئاب والقلق نتيجة لهذه المشكلة. كما أنني اكتسبت 20 رطلاً لا أستطيع فقدانها! لا أوصي أبدًا باستخدام هذه الوسيلة لأي شخص، حتى لو كانت فعالة جدًا في منع الحمل. أشعر دائمًا وكأنني حامل، وهذا يجعلني أشعر بالقلق الشديد.”
تأثيرات على الصحة النفسية والبدنية
توضح هذه المراجعة أن بعض النساء قد يعانين من آثار جانبية قوية جراء استخدام إمبلانون. أحد الآثار الجانبية الأكثر شيوعًا هو الاضطرابات في الدورة الشهرية، والتي يمكن أن تشمل النزيف غير المنتظم أو المتكرر، كما شهدته هذه المريضة. هذا النزيف المتكرر يمكن أن يكون مصدر قلق وإزعاج كبير، مما يؤثر على نوعية حياة المرأة ويسبب توترًا إضافيًا. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤدي التغيرات الهرمونية الناجمة عن استخدام إمبلانون إلى تغيرات في المزاج، والتي قد تؤدي بدورها إلى اضطرابات نفسية مثل الاكتئاب أو القلق، كما شهدت هذه المريضة.
تقرير هذه المرأة عن زيادة الوزن يعتبر أيضًا شكوى شائعة بين بعض مستخدمات إمبلانون. التغيرات الهرمونية يمكن أن تؤثر على الأيض وتؤدي إلى احتباس السوائل أو زيادة الشهية، مما يؤدي إلى زيادة الوزن غير المرغوب فيها. هذه الزيادة في الوزن قد تكون صعبة السيطرة عليها، مما يزيد من شعور عدم الرضا عن استخدام هذا النوع من وسائل منع الحمل.
القلق من الحمل الكاذب
تعد تجربة القلق المستمر من الحمل إحدى المشكلات التي أوردتها المريضة، حيث شعرت دائمًا وكأنها حامل رغم معرفتها بأن الحمل غير محتمل أثناء استخدام إمبلانون. هذا الشعور يمكن أن يكون مرتبطًا بالتغيرات الهرمونية التي تسبب أعراضًا مشابهة لأعراض الحمل مثل الانتفاخ أو تغيرات في الثديين، مما يؤدي إلى حالة من القلق المزمن لدى المريضة.
التقييم العام للدواء
على الرغم من فعاليته العالية في منع الحمل، فإن تقييم هذه المريضة لإمبلانون كان سلبيًا للغاية، حيث منحته تقييمًا بدرجة 1 من 10 بناءً على تجربتها الشخصية. تعكس هذه الدرجة استياءها الشديد من الآثار الجانبية التي واجهتها، والتي جعلت استخدامها لهذا الجهاز غير مقبول بالنسبة لها.
الموافقة على إمبلانون والاستخدام
تمت الموافقة على إمبلانون من قبل السلطات الصحية في 17 أبريل 2017، مما يجعله وسيلة حديثة نسبيًا لمنع الحمل. منذ ذلك الحين، تم وصف إمبلانون لعدد كبير من النساء كوسيلة لمنع الحمل، حيث تم وصفه 8 مرات من قبل الأطباء في حالات مماثلة. هذا يشير إلى أن الإمبلانون يظل خيارًا شائعًا بالرغم من بعض الشكاوى التي يتم الإبلاغ عنها.
خلاصة
إمبلانون هو وسيلة فعّالة لمنع الحمل تمتاز بقدرتها العالية على توفير الحماية من الحمل لفترات طويلة دون الحاجة إلى التذكر اليومي لاستخدام وسائل منع الحمل التقليدية. ومع ذلك، فإنه لا يخلو من الآثار الجانبية التي قد تكون مزعجة للبعض. تجارب المستخدمين قد تختلف، فبينما يستفيد البعض من سهولة وفعالية إمبلانون، قد يجد آخرون أن الآثار الجانبية مثل النزيف المستمر، التغيرات النفسية، وزيادة الوزن، تجعل من استخدامه تجربة غير مرغوب فيها.
قبل اتخاذ قرار استخدام إمبلانون أو أي وسيلة أخرى لمنع الحمل، من المهم مناقشة الخيارات مع الطبيب لتحديد ما إذا كان هذا الخيار مناسبًا بناءً على الحالة الصحية العامة واحتياجات المريضة.