عنوان المقال: إخفاء آخر ظهور واتس آب
مقدمة
شهد تطبيق واتس آب تطورًا هائلًا في السنوات الأخيرة، حيث أصبح من أكثر تطبيقات التواصل استخدامًا على مستوى العالم. من بين الخصائص التي يتيحها هذا التطبيق ميزة “آخر ظهور”، وهي خاصية تُظهر للمستخدمين آخر وقت كان فيه المستخدم الآخر نشطًا على التطبيق. وبالرغم من فائدة هذه الميزة في بعض السياقات، إلا أنها قد تمثل انتهاكًا للخصوصية أو مصدر إزعاج لكثير من المستخدمين. ولذلك أتاح واتس آب إمكانية التحكم الكامل في إظهار أو إخفاء آخر ظهور، سواء للجميع أو لجهات الاتصال أو لأشخاص محددين فقط.
يُعد فهم كيفية التحكم بهذه الخاصية أمرًا ضروريًا لكل من يسعى لتعزيز خصوصيته الرقمية، وخاصة في ظل تزايد القلق بشأن جمع البيانات الشخصية وسلوكيات المراقبة غير المرغوب بها. في هذا المقال، سيتم التعمق في شرح مفصل لكيفية إخفاء “آخر ظهور” على واتس آب باستخدام إعدادات التطبيق الرسمية، إلى جانب تفصيل تقني للوظيفة، وتأثيرها على خصوصية المستخدم، والعلاقة بينها وبين خاصية “متصل الآن”، فضلاً عن توضيح الفروقات بين إصدارات نظام أندرويد وiOS فيما يتعلق بهذه الخاصية.
أولاً: مفهوم ميزة “آخر ظهور” في واتس آب
ميزة “آخر ظهور” هي وظيفة تقوم بإظهار توقيت آخر مرة استخدم فيها المستخدم واتس آب. تظهر هذه المعلومة في أعلى نافذة المحادثة تحت اسم المستخدم أو جهة الاتصال، وقد تكون على الشكل التالي: “آخر ظهور اليوم عند الساعة 10:15 صباحًا”.
من الناحية التقنية، تعتمد هذه الميزة على إشارات متزامنة بين خوادم واتس آب وتطبيق المستخدم لتحديد الحالة الزمنية للنشاط. أي تغيير في حالة الاتصال (مثل فتح التطبيق أو الانتقال إليه من الخلفية) يؤدي إلى تحديث وقت الظهور الأخير على خوادم الشركة.
ثانياً: دوافع المستخدمين لإخفاء آخر ظهور
-
الحفاظ على الخصوصية الشخصية: بعض المستخدمين يفضلون استخدام التطبيق دون أن يكونوا مراقبين أو ملزمين بالرد الفوري على الرسائل.
-
تجنب الإحراج أو التوتر الاجتماعي: في بعض الحالات، قد يسبب ظهور المستخدم نشطًا ضغوطًا اجتماعية للرد أو التفاعل.
-
تقليل التعرض للتتبع الرقمي: بعض المستخدمين يدركون أن خاصية “آخر ظهور” يمكن أن تُستخدم لرسم نمط الاستخدام اليومي ومراقبة تحركاتهم الرقمية.
ثالثاً: خطوات إخفاء آخر ظهور في واتس آب (إصدار أندرويد وiOS)
على أجهزة أندرويد:
-
فتح تطبيق واتس آب.
-
النقر على أيقونة النقاط الثلاث الرأسية أعلى اليمين.
-
اختيار الإعدادات (Settings).
-
الضغط على الخصوصية (Privacy).
-
النقر على خيار آخر ظهور والمتصل الآن (Last Seen & Online).
-
ضمن قسم “من يمكنه رؤية آخر ظهور لي؟”، اختيار أحد الخيارات التالية:
-
الكل: يُسمح للجميع برؤية آخر ظهور.
-
جهات اتصالي: فقط الأرقام الموجودة في دفتر جهات الاتصال.
-
جهات اتصالي باستثناء…: تحديد جهات اتصال معينة لاستثنائهم.
-
لا أحد: إخفاء آخر ظهور عن الجميع.
-
-
لتحديد من يمكنه رؤية حالة “متصل الآن”، يتم اختيار أحد الخيارين المتاحين:
-
نفس إعدادات آخر ظهور.
-
الكل.
-
على أجهزة iPhone:
-
فتح تطبيق واتس آب.
-
التوجه إلى الإعدادات (Settings) من أسفل الشاشة.
-
الدخول إلى قسم الخصوصية.
-
اختيار آخر ظهور والمتصل الآن.
-
تحديد الرؤية بناءً على التفضيل الشخصي، تمامًا كما هو في أندرويد.
رابعاً: الفرق بين “آخر ظهور” و”متصل الآن”
من المهم التفرقة بين المفهومين:
| الخاصية | الوصف |
|---|---|
| آخر ظهور | يعرض توقيت آخر مرة كان فيها المستخدم نشطًا على التطبيق. |
| متصل الآن | يعرض عند دخول المستخدم التطبيق فعليًا ويكون نشطًا في الوقت الحالي. |
إخفاء “آخر ظهور” لا يعني تلقائيًا إخفاء حالة “متصل الآن”، والعكس كذلك. لذلك أتاحت شركة ميتا (مالكة واتس آب) إمكانية التحكم في كل واحدة منهما بشكل منفصل.
