في كتابه الموسوم بعنوان “إدارة الصرعات العرقية في أفريقيا”، يسعى الباحث والكاتب البشير الكوت إلى استكشاف وتحليل ظاهرة التنوع العرقي وتأثيرات الصراعات العرقية في قارة أفريقيا. يقدم الكتاب رؤية شاملة حول كيفية إدارة هذه الصراعات على مستويات متعددة، متناولاً قضايا الدولة، والمستوى الإقليمي، والمستوى الدولي.
يتطرق الكاتب إلى جوانب جوهرية تتعلق بطبيعة هذه الصراعات، محاولاً كشف أسبابها وطرق التصدي لها وإدارتها بفاعلية. يفترض الكتاب أن العامل العرقي يلعب دوراً رئيسياً في غالبية الصراعات التي شهدتها القارة الإفريقية، ويستند في ذلك إلى تحليل مقارن يستند إلى منهج دراسة الحالة.
يستخدم الباحث المنهج التحليلي المقارن لتسليط الضوء على التشابهات والاختلافات بين حالات مختلفة، كما يعتمد على منهج دراسة الحالة لفهم تفاصيل وظروف كل حالة على حدة. يتضمن الكتاب أيضاً مداخل اقتصادية واجتماعية وجغرافية لتوسيع فهم القارئ حول موضوع الصراعات العرقية.
ركز الكاتب بشكل خاص على دراسة حالتي نيجيريا والسودان، حيث يعتبرهما خالتين للدراسة. يُبرز الكتاب أن اختيار هاتين الدولتين ليس تصادفياً، بل يعود إلى عدة أسباب، من بينها كون نيجيريا هي الدولة الأكثر سكاناً في القارة الإفريقية، بينما تتميز السودان بأنها الدولة الأكبر مساحةً. كما تتميز كل منهما بتعدد الجماعات العرقية والتنوع الثقافي الديني واللغوي، وكلتاهما تعرضتا لخطر التمزق والانقسام.
باستخدام هذا النهج التحليلي المتعدد، تمكن البشير الكوت من استنتاج نتائج متنوعة تؤكد التباين في تأثير الصراعات العرقية على مستوى الدولة والإقليم. يقوم الكتاب بربط التحليل بالواقع الاقتصادي والاجتماعي والجغرافي للمناطق المدروسة، مما يضفي على القارئ فهماً أعمق للتحديات التي تواجه إدارة هذه الصراعات.
صدر الكتاب عن دار النشر “نور للنشر” في عام 2017، ويتألف من 192 صفحة. الغلاف الورقي يضفي على الكتاب طابعًا أدبيًا، يتناسب مع جوهر المحتوى البحثي العلمي. يندرج الكتاب تحت فئة الكتب السياسية، مع التركيز على العلوم السياسية كفرع فرعي. يعتبر الكتاب مرجعاً هاماً للباحثين والدارسين في مجالات الصراعات العرقية وإدارتها، ويثري المكتبة برؤى فريدة وقيمة حول هذا الجانب المعقد والحساس في تاريخ أفريقيا.