إدارة الأهداف والنتائج في القطاع العام: دراسة لكتاب جورج إل. موريسي

الإدارة بالأهداف والنتائج في القطاع العام

مقدمة

تعد الإدارة بالأهداف والنتائج من أكثر الأساليب الإدارية فعالية وشيوعًا في القطاعين العام والخاص على حد سواء. يعتمد هذا الأسلوب على تحديد أهداف واضحة ومحددة لكل مدير ومن ثم قياس الأداء بناءً على تحقيق هذه الأهداف. يقدم كتاب “الإدارة بالأهداف والنتائج في القطاع العام” لمؤلفه جورج ل. موريسي إطارًا شاملًا لتطبيق هذا الأسلوب في المنظمات الحكومية، مع التركيز على تحسين الأداء وتحقيق النتائج المرجوة.

تأسيس الأدوار التنظيمية

يتناول موريسي في كتابه كيفية تأسيس الأدوار التنظيمية بفعالية داخل القطاع العام. يبدأ هذا بتحديد مهمة المنظمة ودورها الرئيسي في المجتمع، ومن ثم تفصيل الأدوار والمسؤوليات لكل فرد داخل المؤسسة. يشدد المؤلف على أهمية وضوح هذه الأدوار لتجنب التداخل في المهام وضمان تحقيق الأهداف المحددة.

صياغة الأهداف

واحدة من الخطوات الرئيسية في الإدارة بالأهداف والنتائج هي صياغة الأهداف بوضوح ودقة. يوضح موريسي أن الأهداف يجب أن تكون ذكية (SMART)، أي محددة، قابلة للقياس، قابلة للتحقيق، ذات صلة، ومحددة زمنياً. هذا النهج يساعد في توجيه جهود الأفراد نحو تحقيق الأهداف المشتركة، ويعزز من الفعالية التنظيمية.

دور التدريب والتنمية

يلعب التدريب دورًا حيويًا في تحقيق الأهداف التنظيمية. يقدم موريسي برنامجًا تدريبيًا منهجيًا يهدف إلى تطوير قدرات الأفراد وتمكينهم من أداء مهامهم بكفاءة. يشمل التدريب موضوعات مثل إدارة الوقت، وحل المشكلات، واتخاذ القرارات، وهو ما يساهم في رفع مستوى الأداء العام للمنظمة.

قياس الأداء

تعتبر عملية قياس الأداء جزءًا لا يتجزأ من الإدارة بالأهداف والنتائج. يشير موريسي إلى أهمية استخدام أدوات تقييم موضوعية لقياس مدى تحقيق الأهداف. تشمل هذه الأدوات المؤشرات الكمية والنوعية التي تعكس أداء الأفراد والمؤسسة ككل. يساهم هذا القياس في تقديم تغذية راجعة مستمرة تساعد في تحسين الأداء وتعديل الأهداف إذا لزم الأمر.

تعزيز النتائج الإيجابية

يشدد المؤلف على أهمية تعزيز النتائج الإيجابية من خلال تقديم حوافز مادية ومعنوية. يمكن أن تشمل هذه الحوافز المكافآت المالية، أو الاعتراف بالجهود المبذولة، أو تقديم فرص للتطور المهني. يهدف هذا التعزيز إلى تحفيز الأفراد على الاستمرار في تحقيق الأداء العالي والعمل بفعالية نحو تحقيق الأهداف.

التحديات في القطاع العام

رغم الفوائد العديدة للإدارة بالأهداف والنتائج، يواجه تطبيقها في القطاع العام بعض التحديات. يذكر موريسي أن البيروقراطية، والقيود التنظيمية، وعدم المرونة يمكن أن تعيق تحقيق الأهداف. ومع ذلك، يقترح حلولًا لتجاوز هذه العقبات من خلال تبني نهج أكثر مرونة وابتكار في الإدارة.

أهمية التواصل الفعّال

يلعب التواصل الفعال دورًا محوريًا في نجاح الإدارة بالأهداف والنتائج. يوضح موريسي أن التواصل المفتوح بين الإدارة والعاملين يعزز من فهم الأهداف ويضمن التنسيق الفعّال بين جميع أفراد المنظمة. كما أن التغذية الراجعة المستمرة تساعد في تعديل المسار وتحسين الأداء.

الخاتمة

في الختام، يقدم كتاب “الإدارة بالأهداف والنتائج في القطاع العام” لجورج ل. موريسي دليلاً شاملاً لتحسين الأداء وتحقيق الأهداف في المنظمات الحكومية. من خلال التركيز على تحديد الأدوار، وصياغة الأهداف بوضوح، وتقديم التدريب المناسب، وقياس الأداء بموضوعية، يمكن للقطاع العام تحقيق نتائج إيجابية تساهم في التنمية المستدامة وتحسين الخدمات المقدمة للمواطنين. يعكس هذا الكتاب أهمية الإدارة الاستراتيجية القائمة على الأهداف في تعزيز الكفاءة والفعالية في القطاع العام، مما يجعله مرجعًا هامًا لكل مدير يسعى إلى تحقيق التميز في مجاله.