خامساً: ماذا يحدث عندما تخفي آخر ظهورك؟
عند اختيار عدم مشاركة توقيت آخر ظهورك، فإن واتس آب يتبنى مبدأ المعاملة بالمثل. أي أنك لن تستطيع في المقابل رؤية آخر ظهور للأشخاص الآخرين. هذا يُعد سياسة عادلة تهدف لحماية التوازن في الخصوصية بين المستخدمين.
سادساً: إخفاء “آخر ظهور” عن أشخاص محددين فقط
ابتداءً من التحديثات الحديثة (2022 وما بعدها)، أضاف واتس آب خيارًا مهمًا يسمح بإخفاء آخر ظهور عن جهات اتصال معينة دون غيرهم. هذه الميزة كانت منتظرة بشدة لأنها تمنح مرونة كبيرة للمستخدم في إدارة خصوصيته.
كيفية التفعيل:
-
الدخول إلى إعدادات الخصوصية.
-
اختيار “آخر ظهور والمتصل الآن”.
-
تحديد “جهات اتصالي باستثناء…” ثم اختيار الأشخاص المطلوب منعهم من رؤية آخر ظهورك.
سابعاً: هل هناك أدوات خارجية لإخفاء آخر ظهور؟
رغم وجود تطبيقات خارجية تدّعي إخفاء آخر ظهور على واتس آب أو تمكين المستخدم من مراقبة الآخرين دون علمهم، إلا أن استخدامها يُعد خطرًا حقيقيًا. أبرز الأسباب:
-
انتهاك شروط استخدام واتس آب.
-
احتمال سرقة البيانات أو التجسس.
-
تعطيل الحساب نهائيًا في حال اكتشاف الاستخدام.
-
عدم ضمان الأمان التقني أو تحديثات التطبيقات الخارجية.
الأفضل دائمًا هو استخدام الطرق الرسمية التي يوفرها التطبيق نفسه، حيث إنها مضمونة وآمنة.
ثامناً: العلاقة بين “إخفاء آخر ظهور” و”الرد على الرسائل”
من الجدير بالذكر أن إخفاء “آخر ظهور” لا يمنع الطرف الآخر من معرفة أنك قرأت الرسالة إذا كانت خاصية “مؤشرات قراءة الرسائل” (العلامتين الزرقاوين) مفعّلة. وإذا أراد المستخدم درجة أعلى من الخصوصية، فيُنصح أيضًا بإيقاف هذه المؤشرات عبر:
-
الذهاب إلى الخصوصية.
-
إلغاء تفعيل خيار “مؤشرات قراءة الرسائل”.
لكن يجب الانتباه أن ذلك سيمنعك أيضًا من رؤية ما إذا قرأ الطرف الآخر رسائلك.
تاسعاً: كيف يؤثر ذلك على تجربة المستخدم؟
إخفاء “آخر ظهور” قد يؤثر على تجربة التواصل العامة، خاصة في الحالات التالية:
-
في مجموعات العمل: قد يُفسّر عدم ظهورك أو ردّك المتأخر بشكل سلبي.
-
في العلاقات الشخصية: قد يؤدي إلى سوء فهم بسبب غياب إشارات التواصل.
-
في البيئات التعليمية أو المهنية: حيث يُتوقع تفاعل فوري في بعض الأحيان.
لكن، مع زيادة وعي المستخدمين بشأن حماية خصوصيتهم الرقمية، بدأت هذه الممارسات تُفهم على أنها طبيعية ومبررة.
عاشراً: التطورات القادمة في واتس آب فيما يخص الخصوصية
يواصل واتس آب تطوير خاصيات جديدة لتحسين التحكم في الخصوصية. من بين هذه التطورات:
-
إخفاء الظهور أثناء الكتابة أو التسجيل الصوتي.
-
تحديد جهات اتصال يمكنها مشاهدة حالة النشاط دون غيرهم.
-
تعزيز التشفير الشامل وإضافة طبقات جديدة من الحماية.
من المتوقع أن تزداد الخصائص المتعلقة بالخصوصية في المستقبل استجابة للطلب المتزايد من المستخدمين، خصوصًا بعد الانتقادات التي وُجهت للشركة فيما يخص سياسات الخصوصية سابقًا.
خلاصة تنفيذية
يوفر واتس آب خيارات متقدمة لإدارة الظهور والنشاط، ويمكّن المستخدم من إخفاء “آخر ظهور” بشكل كامل أو جزئي. هذه الإمكانية تعزز من حرية المستخدم وخصوصيته وتُعد ضرورة في العصر الرقمي الذي نعيش فيه. باستخدام الإعدادات الرسمية فقط، يمكن لأي مستخدم أن يتحكم بكل سهولة في من يرى توقيت تواجده على التطبيق، دون اللجوء إلى أدوات خارجية قد تعرّض بياناته للخطر.
المراجع:
-
WhatsApp Privacy Settings Documentation – https://faq.whatsapp.com
-
TechCrunch – WhatsApp Privacy Features Updates 2022–2024
