إن كتاب “مفاهيم ومبادئ إدارة الجودة الشاملة وفق المنظورين الإسلامي والغربي”، الذي كتبه الباحث علي الفكيكي، يمثل عملاً مميزاً في مجال إدارة الجودة الشاملة. يتناول الكتاب هذا المفهوم الإداري الذي ظهر في خمسينات القرن العشرين وأصبح شائعاً خلال الثمانينيات، حيث أصبح له تأثير كبير في مختلف الميادين الاقتصادية والإدارية.
يستعرض الكتاب تطور إدارة الجودة الشاملة، بدءاً من الحديث عنها في بريطانيا وأمريكا وصولاً إلى تطبيقها الناجح في اليابان. يسلط الضوء على النظام الإداري المتكامل الذي يضع رضا المستهلك في مقدمة الأولويات، متجاوزاً التركيز القائم على الأرباح الفورية. وفي هذا السياق، يُعرف مفهوم الجودة بأنه التفوق في الأداء التنظيمي والقيام بالأعمال الجيدة بالطريقة الصحيحة.
وما يميز هذا الكتاب هو التركيز على المنظورين الإسلامي والغربي في فهم وتطبيق مفاهيم ومبادئ إدارة الجودة الشاملة. يُبرز الباحث الفكيكي كيف يتم ربط مفاهيم الجودة الشاملة بالقيم والمفاهيم الإسلامية، حيث يُعتبر رضا رب العالمين هو المحور الرئيسي الذي يوجه السلوكيات والقرارات الإدارية.
تُسلط الكتاب على الثقافة الإدارية في الإسلام، حيث يظهر كيف يتم تطبيق مفاهيم الجودة الشاملة في الحياة اليومية، متناولاً المسؤولية والمسائلة والمحاسبة كجوانب أساسية في تحقيق الجودة. ويركز الفكيكي على درجة أداء العمل وكيف يمكن تحقيق التفوق من خلال تبني الطرق الصحيحة والقيام بالأعمال بشكل جيد.
يعتبر الكتاب مصدراً قيماً لفهم تأثير القيم الإسلامية على مفهوم الجودة الشاملة، وكيف يُمكن تكامل هذه القيم في البيئة الإدارية. كما يلقي الضوء على التحديات التي واجهها الباحثون الإسلاميون في تطبيق المفاهيم الإدارية الجودة بشكل متكامل، مقارنة بالتطور السريع الذي حققته المدارس الإدارية في الغرب.
في الختام، يعتبر الكتاب إسهاماً مهماً في فهم كيف يمكن توظيف المفاهيم الإسلامية في سياق إدارة الجودة الشاملة، ويمثل مرجعاً قيماً للباحثين والمهتمين بالمجال.