في كتابه الموسوم بعنوان “الإغتراب السياسي في الوسط الطلابي”، يسلط الكاتب ولد ميلود الضوء على ظاهرة الإغتراب السياسي التي شهدت اهتمامًا متزايدًا خلال القرن التاسع عشر. يبرز الكتاب أن هذا الاهتمام أصبح شاغلًا للعديد من الكتّاب في ميدان علم السياسة، حيث تحوّلت الظاهرة إلى محور أبحاثهم ودراستهم.
تنطلق أهمية هذا الاهتمام وخصوصيته من تنوع المنطلقات الأيديولوجية واختلاف الانساق التي تهتم برصد هذه الظاهرة. فالإغتراب السياسي، وفقًا لرؤية الكاتب، لا يتأتى فقط من التباين في التوجهات الأيديولوجية، بل يعكس أيضًا انتشاره في كافة الأنظمة السياسية وعبر كل الأشكال الدستورية. يبرهن الكتاب على أنه يمكن القول بأن الإغتراب السياسي ليس مقتصرًا على نظام سياسي معين، بل أصبح يشكل آفة تنخر جميع دول العالم، حتى درجة أنه يمكن القول بأنه يتسلل إلى أي نظام سياسي يفتقده.
تسلّط صفحات هذا الكتاب الضوء على أهمية الدولة كعنصر أساسي لكل مجتمع، إذ تُعَدُّ الدولة لا غنى عنها ومكمِّلة للمجتمع. وتشير الكتاب إلى أن الدولة، بوصفها الجهة الحاكمة، تقود إلى احترام القواعد والقوانين التي يقوم عليها المجتمع. ومن هنا، تلعب الدولة دورًا حمايوًا يحمي المجتمع من عيوبه الخاصة ويحد من تأثيرات المنافسة بين الأفراد والجماعات.
ومع هذا، يقف الكتاب في وجه الاتساع الذي شهدته ظاهرة الإغتراب السياسي، ويسلط الضوء على ضرورة مكافحة القصور الذي قد يهدد الدولة بالفوضى. يشدد الكتاب على أهمية محاربة هذا الداء السياسي الذي قد يحرم أفراد المجتمع من حقوقهم الطبيعية المنصوص عليها في النصوص القانونية.
صدر هذا الكتاب في عام 2015 عن مركز الكتاب الأكاديمي، ويتألف من 250 صفحة. ويتميز بغلاف كرتوني يعكس جودة التصميم والاهتمام بالتفاصيل. يندرج هذا العمل تحت فئة الكتب السياسية، وتحديدًا في فرع العلوم السياسية.