في كتابه الرائع بعنوان “الإرهاب وأمريكا: استراتيجية معقولة لمجتمع ديمقراطي (دراسات BCSIA في الأمن الدولي)”، يقدم الكاتب فيليب هايمان نظرة موازنة إلى كيفية مكافحة الديمقراطيات للإرهاب دون المساس بصحة المجتمع. إن الانفجارات التي شهدتها مركز التجارة العالمي ومبنى الحكومة الفدرالي في أوكلاهوما أظهرت أن الهجمات الإرهابية يمكن أن تحدث في أي مكان في الولايات المتحدة. وفي جميع أنحاء العالم، تشكل المجازر والاختطافات وتفجيرات الطائرات تذكيرًا مستمرًا بتهديد الإرهاب. وقد أثار استخدام الغاز السام في مترو طوكيو فزعًا من أشكال الإرهاب الأكثر رعبًا – بما في ذلك استخدام الأسلحة النووية والكيميائية والبيولوجية.
يقترح فيليب هايمان في هذا الكتاب أن الولايات المتحدة والديمقراطيات الأخرى يمكنها محاربة الإرهاب مع الحفاظ على الحرية والمحافظة على مجتمع صحي ومتحد. يستند إلى خبرته في وزارتي الخارجية والعدل الأمريكيتين، حيث يظهر كيف يمكن لجمع المعلومات الاستخباراتية المحلية والدولية إحباط الإرهاب، وكيف يجب على الولايات المتحدة التعاون وتبادل المعلومات مع حلفائها، وكيف يمكن منع الإرهاب في العديد من الحالات. لن يختفي الإرهاب تمامًا، ولكن السياسات التي يقدمها هايمان يمكن أن تقلل من الأذى للأميركيين وتحمي نزاهة عمليات الحكومة الأمريكية.
يتميز الكتاب بتركيزه الفعّال على موضوع السياسة الدولية والأمن الوطني، مما يجعله مساهمة قيمة في مجال علوم السياسة. ينشد هايمان تحقيق التوازن بين الأمان الوطني والحفاظ على حقوق المواطنين وحرياتهم. تاريخ نشر الكتاب في أغسطس عام 2000 يبرز مدى تقدم هذا التفكير والتحليل في عصر يشهد تطورات مستمرة في تكنولوجيا المعلومات والتهديدات الأمنية.
بإختصار، يعد هذا الكتاب إضافة قيمة إلى مكتبة السياسة الدولية والأمن الوطني، حيث يقدم رؤية فاضلة ومستنيرة لمكافحة الإرهاب داخل إطار ديمقراطي يحافظ على قيم الحرية والتلاحم الاجتماعي.