إن كتاب “إستراتيجية التنصير في العالم الإسلامي” للكاتب محمد عمارة يمثل مصدرًا ذا قيمة يفتح نوافذ واسعة على مفهوم التنصير في العصور الحديثة، ويسلط الضوء على أحداث تاريخية حاسمة ومؤتمرات استراتيجية أثرت بشكل كبير على المسلمين. يتناول الكتاب العديد من القضايا الهامة والمثيرة للجدل التي ترتبط بمحاولات التنصير في العالم الإسلامي.
في المؤتمر البارز الذي عقد في كولورادو عام 1978، اجتمع المنصرون ووضعوا خططًا دقيقة لتنصير المسلمين. يبرز الكتاب سر خطورة هذا المؤتمر، وكيف كان له تأثير عميق على العلاقة بين المسلمين والمنصرين، حيث تم رسم خطط استراتيجية محكمة للزحف على الإسلام.
يستعرض الكتاب بتفصيل الخطط الاستراتيجية التي وضعها المنصرون، وكيف يتسللون ببراعة إلى المجتمعات الإسلامية بهدف تحقيق أهدافهم. يتساءل الكتاب عما إذا كانت هذه الخطط تتعارض مع قيم المسيحية ذاتها، مما يفتح بابًا لمناقشة حول التوجهات الأخلاقية لتحقيق الهدف المنشود.
وفي محاولة لفهم السياق الثقافي والاجتماعي، يستعرض الكتاب دور المراكز العلمية المسيحية حول العالم التي تخصصت في دراسة الإسلام. هل يمكن غرس الرؤية المسيحية في الثقافة الإسلامية؟ وهل يمكن للمنصرين الغربيين إقناع الكنائس الوطنية في العالم الإسلامي بالتعاون في هذا السياق؟
تتناول الصفحات الـ264 من الكتاب دور العمالة الأجنبية المسيحية في عمليات التنصير وكيفية استغلال قوى التنصير للأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في المجتمعات الإسلامية. ويسلط الضوء على اهتمام المنصرين بالمرأة، وطلاب العلم، والمتغربين المسلمين كأهداف استراتيجية.
في الختام، يطرح الكتاب تساؤلات حيوية حول دور علماء الأمة وصناع القرار في التصدي لهذا المخطط المحكم، الذي يعتمد على مبشرين كثيفين وإمكانيات ضخمة في مختلف المجالات. بذلك، يثير الكتاب تحفيزات للتأمل والبحث حول كيفية حماية الهوية الإسلامية في وجه التحديات المستمرة لعالم الغرب.