“إلفيس في الصباح” هو رواية تأخذنا في رحلة عبر العقود التي غيّرت أمريكا إلى الأبد، فهي ليست مجرد قصة عن الصداقة، بل هي استكشاف عميق للتغيرات الاجتماعية والثقافية التي عاشها الوطن خلال تلك الفترة الزمنية الحاسمة. الكاتب ويليام إف. باكلي يقدم لنا هذه الرواية المشوقة التي تروي قصة حياة شاب يُدعى أورسون في ألمانيا في الخمسينيات، حيث كانت والدته تعمل في قاعدة عسكرية أمريكية.
أورسون، الفتى الصغير الذي أصبح معجبًا بجندي يدعى إلفيس بريسلي الذي كان متمركزًا في القاعدة العسكرية، يدخل في علاقة صداقة لا تُنسى مع هذا النجم الذي أصبحت موسيقاه تتردد بلا انقطاع عبر أثير الراديو. ينقلب عالم أورسون رأسًا على عقب عندما يتم ضبطه وهو يسرق تسجيلات لأغاني إلفيس من محل البضائع العسكري، ولكن هذا الحدث يلفت انتباه النجم نفسه، الذي يقرر زيارة صديقه الصغير. هكذا تبدأ صداقة تستمر مدى الحياة.
مع تطور مسيرة إلفيس الفنية وتصرفاته التي تزيد غرابتها، يشارك الاثنان في العديد من المغامرات. تندلع الستينيات، ويصبح إلفيس رمزًا وطنيًا، بينما ينجذب أورسون، الناشط الجامعي، بعيدًا عن الحياة العادية بحثًا عن شيء ذو قيمة ومعنى. يكون كل منهما رمزًا لعصره، حيث تتلاشى التقاليد الاجتماعية، وتتحطم الحواجز، وتتغير المناظر الثقافية إلى الأبد.
“إلفيس في الصباح” ليست مجرد رواية، بل هي لوحة فنية تصوّر التغيير والاحتجاج، وقدرة الأصدقاء على البقاء أمناء رغم البعد والزمن. ترسم الرواية صورة لأمة في حالة تحول وتأثير الشهرة على البراءة. يقدم لنا باكلي عمقًا في التفاصيل التاريخية والثقافية، مما يجعلها تحفة أدبية تستحق القراءة والاستمتاع.
صدرت الرواية عن دار نشر هارفست بوكس في يونيو من عام 2002، ما يعني أنها تأتينا من ماضٍ لا يُنسى. تأتي “إلفيس في الصباح” لتخوض رحلة عبر الزمن، حاملةً معها أصداء الستينيات وروح التغيير التي عاشها عصرها.