في كتابه الموسوم بـ “إصلاح الطريقة الحسابية في النظام الانتخابي العراقي”، يقدم الكاتب علي هادي حميدي الشكراوي تحليلاً عميقاً وشاملاً للتحديات والقضايا المتعلقة بالجوانب الحسابية في النظام الانتخابي العراقي. يبرز الشكراوي في عمله هذا أن الاعتماد على الطريقة الحسابية في إطار النظام الانتخابي لا يمثل مجرد عمل فني أو تقني، بل يشكل قراراً سياسياً رئيسياً يتخذه السياسيون المهيمنون على العمليات السياسية واتخاذ القرارات في الدولة.
يسلط الكاتب الضوء على أهمية تصميم الطريقة الحسابية وكيف يمكن أن تعكس مبادئ فلسفية ومصالح سياسية محددة. يُظهر الشكراوي كيف يُشكل هذا التصميم نصوصًا وأحكامًا قانونية تُعبر عن القوى المسيطرة على السلطة في الدولة، وكيف يُستخدم للتحكم في طبيعة النتائج التي تخلقها الطريقة الحسابية.
تعزز دراسته رؤية موضوعية تسهم في تعزيز دور المواطنين في المشاركة السياسية الفعّالة والمؤثرة. يسلط الضوء على أهمية تحقيق عناصر الحكم الديمقراطي، وكيف يمكن لتصميم الطريقة الحسابية أن يكون عاملاً رئيسيًا في تحقيق هذه العناصر. يعرض الشكراوي في كتابه هذا تحليلاً عميقًا يتجاوز الجوانب الفنية ليتناول الجوانب السياسية والفلسفية للنظام الانتخابي.
بالإضافة إلى ذلك، يستعرض الكتاب تاريخ ومحتوى النظام الانتخابي العراقي، مقدمًا للقارئ فهمًا شاملاً للسياق السياسي والتاريخي الذي يُشكل خلفية البحث. ومع وجود 104 صفحة، يعد هذا العمل مصدراً مهماً للباحثين والمهتمين بالعلوم السياسية، حيث يقدم تحليلاً موسعاً للتحولات والإصلاحات التي قد تطرأ على النظام الانتخابي في العراق.
يتناول الكتاب أيضاً قضايا متعلقة بالمشاركة السياسية وكيف يمكن أن تكون الطريقة الحسابية عاملًا محفزًا لتحفيز المواطنين على المشاركة الفعّالة في العملية الانتخابية. ومع وجود غلاف ورقي يعكس الطابع الرسمي للكتاب، يضيف هذا العنصر للقراء تجربة بصرية تتناسب مع جودة المحتوى الفكري الذي يقدمه الكاتب.
بشكل عام، يُعتبر كتاب “إصلاح الطريقة الحسابية في النظام الانتخابي العراقي” للكاتب علي هادي حميدي الشكراوي مساهمة قيمة في فهم عميق للأمور السياسية والحسابية المتعلقة بالنظام الانتخابي في العراق، ويمثل مرجعاً مهماً للباحثين والمهتمين بالشأن السياسي في المنطقة.