يفتح كتاب “العرب والغصن الذهبي؛ إعادة بناء الأسطورة العربية” للمؤلف ياروسلاف ستيتكيفيتش أفاقًا جديدة أمام القارئ العربي، حيث يقدم له فرصةً لاستكشاف تراثه الأدبي بطريقةٍ مختلفة ومتجددة. يقدم الكتاب قراءةً معاصرةً لقصة ثمود، وهي قصة قديمة تمزج بين الواقع والأسطورة في تراث العرب، من خلال تحليل ما كتبه عنها الإخباريون والقصاص والمفسرون.
ويتجه الكتاب بخطوات ثابتة نحو فهم متعدد الأبعاد لهذه القصة القديمة. فمن جهة، يقوم بمحاولةٍ لترميم تاريخ ثمود وتنقيته من الأساطير، محاولةً لفهم الحقائق التاريخية وراء القصة. ومن جهةٍ أخرى، يسعى لإعادة بناء أسطورة ثمود وتحليلها، بهدف فهم دورها وأهميتها كرمز تأسيسي في الثقافة العربية.
يتطرق الكتاب إلى أهمية أسطورة ثمود كرمز تأسيسي للثقافة العربية، حيث يعتبرها واحدةً من أبرز الرموز التي شكلت الثقافة العربية منذ أقدم العصور وحتى يومنا هذا. ويركز الكتاب على استعراض أسطورة ثمود في سياق فهم حديث للأسطورة، مستفيدًا من المدارس النقدية الحديثة والدروس الأنثروبولوجية التي كشفت عن دور الأساطير والقصص في بناء الهوية الثقافية والتأسيس للمجتمع.
ومن خلال صفحاته، يدعو الكتاب القارئ إلى رحلة فكرية وثقافية مثيرة تستكشف مفاهيم الأسطورة والتاريخ والهوية الثقافية بطريقة متجددة ومثيرة. وبوزن صفحاته التي تبلغ 253 صفحة، يعتبر هذا الكتاب مصدرًا قيمًا للدارسين والباحثين في مجالات الفلسفة والفكر الفلسفي، حيث يقدم رؤيةً متعمقة ومعاصرة لتراث الأساطير العربية وتأثيرها على الثقافة والفكر العربي. تصميمه الغلاف الورقي يضفي على الكتاب طابعًا جماليًا يجعله قطعة مميزة في مكتبة كل باحث أو مهتم بالفلسفة والتراث العربي.