دواء “إستاريلا” لمنع الحمل: تقييم فعاليتها ومراجعات المرضى
يعتبر دواء “إستاريلا” أحد وسائل منع الحمل الهرمونية التي تحتوي على مزيج من هرموني الإستروجين والبروجستين، ويستخدم بشكل واسع لمنع الحمل وتنظيم الدورة الشهرية. يتميز هذا الدواء بسهولة استخدامه، حيث يتم تناوله يوميًا في شكل حبوب، ما يجعله خيارًا مريحًا للعديد من النساء اللواتي يبحثن عن وسيلة منع حمل فعالة. ومع ذلك، مثل أي دواء آخر، قد يختلف تأثير “إستاريلا” من شخص لآخر، مما يجعله موضوعًا يستحق التقييم والبحث العميق في فعاليته، آثاره الجانبية، ومراجعات المرضى حوله.
تركيب دواء “إستاريلا” وآلية عمله
يحتوي دواء “إستاريلا” على مزيج من اثنين من الهرمونات التي تُستخدم في وسائل منع الحمل الهرمونية: إيثينيل إسترديول (الإستروجين الصناعي) وليفونورجيستريل (البروجستين). يعمل هذان الهرمونيان معًا على منع التبويض (إطلاق البويضة من المبيض)، مما يجعل حدوث الحمل غير ممكن. كما يُسهمان في زيادة سمك المخاط العنقي، مما يعوق حركة الحيوانات المنوية ويساعد في منع الحمل.
الآلية التي يعمل بها “إستاريلا” تشمل أيضًا التأثير على بطانة الرحم، حيث يجعلها أقل قابلية لاستقبال البويضة الملقحة. بفضل هذه الآليات المتعددة، يُعتبر هذا الدواء فعالًا جدًا في منع الحمل إذا تم استخدامه بشكل صحيح وفقًا للإرشادات الطبية.
تاريخ الموافقة على دواء “إستاريلا”
تمت الموافقة على دواء “إستاريلا” من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في الثاني من يوليو لعام 2017. وهذه الموافقة تأتي في إطار تعزيز الخيارات المتاحة للنساء الراغبات في استخدام وسائل منع الحمل الهرمونية التي تجمع بين الإستروجين والبروجستين. مع مرور الوقت، أصبح “إستاريلا” خيارًا شائعًا لدى العديد من النساء نظرًا لفعاليته في الوقاية من الحمل وكونه سهل الاستخدام، إذ يتم تناوله عن طريق الفم بجرعة واحدة يوميًا.
تقييم فعالية “إستاريلا”
من حيث الفعالية، يعد “إستاريلا” وسيلة فعالة للغاية لمنع الحمل عند استخدامه بشكل منتظم. تشير الدراسات السريرية إلى أن فعالية هذا الدواء في منع الحمل تصل إلى 99% عندما يتم تناوله بانتظام ودون نسيان للجرعات اليومية. إلا أنه، مثل معظم وسائل منع الحمل الأخرى، قد تقل فعاليته إذا تم نسيان الجرعة أو تناول بعض الأدوية التي تتداخل معه.
إضافة إلى منع الحمل، يمكن أن يساعد “إستاريلا” أيضًا في تنظيم الدورة الشهرية، وتقليل حدة الأعراض المتعلقة بالدورة مثل الألم والتشنجات. كما قد يساهم في تقليل النزيف الحاد لدى بعض النساء اللواتي يعانين من مشاكل مع الدورة الشهرية.
مراجعات المرضى لدواء “إستاريلا”
رغم فعالية “إستاريلا” في الوقاية من الحمل، تظهر بعض المراجعات السلبية التي يشاركها المرضى الذين جربوا هذا الدواء. على الرغم من أن الكثير من النساء لم يواجهن أي مشاكل معه، إلا أن هناك عددًا من الحالات التي أظهرت تأثيرات جانبية غير مرغوب فيها.
إحدى المراجعات التي تمت مشاركتها من قبل إحدى المستخدمات للدواء تشير إلى أنها واجهت مشاعر من الاكتئاب والاضطراب العاطفي بعد أسبوعين فقط من استخدام “إستاريلا”. تقول هذه المريضة: “لقد كنت على ثلاثة أنواع مختلفة من حبوب منع الحمل في الماضي ولم أواجه أي آثار جانبية من أي منها. وثقت في CVS عندما تم تغيير العلامة التجارية لي وأخذت هذا الدواء دون البحث عن مراجعاته حتى الآن. بعد أخذها لمدة أسبوعين تقريبًا، أصبحت عاطفية بشكل مفرط وشعرت بالاكتئاب. لم أكن أعاني أبدًا من مشاكل الاكتئاب من قبل، لكن هذه الحبوب جعلتني أشعر وكأنني في حالة من الفوضى العاطفية. كل لحظة كنت أقضيها في محاربة الدموع”.
