إسماعيل ياسين، الفنان الكبير الذي ولد في محافظة السويس عام 1912م، وسط ظروف حياتية صعبة حيث فقد والدته في صغره وتعرض لمعاملة قاسية من زوجة والده الثانية، مما أثر على تعليمه وأدى إلى اضطراره لترك الدراسة. كان والده تاجرًا يملك محلًا لبيع المشغولات الذهبية، لكن الإفلاس الناجم عن إسراف زوجته أضاف لهما عبءًا إضافيًا.
واضطر إسماعيل ياسين إلى العمل في وظائف بسيطة، بداية من وظيفة كاتب لدى أحد المحامين براتب ضئيل. ومع ذلك، بدأ يشعر برغبة في مجال الفن والغناء، إذ اكتشف موهبته في هذا المجال. كانت تأثيرات المطرب الكبير محمد عبد الوهاب قوية عليه، وبدأ يحاول نسج طريقه في عالم الغناء.
رغم فشله الأول في تقديم أغاني محمد عبد الوهاب، إلا أن هذا الفشل لم يثنه عن متابعة حلمه. نصحه أصدقاؤه بالانتقال إلى القاهرة، حيث كان هناك فرص أوسع لتقديم فنه. وهكذا بدأ يقدم أعماله لأصحاب الفرق المسرحية. ورغم فشله الأول، استمر في محاولاته وبدأ يتألق في مجال الكوميديا.
اكتشف إسماعيل ياسين موهبته في فن المنولوج، وقرر أن يكون جزءًا من هذا العالم. انضم إلى فرقة بديعة مصابني وحقق نجاحًا كبيرًا، مما جعله يتربع على عرش المنولوج في مصر لمدة عشر سنوات. وبفضل هذا النجاح، أصبح ياسين مطلوبًا جدًا وبدأ يطالب بأجور تناسب قيمته وموهبته.
تألق إسماعيل ياسين في عالم السينما، حيث أصبح نجمًا كوميديًّا مشهورًا. تعاون مع عدد من الفنانين الكبار مثل محمد فوزي وأنور وجدي، وقدم مجموعة من الأفلام الناجحة. كتب له الكاتب الكبير أبو السعود الإبياري العديد من الأعمال التي ساهمت في بناء شخصيته الفنية.
تزوج إسماعيل ياسين ثلاث مرات، وأنجب ابنه الوحيد ياسين الذي اتجه لمجال الإخراج السينمائي. ورغم تألقه الكبير في عالم الفن، إلا أن نهاية حياته كانت حزينة. تأثر بمرض القلب وتراكمت عليه الديون، مما ألقى بظلال سوداء على نهاية مسيرته.
تم تكريم إسماعيل ياسين في مسلسل تلفزيوني أنتج في عام 2009، حيث حمل اسم “أبو ضحكة جنان”. كما كان الرئيس أنور السادات يعتزم تكريمه في عام 1972، ولكن المصير لم يكن صالحًا له، حيث توفي في نفس العام. رغم رحيله، إلا أن إسماعيل ياسين ما زال حاضرًا في ذاكرة الجمهور كأحد أعظم نجوم الفن في مصر.
المزيد من المعلومات
إسماعيل ياسين، العملاق الفني الذي أضاء سماء الفن المصري بتألقه الفريد وموهبته المتعددة، شكل جزءًا لا يتجزأ من تاريخ السينما المصرية الذهبية. ورغم أنه ودعنا في عام 1972، إلا أن إرثه الفني ما زال حيًّا في قلوب الجماهير.
تأثرت مسيرة إسماعيل ياسين بالتجارب والتحديات، فبعد نجاحه الكبير في المنولوج، انتقل إلى عالم السينما الذي أصبح يراوده بسبب رغبته في تقديم أدوار كوميدية. ابتعد عن تقديم الأغاني والتفرغ للتمثيل، حيث شكلت أفلامه محطة هامة في تاريخ السينما المصرية.
من أبرز أعماله السينمائية في هذه الفترة “دهب” الذي شكل نقطة تحول في مسيرته الفنية. كما قدم الكثير من الأعمال الناجحة مع نجوم الشاشة مثل محمود المليجي وعبد الوارث عسر وماجدة وغيرهم. حاز على إعجاب الجماهير بفضل أدائه الكوميدي الساحر والشخصيات الفكاهية التي أحبها الجمهور.
كان إسماعيل ياسين لا يقتصر نجاحه على السينما، بل تألق أيضًا على خشبة المسرح. قاد فرقته المسرحية بنجاح، حيث أحيا العديد من المسرحيات التي أصبحت جزءًا من تراث الكوميديا المصرية. ومن بينها، “كل الرجالة كده” التي بقيت هي الوحيدة المحفوظة من تلك الأعمال بسبب خطأ تقني.
على الجانب الشخصي، تزوج إسماعيل ياسين ثلاث مرات، وكانت زوجته الثالثة فوزية هي الأم لابنه ياسين الذي اتجه إلى مجال الإخراج السينمائي، مما يظهر التأثير العائلي العميق في مجال الفن.
رغم أوجاعه الشخصية والصحية، كرس إسماعيل ياسين حياته لتقديم الفرح والضحك للجماهير. وفي عام 2009، قدم التلفزيون المصري مسلسلًا يحمل اسم “أبو ضحكة جنان”، يروي قصة حياته ويكرم إرثه الفني.
إسماعيل ياسين، فنان استثنائي، ترك بصمته في عالم الفن المصري، وما زالت أعماله تعيش في قلوب الجماهير، محملة بالضحك والفرح الذين لا يمكن أن ينساهما أحد.