في كتابه الرائع “حين يستيقظ الإسلام”، يقدم الكاتب محمد أركون رؤية مميزة وعميقة لقضايا العصر والتحديات التي تواجه المجتمعات الإسلامية المعاصرة. يعكس تفكيره المكثف والتحليل العميق للأفكار والمسلمات التراثية التي كانت تهيمن على الإسلام في الماضي.
من خلال صفحات هذا الكتاب البالغ عددها 304 صفحة، نجد أن أركون ينغمس في تحليل دقيق لقضايا متنوعة، متابعاً رحلة الإصلاح في المجتمعات الإسلامية الحديثة. يستعرض الكاتب تحولات الفكر الإسلامي ويتناول القضايا بروح من التجديد، سعياً لتحقيق تناغم أفضل مع متطلبات الحياة العصرية.
تبرز رسالة أركون بوضوح في ضرورة إصلاح الإسلام وتجديد تراثه، حيث يستعرض بجرأة قضايا حساسة مثل وضع المرأة في الإسلام. يتناول أيضاً التقارب بين السنة والشيعة، محاولاً تحقيق فهم أعمق للتلاقيات والتحديات التي تعترض الطريق نحو التفاهم والتعايش.
وما يميز هذا الكتاب أكثر هو التفاني الذي قام به أركون في إعادة تنقيح النصوص التي خلقها في مؤتمرات علمية وفكرية متعددة. يظهر هذا التكريس في كل كلمة، حيث يقدم للقارئ نصوصاً محكمة ومدروسة، تتناول قضايا حيوية تعكس تفكيره الفلسفي ورؤيته الثاقبة.
صدر الكتاب في عام 2019 عن دار الساقي للنشر والتوزيع، مما يعزز من مصداقيته ويضيف طابعاً رفيعاً له. الغلاف الورقي يضيف للكتاب جاذبية إضافية، مما يجعله لا غنى عنه في مكتبة كل من يهتم بالقضايا السياسية والدينية.
في الختام، يمثل فكر محمد أركون مجالاً خصباً لمن يسعى لفهم تحولات العالم الإسلامي والبحث عن حلول تفاعلية ومستدامة للتحديات الراهنة. “حين يستيقظ الإسلام” يقف كشاهد على رؤية متميزة وملهمة لتجديد الفكر الإسلامي وبناء مستقبل أفضل للمجتمعات الإسلامية.