كما أضافت المراجعة أيضًا مشكلة أخرى تتعلق بالبشرة، حيث قالت: “لم أكن أعاني من مشاكل في البشرة، وكان لدي في العادة بثرة واحدة في الشهر. لكن الآن، لدي أربع بثور على وجهي وبعضها على جسمي وظهري. هذه الحبوب هي أسوأ حبوب منع حمل تناولتها على الإطلاق. بالطبع، يختلف رد فعل كل شخص عن الآخر، لكن لا أعتقد أن الأمر يستحق المخاطرة”.
من خلال هذه المراجعة، يبدو أن “إستاريلا” قد لا يكون مناسبًا لكل الأشخاص، خاصة أولئك الذين يعانون من اضطرابات نفسية أو مشاكل في الجلد. لكن، في النهاية، يجب على أي امرأة تفكر في استخدام هذا الدواء أن تكون على دراية بأن ردود الفعل على الأدوية الهرمونية قد تختلف بشكل كبير من شخص لآخر.
التأثيرات الجانبية لدواء “إستاريلا”
كما هو الحال مع العديد من وسائل منع الحمل الهرمونية الأخرى، قد يعاني بعض الأشخاص من تأثيرات جانبية عند استخدام “إستاريلا”. هذه التأثيرات قد تشمل:
-
التقلبات العاطفية والاكتئاب: قد تؤثر الحبوب الهرمونية على الحالة النفسية لبعض النساء، مما يتسبب في شعور بالاكتئاب أو التقلبات المزاجية.
-
مشاكل في البشرة: قد تزداد مشاكل حب الشباب عند بعض النساء نتيجة للتغييرات الهرمونية الناجمة عن استخدام هذا الدواء.
-
الغثيان والصداع: بعض النساء قد يشعرن بالغثيان أو الصداع عند بدء استخدام “إستاريلا”.
-
تغيرات في الوزن: في بعض الحالات، قد يلاحظ بعض النساء زيادة أو نقصًا في الوزن عند استخدام الحبوب الهرمونية.
-
تورم في الثديين: يمكن أن يسبب هذا الدواء أيضًا تورمًا في الثديين أو شعورًا بالألم في منطقة الصدر.
-
مشاكل في الدورة الشهرية: بعض النساء قد يعانين من نزيف غير منتظم أو بقع دم بين الدورات الشهرية.
إذا كانت المرأة تواجه أي من هذه الآثار الجانبية، يجب عليها استشارة الطبيب أو الصيدلي لتقييم الوضع وإيجاد بديل مناسب إذا لزم الأمر.
عدد مرات وصف الدواء
على الرغم من أن “إستاريلا” يُعتبر من الأدوية الحديثة في سوق وسائل منع الحمل، إلا أنه تم وصفه بشكل متكرر منذ إطلاقه في عام 2017. وفقًا للإحصائيات، تم وصف “إستاريلا” في حوالي 4 مرات حتى الآن، مما يشير إلى أنه يُستخدم بشكل شائع كأداة فعالة وموثوقة لمنع الحمل. ولكن، كما تشير المراجعات السابقة، قد تكون هناك حالات تفاعل مع الأدوية الهرمونية تؤدي إلى تجنب استخدامه من بعض النساء.
الخلاصة
إن دواء “إستاريلا” يعد خيارًا فعالًا وآمنًا للعديد من النساء لمنع الحمل وتنظيم الدورة الشهرية، لكن من المهم أن يتم استخدامه تحت إشراف طبي دقيق. مثل أي دواء آخر، قد لا يكون مناسبًا للجميع، ويجب على النساء التي تعاني من أعراض غير مرغوب فيها مثل التقلبات المزاجية أو مشاكل في البشرة استشارة الطبيب لتحديد ما إذا كان يجب الاستمرار في استخدامه أم لا.
وبالطبع، تظل ردود الفعل على الأدوية الهرمونية مسألة فردية للغاية، ويجب على كل امرأة تقييم فاعلية هذا الدواء وآثاره الجانبية بناءً على تجربتها الشخصية واحتياجاتها الصحية.