إستروجينات مقترنة لعلاج انقطاع الطمث

مقال عن دواء “الإستروجينات المقترنة” (Conjugated Estrogens) واستخدامه لعلاج الأعراض المصاحبة لانقطاع الطمث

مقدمة:
يعتبر دواء “الإستروجينات المقترنة” (Conjugated Estrogens) أحد الأدوية المستخدمة بشكل شائع في علاج الأعراض المصاحبة لانقطاع الطمث، مثل الهبات الساخنة، التعرق الليلي، التغيرات المزاجية، وجفاف المهبل. يعتبر هذا الدواء من العلاجات الهرمونية التي تعيد توازن هرمون الإستروجين في الجسم بعد انقطاعه الطبيعي أو نتيجة لاستئصال الرحم والمبايض. يتواجد هذا الدواء في شكل أقراص يتم تناولها عن طريق الفم، ويتميز بتأثيره في تخفيف العديد من الأعراض المرتبطة بتقلبات مستويات الهرمونات في الجسم.

استخدامات الدواء:
يتم وصف دواء “الإستروجينات المقترنة” بشكل رئيسي لعلاج الأعراض المصاحبة لانقطاع الطمث، وهي مرحلة طبيعية من حياة المرأة التي يحدث فيها انخفاض تدريجي في مستويات الهرمونات، مما يؤدي إلى ظهور أعراض مزعجة تؤثر على نوعية الحياة اليومية. الأعراض الشائعة التي يمكن أن يعالجها هذا الدواء تشمل:

• الهبات الساخنة التي تعتبر من أكثر الأعراض شيوعًا.
• التعرق الليلي.
• جفاف المهبل الذي قد يؤدي إلى صعوبة في ممارسة العلاقة الجنسية.
• تقلبات مزاجية واكتئاب.
• صعوبة في النوم بسبب التعرق والقلق.

الجرعات وطريقة الاستخدام:
يتم تناول دواء “الإستروجينات المقترنة” وفقًا للجرعة التي يحددها الطبيب المعالج، حيث يختلف العلاج من مريضة إلى أخرى حسب الحالة الصحية الخاصة بكل مريضة ومدى شدة الأعراض التي تعاني منها. في العادة، يتم بدء العلاج بجرعات منخفضة ثم يتم تعديلها حسب استجابة الجسم للدواء. من المهم أن يتم تناول هذا الدواء تحت إشراف طبي دقيق، خاصةً نظرًا للآثار الجانبية المحتملة التي قد تحدث.

تاريخ الموافقة:
تمت الموافقة على دواء “الإستروجينات المقترنة” من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في 12 ديسمبر 2015، حيث بدأ استخدامه كعلاج فعال لمساعدة النساء في تجاوز الأعراض المرتبطة بانقطاع الطمث. تعتبر هذه الموافقة خطوة مهمة في توفير خيارات علاجية آمنة وفعالة للنساء في مرحلة ما بعد انقطاع الطمث.

تقييم فاعلية الدواء:
تتباين تجارب المرضى مع دواء “الإستروجينات المقترنة” وفقًا لحالتهم الصحية الفردية. من بين المراجعات المتاحة للدواء، قدمت إحدى المرضى تقييمًا يعكس التحديات التي يمكن أن تواجه بعض النساء أثناء استخدام هذا العلاج. تقول إحدى المريضات التي استخدمت دواء “الإستروجينات المقترنة” لمدة شهر: “لقد بدأت في تناول بريمارين منذ أكثر من شهر، ولكن شعرت بتساقط شعري وظهور مشاكل في المعدة، بما في ذلك الانتفاخ الغريب. ورغم أنني لا أزال أعاني من الهبات الساخنة يوميًا، إلا أنني أتناول أعلى جرعة ممكنة دون التسبب في زيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي. كان الدواء الذي كنت أتناوله سابقًا (إنجوفيا) أفضل بكثير، لكنه لم يعد متاحًا في الأسواق. الآن لا أستطيع تحمّل أي دواء آخر، وأنا أبحث عن شيء أفضل.”

التقييم العام:
في هذه المراجعة، أبدت المريضة رأيًا مختلطًا حول فاعلية دواء “الإستروجينات المقترنة”. رغم أنها تمنّت أن يعمل هذا العلاج بشكل أفضل بالنسبة لها، إلا أنها أشارت إلى عدة مشاكل جانبية، مثل تساقط الشعر وانتفاخ المعدة، فضلاً عن استمرار معاناتها من الهبات الساخنة. ومع ذلك، فقد حصل الدواء على تقييم عام قدره 4 من 5، مما يشير إلى أن معظم المرضى قد يشعرون ببعض التحسن في الأعراض، ولكن ليس بشكل كلي أو دائم.

الآثار الجانبية المحتملة:
كما هو الحال مع أي علاج هرموني، قد يرتبط دواء “الإستروجينات المقترنة” ببعض الآثار الجانبية التي تختلف من مريضة لأخرى. تشمل الآثار الجانبية المحتملة ما يلي:

• آلام في الصدر أو تغييرات في الثدي.
• زيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي أو بطانة الرحم.
• مشاكل في الكبد أو الكلى.
• تقلبات مزاجية أو اكتئاب.
• احتباس السوائل أو تورم الأطراف.
• زيادة الوزن أو فقدان الشعر.

من الضروري أن يتم مراقبة المريضة أثناء استخدام هذا الدواء للتأكد من أنه لا يسبب آثارًا جانبية خطيرة قد تؤثر على صحتها بشكل عام. كما يجب على المريضة أن تستشير الطبيب في حال لاحظت أي آثار غير معتادة أو مزعجة.

العدد الإجمالي للوصفات الطبية:
يتم وصف دواء “الإستروجينات المقترنة” بشكل شائع من قبل الأطباء للمريضات في مرحلة ما بعد انقطاع الطمث، حيث يُقدّر أن العدد الإجمالي للوصفات الطبية التي تم إصدارها لهذا الدواء بلغ 19 مرة. هذه الإحصائية تشير إلى أن الدواء يُعتبر أحد الخيارات الرئيسية المستخدمة في علاج الأعراض المرتبطة بانقطاع الطمث، ويظل من الأدوية الموثوقة لدى العديد من الأطباء.

الخطر على صحة الثدي:
يتعين على الأطباء والمريضات أن يكونوا على دراية بالآثار المحتملة لاستخدام الهرمونات البديلة مثل “الإستروجينات المقترنة” فيما يتعلق بخطر الإصابة بسرطان الثدي. تشير الدراسات إلى أن العلاج بالهرمونات البديلة قد يزيد من خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان، مثل سرطان الثدي وسرطان الرحم. لذلك، يجب أن يتم تقييم الفوائد والمخاطر قبل بدء العلاج، ويجب على المريضة مناقشة الطبيب حول التاريخ الطبي للعائلة ومدى أهمية العلاج الهرموني بالنسبة لها.

خاتمة:
يعد دواء “الإستروجينات المقترنة” خيارًا فعالًا لعلاج الأعراض المصاحبة لانقطاع الطمث، ولكن لا يخلو من الآثار الجانبية التي قد تكون مزعجة لبعض النساء. تعتمد فعالية هذا الدواء على تفاعل الجسم معه، وقد يختلف تأثيره من مريضة إلى أخرى. يظل هذا الدواء أحد الأدوية المهمة التي تقدم الحلول للأعراض التي تصاحب انقطاع الطمث، ولكن ينبغي دائمًا أن يتم تناوله تحت إشراف طبي متخصص لتجنب أي آثار غير مرغوب فيها وضمان الاستخدام الآمن والفعّال له.