“إعادة صياغة السيرة الذاتية: مضادات الروايات للنساء في الأدب والسينما الألمانية المعاصرة (قراءة في كتابات النساء)”
إن موضوع “كيف أصبحنا كما نحن الآن؟”، الذي يطارد أعمال المؤرخة الألمانية كريستا فولف في سلسلة سيرتها الذاتية “أنماط الطفولة”، قد دفع العديد من الكتَّاب والمخرجين إلى استكشاف هوياتهم كنساء ألمانيات في مرحلة ما بعد الحرب. في إحدى أوائل الكتب التي استعرضت السينما الألمانية الجديدة من منظور نسوي، تنظر باربارا كوستا بعناية فائقة إلى فيلمين سيريين ذاتيين؛ فيلم “ألمانيا، الأم الشاحبة” للمخرجة هيلما ساندرز-برامز وفيلم “سنوات الجوع” لجوتا بروكنر، بالإضافة إلى كتابين؛ “دير مان أوف دير كانزل: فراغن أن اينن فيتر (الرجل على المنصة: أسئلة لأب) لروث ريهمان، و”أنماط الطفولة” لفولف. وبطرق مختلفة، تُظهر كوستا أن هذه الأعمال في فترتي السبعينات والثمانينات قد أعادت صياغة السيرة الذاتية التقليدية، حيث قدمت شخصيات جديدة في أدوار جديدة تستكشف أشكال التعبير المبتكرة وتواجه مواضيع تم تضييق النظر عنها لفترة طويلة مثل تقليل قيمة صوت المرأة ورعب الماضي الفاشي لألمانيا.
تلمس كوستا في سير ذاتية لنساء ألمانيات تناقضًا بين الحاجة لقبول تراثهن الاجتماعي ورغبتهن في اكتشاف والتصدي لجوانبه الدمرة. وفيما يكافحن لإعادة تعريف العلاقات بين العائلة والتاريخ والذات، تكتب فولف وريهمان عن الهياكل النفسية التي تأثرت بها طفولتهن تحت النظام النازي في أفلامهن، بينما تستكشف ساندرز-برامز وبروكنر، اللتين نشأتا بعد الحرب، قضايا العلاقات الجنسية بالإضافة إلى إعادة تمثيل تاريخ ألمانيا. بالنسبة للأربع نساء، تظهر كوستا أن السيرة الذاتية في الوقت نفسه هي عملية تذكر والتأقلم مع الصدمات الوطنية والشخصية، مهمة للحداد والشفاء، وفعل لابتكار الذات.
الكتاب يقع تحت فئة “النقد الأدبي، العام”، وقد نشرته جامعة كورنيل في يونيو 1994.