طريقة إخفاء الاتصال في الواتس آب: دليل شامل للتحكم في خصوصيتك الرقمية
في العصر الرقمي الحديث، أصبحت تطبيقات المراسلة الفورية جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، ومن بين هذه التطبيقات يأتي تطبيق واتس آب على رأس القائمة بوصفه أحد أكثر الوسائل استخدامًا للتواصل بين الأفراد حول العالم. ومع تطور استخدامه، أصبحت الحاجة إلى التحكم في الخصوصية أولوية قصوى للمستخدمين، خصوصًا أولئك الذين يرغبون في استخدام التطبيق دون الظهور كمتصلين أو نشطين باستمرار. من هنا تبرز أهمية معرفة كيفية إخفاء الاتصال في واتس آب، وهي ميزة متقدمة تتيح للمستخدمين حرية استخدام التطبيق دون الإحساس بأنهم مراقبون أو مضطرون للرد الفوري على الرسائل.
يستعرض هذا المقال الشامل جميع الطرق المتاحة لإخفاء الاتصال في واتس آب، مع توضيح كل الإعدادات المتعلقة بالخصوصية، وإبراز الفروق الدقيقة بين إخفاء “آخر ظهور”، و”متصل الآن”، و”القراءة”، وأيضًا “الحالة”. كما يقدم خطوات مدروسة لتخصيص من يمكنه رؤية نشاطك، سواء باستخدام الإعدادات الرسمية داخل التطبيق، أو من خلال استراتيجيات استخدام فعالة تحفظ خصوصيتك.
أولاً: الفهم العام لمفهوم “الاتصال” في واتس آب
قبل التطرق إلى الطرق التقنية لإخفاء الاتصال، لا بد من توضيح ماذا يعني أن تكون “متصلًا” في واتس آب. يتضمن ذلك مجموعة من المؤشرات البصرية والمعلومات التي يوفرها التطبيق للآخرين عند فتح المستخدم للتطبيق أو التفاعل معه، وهي كالتالي:
-
آخر ظهور (Last Seen): الوقت والتاريخ الذي استخدم فيه الشخص التطبيق آخر مرة.
-
متصل الآن (Online): تظهر عندما يكون المستخدم يستخدم التطبيق حاليًا.
-
علامات القراءة (✓✓ باللون الأزرق): تظهر عندما تتم قراءة الرسالة من قبل المستلم.
-
الحالة (Status): القصص المؤقتة التي يمكن للمستخدم نشرها وتدوم 24 ساعة.
-
مؤشر الكتابة أو التسجيل: يظهر عند كتابة رسالة أو تسجيل ملاحظة صوتية.
إخفاء هذه المؤشرات يعزز من خصوصيتك ويمنحك سيطرة أكبر على حضورك الرقمي.
ثانيًا: كيفية إخفاء “آخر ظهور” و”متصل الآن”
ابتداءً من التحديثات الأخيرة لتطبيق واتس آب، أصبح من الممكن تخصيص من يمكنه رؤية “آخر ظهور” ومن يرى حالة “متصل الآن”. لتنفيذ ذلك:
خطوات إخفاء “آخر ظهور” و”متصل الآن”:
-
افتح تطبيق واتس آب.
-
انقر على النقاط الثلاث في الزاوية العلوية اليمنى ثم اختر “الإعدادات”.
-
انتقل إلى الخصوصية (Privacy).
-
اختر آخر ظهور ومتصل الآن (Last Seen & Online).
-
ستظهر لك خيارات تخصيص “آخر ظهور”، وتشمل:
-
الكل (Everyone): الجميع يمكنهم رؤية وقت آخر ظهورك.
-
جهات اتصالي (My Contacts): فقط الأرقام المسجلة لديك يمكنها الرؤية.
-
جهات اتصالي باستثناء… (My Contacts Except…): يسمح لك بتحديد من لا يمكنه رؤية آخر ظهورك.
-
لا أحد (Nobody): لا يمكن لأحد رؤية آخر ظهورك، ولكنك أيضًا لن تتمكن من رؤية آخر ظهور للآخرين.
-
-
في أسفل الصفحة، ستجد إعدادًا يسمى من يمكنه رؤية متصل الآن؟
-
يمكنك اختيار “مثل إعداد آخر ظهور” أو “الجميع”.
-
ملاحظة مهمة: عند إخفاء حالة “متصل الآن”، لا يمكن للمستخدم نفسه رؤية هذه الحالة لدى الآخرين.
ثالثًا: تعطيل مؤشرات القراءة (علامات الصح الزرقاء)
إحدى أهم المؤشرات التي قد تفضح استخدامك للتطبيق هي علامات القراءة الزرقاء التي تشير إلى أن الرسالة قد قُرأت. لإخفائها:
خطوات تعطيل مؤشرات القراءة:
-
من داخل إعدادات التطبيق، انتقل إلى الخصوصية (Privacy).
-
اضغط على الرسائل (Messages).
-
فعّل خيار تعطيل مؤشرات القراءة (Read Receipts).
تجدر الإشارة إلى أن هذا الخيار لا ينطبق على المجموعات، بل فقط على المحادثات الفردية. كما أن تعطيله يمنعك أنت أيضًا من رؤية ما إذا قرأ الطرف الآخر رسائلك.
رابعًا: إخفاء الحالة (Stories)
الحالة في واتس آب تعتبر شكلاً من أشكال مشاركة اللحظات اليومية، وقد تكون أداة لقياس التفاعل الاجتماعي. ومع ذلك، يمكن إخفاؤها بسهولة عن أعين المتطفلين.
خطوات إخفاء الحالة:
-
من قائمة الخصوصية، توجه إلى خيار الحالة (Status).
