إلى أمريكا: تأملات شخصية من مؤرخ – استعراض لكتاب ستيفن إيه. أمبروز

الكتاب: “إلى أمريكا: تأملات شخصية من مؤرخ” للكاتب ستيفن إيه. أمبروز

تاريخ النشر: نوفمبر 2002
الناشر: سايمون أند شوستر
فئة الكتاب: التاريخ، الولايات المتحدة، عام

في كتابه “إلى أمريكا: تأملات شخصية من مؤرخ”، يقدم ستيفن إيه. أمبروز، أحد أبرز المؤرخين الأمريكيين، مجموعة من الأفكار والتأملات التي تستعرض مسيرته المهنية الطويلة في مجال التاريخ الأمريكي. يتناول أمبروز في هذا العمل الفريد ليس فقط تاريخ الولايات المتحدة بل أيضاً التحديات والصراعات التي واجهتها، مبرزا الروح الأمريكية التي ساعدت في دفع البلاد إلى الأمام.

يبدأ أمبروز كتابه بتقديم نظرة عامة على دور المؤرخ ومهامه، مؤكداً على أهمية أن يكون التاريخ سيرة ذاتية للناس وما قاموا به. يشير إلى أن الكلمة الأخيرة في كلمة “تاريخ” تشير إلى أنها تتعلق بالأشخاص والأحداث، وهذا ما يجعلها موضوعاً مثيراً للغاية. من خلال تأملاته، يعكس أمبروز كيف يمكن للتاريخ أن يكون أكثر من مجرد سرد للأحداث، بل هو أيضاً دراسة عميقة في طبيعة البشرية وصراعاتها.

يحتوي الكتاب على نقد جريء للعديد من جوانب التاريخ الأمريكي، من بينها تصدي أمبروز للانتقادات المرتبطة بالمفاهيم السياسية الحديثة والقيود الثقافية. يتناول المؤلف بإسهاب الأخطاء التاريخية التي ارتكبتها البلاد، مثل العنصرية، والإساءة إلى الأمريكيين الأصليين، والأخطاء المأساوية مثل الحرب في فيتنام، التي عارضها بشدة أثناء فترة عمله كأستاذ في الجامعة.

يعرض أمبروز تحليلاً مفصلاً للشخصيات التاريخية البارزة، مثل جورج واشنطن وتوماس جيفرسون، الذين رغم تقدمهم الفكري إلا أنهم عاشوا تناقضات تاريخية كعبودية السود. كذلك، يتناول الكاتب براعة أندرو جاكسون في هزيمة قوة بريطانية متفوقة في حرب عام 1812، وجولات لويس وكلارك الشاقة لفتح البلاد، وبناء السكك الحديدية الذي جلب ثروات هائلة لقلة من النبلاء.

كما يتناول أمبروز الرئاسة غير المفهومة لأولييسيس س. غرانت، ويصف صعود الولايات المتحدة إلى القوة العالمية تحت قيادة ثيودور روزفلت، ويشيد بالنصر البطولي للولايات المتحدة في الحرب العالمية الثانية. في سياق متصل، يناقش حقوق المرأة، وحقوق المدنية، والهجرة، وتأسيس المتاحف، وبناء الأمة.

يستعرض أمبروز أيضاً الفروقات بين الرؤساء الأمريكيين مثل دوايت أيزنهاور، وجون ف. كينيدي، وريتشارد نيكسون، وليندون ب. جونسون، مبرزاً مدى تأثير كل منهم على تطور البلاد. وفي كل جزء من كتابه، يحتفل أمبروز بالروح الأمريكية الثابتة التي ساعدت الأمة في التغلب على الأزمات والتحديات.

في ختام الكتاب، يسلط أمبروز الضوء على مسألة كتابة التاريخ، موضحاً أن هذا العمل ليس مجرد تسجيل للأحداث بل هو دراسة متعمقة للأفراد وأفعالهم. يعكس هذا الكتاب عمق فهم أمبروز لمهنة التاريخ وعشقه لكتابة التاريخ، مما يجعله إضافة قيمة للمكتبة التاريخية ويؤكد على أهمية فهم التاريخ بعمق وشمولية.

“إلى أمريكا” هو عمل يعتبر من الكتب الكلاسيكية الفورية لأولئك المهتمين بالتاريخ، والوطنية، وحب الكتابة، مما يجعله مصدرًا مهمًا للمؤرخين والقراء على حد سواء.