السكري هو مرض مزمن يتميز بارتفاع مستوى السكر في الدم، ويمكن أن يكون له تأثيرات خطيرة على الصحة إذا لم يتم معالجته بشكل صحيح. يعتمد تشخيص السكري على مجموعة من العوامل والاختبارات التي تساعد في تحديد ما إذا كانت مستويات السكر في الدم مرتفعة بشكل غير طبيعي أم لا.
عادةً ما يبدأ التشخيص بالتاريخ الطبي للمريض، حيث يتم الاستفسار عن الأعراض التي يعاني منها والعوامل الخطرة التي قد تؤدي إلى الإصابة بمرض السكري مثل التاريخ العائلي للمرض وأسلوب الحياة. بعد ذلك، يتم إجراء فحص فيزيائي شامل لقياس الوزن وضغط الدم وفحص العين للكشف عن أي تغيرات تشير إلى وجود مشاكل مرتبطة بالسكري.
أحد أهم الاختبارات لتشخيص السكري هو اختبار مستوى السكر في الدم. يتم قياس هذا الاختبار عادة عن طريق فحص عينة من الدم التي يتم سحبها من الوريد بعد الصيام لمدة معينة. يُستخدم الاختبار الأكثر شيوعًا لتشخيص السكري هو اختبار السكر في الدم بعد الصيام (Fasting Plasma Glucose Test)، الذي يتطلب عدم تناول الطعام لمدة تتراوح بين 8 إلى 12 ساعة قبل الاختبار. إذا كان مستوى السكر في الدم يتجاوز الحدود المعتادة خلال هذا الاختبار (مستوى السكر في الدم يساوي أو يتجاوز 126 ملغ/دل بعد الصيام)، فإن ذلك يشير إلى احتمالية وجود السكري.
بالإضافة إلى اختبار السكر في الدم بعد الصيام، هناك أيضًا اختبار السكر في الدم العشوائي (Random Plasma Glucose Test)، الذي يقيس مستوى السكر في الدم دون الحاجة للصيام قبل الاختبار. إذا كان مستوى السكر في الدم يتجاوز 200 ملغ/دل أثناء هذا الاختبار وتتوافر أعراض السكري، فإن ذلك يمكن أن يكون مؤشرًا على وجود السكري.
لا يقتصر التشخيص على اختبارات مستوى السكر في الدم فحسب، بل يمكن أيضًا أن تتضمن اختبارات أخرى مثل اختبار تحمل الجلوكوز الفموي (Oral Glucose Tolerance Test) واختبار A1C. تختلف هذه الاختبارات في الطريقة التي يتم بها قياس مستوى السكر في الدم، ولكنها تستخدم جميعًا لتقييم وظائف الجلوكوز في الجسم وتشخيص السكري.
بعد التشخيص، يتم وضع خطة علاجية تتضمن التغييرات في نمط الحياة مثل التغذية السليمة وممارسة الرياضة، بالإضافة إلى العلاج الدوائي إذا لزم الأمر، ومتابعة دورية لمستوى السكر في الدم لضمان تحكمه بشكل جيد.
المزيد من المعلومات
بالإضافة إلى العلاج الدوائي وتغييرات نمط الحياة، يُعتبر التعليم والتوعية حول السكري أمرًا حيويًا في إدارة المرض بشكل فعال. يجب على المريض وعائلته فهم المرض وكيفية التعامل معه، بما في ذلك تعرفهم على الأعراض التي قد تشير إلى تفاقم المرض وضرورة اتباع خطة العلاج بانتظام.
تشمل التغييرات في نمط الحياة إدارة الوزن، حيث يعتبر السمنة عاملاً خطراً للإصابة بالسكري. ينصح باتباع نظام غذائي صحي ومتوازن يتضمن تقليل السعرات الحرارية والدهون المشبعة والسكريات المضافة، بالإضافة إلى زيادة تناول الألياف والخضروات والفواكه. كما يُشجع على ممارسة النشاط البدني بانتظام، حيث يساعد التمرين على تحسين حساسية الجسم للأنسولين وتحسين تنظيم مستوى السكر في الدم.
من المهم أيضًا مراقبة مستوى السكر في الدم بانتظام وتسجيل القراءات لتقييم فعالية العلاج وضمان أن يبقى المستوى ضمن النطاق المستهدف. قد تتطلب بعض الحالات استخدام جهاز قياس السكر التوريدية المستمر لمراقبة مستوى السكر على مدار الساعة.
بالإضافة إلى ذلك، يُشجع على الكشف المبكر والوقاية من مضاعفات السكري، مثل أمراض القلب والأوعية الدموية وأمراض الكلى وأمراض العين. ينبغي على المريض إجراء فحوصات دورية لتقييم صحة القلب والأوعية الدموية والكلى، بالإضافة إلى فحص العين للكشف عن أي تغيرات تشير إلى وجود مشاكل بالعين المرتبطة بالسكري.
في الختام، يجب أن يتم التعامل مع السكري بشكل شامل يشمل العلاج الدوائي وتغييرات نمط الحياة والتوعية والرعاية الصحية المستمرة. تحتاج إدارة فعالة للسكري إلى جهود مشتركة بين المريض وفريق الرعاية الصحية، مما يساعد في تحسين نوعية الحياة والحد من المضاعفات المحتملة للمرض.