-
اختر من يمكنه رؤية حالتك:
-
جهات اتصالي (My Contacts)
-
جهات اتصالي باستثناء… (My Contacts Except…)
-
المشاركة فقط مع… (Only Share With…)
-
يمكنك تخصيص من يرى الحالات بدقة، بحيث تتناسب مع خصوصيتك الرقمية.
خامسًا: إخفاء المؤشر أثناء الكتابة أو التسجيل
حتى الآن، لا يوفر واتس آب طريقة رسمية لإخفاء مؤشر “يكتب…” أو “يسجل رسالة صوتية…” الذي يظهر أثناء التفاعل مع المحادثة. ولكن يمكن استخدام استراتيجيات بديلة للتحكم بذلك:
-
الكتابة في وضع الطيران: افصل الإنترنت، اكتب الرسالة، ثم أعد الاتصال لإرسالها.
-
الرد من الإشعارات: استخدم الردود السريعة من شريط الإشعارات، حيث لا يظهر مؤشر الكتابة في هذه الحالة.
-
استخدام الوضع المؤقت في الرد: قم بكتابة الرسائل في تطبيق آخر ثم انسخها والصقها عند الاستعداد للإرسال.
سادسًا: استخدام وضع الطيران لقراءة الرسائل دون الظهور متصلاً
من الحيل الشائعة لإخفاء الظهور أثناء تصفح الرسائل:
-
افصل الاتصال بالإنترنت أو فعّل وضع الطيران.
-
افتح تطبيق واتس آب وتصفح الرسائل.
-
بعد الانتهاء، أغلق التطبيق تمامًا من الخلفية.
-
أعد تشغيل الاتصال بالإنترنت.
بهذه الطريقة لن يتم تحديث حالتك ولن يظهر أنك متصل أو قرأت الرسائل.
سابعًا: استخدام التطبيقات المعدّلة (غير مستحسن)
هناك نسخ معدّلة من واتس آب مثل WhatsApp Plus أو GBWhatsApp تدعي أنها تمنح تحكمًا أوسع في الخصوصية مثل:
-
إخفاء حالة الاتصال تمامًا.
-
إخفاء مؤشر الكتابة.
-
عرض الرسائل دون ظهور “تمت القراءة”.
-
قفل التطبيق بالبصمة أو كلمة مرور.
تحذير هام: هذه النسخ ليست رسمية وغير آمنة، وقد تؤدي إلى حظر حسابك من واتس آب الرسمي كما أنها تهدد خصوصيتك نظرًا لعدم ضمان حماية بياناتك فيها.
ثامنًا: جدول مقارنة بين أدوات إخفاء الاتصال المختلفة
| الميزة | متاحة رسميًا | خطوات التفعيل | ملاحظات إضافية |
|---|---|---|---|
| إخفاء “آخر ظهور” | نعم | الإعدادات ← الخصوصية | لا يمكنك رؤية آخر ظهور للآخرين |
| إخفاء “متصل الآن” | نعم | مثل إعداد “آخر ظهور” | ميزة حديثة نسبيًا |
| إلغاء مؤشرات القراءة | نعم | الخصوصية ← تعطيل مؤشرات القراءة | لا يعمل في المجموعات |
| إخفاء الحالات | نعم | الخصوصية ← الحالة | يمكنك تخصيص من يرى الحالة |
| إخفاء مؤشر الكتابة | لا | غير متاح رسميًا | يمكن استخدام حيل بديلة |
| استخدام وضع الطيران | نعم (يدوي) | افصل الإنترنت ← اقرأ الرسائل | لا تترك أي مؤشرات مرئية |
| استخدام نسخ معدلة | نعم (غير رسمي) | تحميل من خارج المتجر | خطر أمني واحتمال الحظر |
تاسعًا: نصائح عملية لتعزيز الخصوصية على واتس آب
للحصول على أقصى درجة من الخصوصية والقدرة على استخدام التطبيق دون الإحساس بالضغط الاجتماعي أو المراقبة، يُنصح بالتالي:
-
فعّل جميع إعدادات الخصوصية المذكورة أعلاه بشكل تدريجي حتى تصل إلى التوازن المثالي.
-
لا تشارك رقمك الشخصي إلا مع الأفراد الموثوقين.
-
احرص على عدم فتح الرسائل فور وصولها إذا كنت لا ترغب بظهور أنك متصل.
-
استخدم “الرد السريع” من الإشعارات لتفادي فتح التطبيق.
-
حدّث التطبيق باستمرار للاستفادة من آخر ميزات الخصوصية.
-
لا تعتمد على التطبيقات المعدلة لحماية معلوماتك الحساسة.
عاشرًا: الجانب النفسي والاجتماعي لإخفاء الاتصال
قد يختار بعض المستخدمين إخفاء الاتصال لأسباب تتعلق بالسلام النفسي، أو للحد من التطفل، أو للهروب من ضغط الاستجابة الفورية. ولعل من أبرز فوائد هذا التوجه:
-
تقليل التوتر الناتج عن الالتزام الدائم بالرد.
-
تعزيز استقلالية التواصل وعدم الشعور بالإجبار.
-
تحسين جودة الحياة الرقمية وتقليل استهلاك الوقت على الهاتف.
مع ذلك، من المهم أن يكون هذا السلوك متوازنًا، ولا يؤدي إلى العزلة الرقمية أو صعوبات في التفاعل الإنساني الطبيعي.
المصادر والمراجع
-
تقرير الخصوصية الرقمية الصادر عن مؤسسة Electronic Frontier Foundation (EFF) لعام 2024






