في “إغواء هيلاري رودهام”، يقدم ديفيد بروك، الصحفي الأكثر جدلاً في أمريكا، لوحة فنية جريئة وفي الوقت ذاته حساسة للغاية حول أكثر السيدات الأوليات جدلاً في تاريخ أمريكا. إن هيلاري رودهام التي تظهر من خلال صفحات هذا الكتاب ليست مجرد شخصية مثيرة للاهتمام ومهمة في حد ذاتها، بل هي رمز وزعيمة غير رسمية لجماعة ليبرالية ناشئة في ظل الاضطرابات الاجتماعية والمدنية في الستينيات، وقد ارتقت بها تلك الجماعة إلى أعلى المستويات في الحكومة الأمريكية.
هذه ليست مجرد سيرة سياسية عادية، بل هي قصة المرأة العنيدة التي تكافح من أجل الحفاظ على نزاهتها الشخصية والسياسية في مواجهة قوى جاذبة قوية: جاذبية أيديولوجية تقودها معتقدات تقدمية مستلهمة دينيًا وتولد تأكيدات سهلة؛ إغراءات ممارسة السلطة السياسية غير المقيدة في دولة ذات حزب واحد؛ وقبل كل شيء، جاذبية بيل كلينتون، رجل كاريزمي، موهوب، ولكنه رجل عيب عميق. قد يكون كلينتون هو أفضل وأسوأ شيء حدث لهيلاري رودهام.
مع عمق لا مثيل له، يقوم بروك بتوثيق معلومات حياة هيلاري ويتناول مواقفها الأولية. كما يستكشف عالم السياسة في أركنساس بتفصيل معقد، ويصف بتفصيل واضح ما قامت به هيلاري لضمان صعود بيل إلى قمة السلطة السياسية الأمريكية. وفي طريقه، تتصالح هيلاري مع توترات زواجها وتخضع لتحولات متعددة من أجل شراكة سياسية فريدة. تلعب دوراً هاماً في تشكيل إدارة بيت البيض الأبيض ووضع أجندتها، ولكن مبادرتها الرائدة في مجال الرعاية الصحية تنتهي بانهيار مذهل وتُلقى الكثير من فضائح ويترك الباب مفتوحاً لفضيحة وايت ووتر المازلة.
في الختام، يستنتج بروك أن هيلاري ليست الرمز النقي والغير متلون الذي يحاول أنصارها رسمه، ولا هي السيدة ماكبث المكرهة التي يصورها الحاقدون السياسيون. يسلط الضوء بروك على شخصية وأفعال إحدى أكثر الشخصيات العامة في أمريكا تفهماً بشكل غير كاف وتشويهاً بشكل غير عادل.