إحصائيات مواقع التواصل الاجتماعي في عام 2020: تحولات كبيرة في العصر الرقمي
شهد عام 2020 تغيرات ملحوظة في استخدام مواقع التواصل الاجتماعي على مستوى العالم. فقد أدت التحديات العالمية مثل جائحة فيروس كورونا إلى تغييرات جذرية في الأنماط الرقمية للبشر. زادت الحاجة إلى التواصل عن بُعد، وأصبح الإنترنت هو البوابة الرئيسية للتفاعل الاجتماعي، والترفيه، والعمل، والتعلم. من خلال هذا المقال، سنعرض أبرز الإحصائيات المتعلقة بمواقع التواصل الاجتماعي في عام 2020، وكيف انعكس هذا التحول الرقمي على العديد من جوانب الحياة اليومية.
1. زيادة في عدد مستخدمي الإنترنت
شهد عام 2020 زيادة ضخمة في عدد مستخدمي الإنترنت عالميًا. وفقًا للتقارير، بلغ عدد مستخدمي الإنترنت في عام 2020 حوالي 4.66 مليار شخص على مستوى العالم، مما يمثل حوالي 59.5% من إجمالي سكان العالم. هذه الزيادة كانت مدفوعة بتغيرات في أسلوب الحياة نتيجة لوباء كورونا، حيث انتقل العديد من الأفراد إلى الإنترنت للعمل والدراسة والترفيه.
2. زيادة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي
أما بالنسبة لمواقع التواصل الاجتماعي، فقد شهدت أيضًا نموًا ملحوظًا في عدد المستخدمين النشطين. في عام 2020، بلغ عدد مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي 4.14 مليار شخص، مما يعادل 53% من سكان العالم. وتُظهر هذه الإحصائيات ارتفاعًا بنسبة 10% مقارنةً بعام 2019، وهو ما يعكس زيادة الاستخدام بسبب التباعد الاجتماعي الذي فرضته جائحة كورونا.
3. أكثر مواقع التواصل الاجتماعي شعبية
كان الفيسبوك هو الموقع الأكثر شعبية في عام 2020، حيث بلغ عدد مستخدميه النشطين شهريًا حوالي 2.8 مليار شخص. تلاه تطبيق واتساب مع حوالي 2 مليار مستخدم، ثم إنستغرام الذي سجل أكثر من 1 مليار مستخدم نشط شهريًا. أما تطبيقات مثل تيك توك، فقد شهدت نموًا سريعًا في هذا العام، خاصة في الفئة العمرية الأصغر. بلغ عدد مستخدمي تيك توك في عام 2020 حوالي 689 مليون شخص، مما يعكس قوة هذا التطبيق في جذب الشباب حول العالم.
4. الوقت الذي يقضيه المستخدمون على وسائل التواصل الاجتماعي
أدى إغلاق المدارس، الشركات، والأنشطة الاجتماعية إلى زيادة كبيرة في الوقت الذي يقضيه الأفراد على منصات التواصل الاجتماعي. وفقًا للتقارير، بلغ متوسط الوقت الذي يقضيه المستخدمون على وسائل التواصل الاجتماعي حوالي 2.5 ساعة يوميًا. كما أظهرت الدراسات أن المستخدمين في العديد من البلدان كانوا يقضون وقتًا أطول على منصات مثل فيسبوك، إنستغرام، وواتساب، مما يعكس تحولا في أنماط الاستخدام لصالح الترفيه والتواصل.
5. الاحتكار الإعلاني على وسائل التواصل الاجتماعي
ساهمت مواقع التواصل الاجتماعي بشكل كبير في نمو صناعة الإعلانات الرقمية. في عام 2020، كانت ميزانيات الإعلانات عبر الإنترنت قد تجاوزت ميزانيات الإعلانات التلفزيونية لأول مرة. بلغت عائدات الإعلانات على منصات مثل فيسبوك وجوجل وحدهما نحو 190 مليار دولار أمريكي، مما جعل هذه المنصات بمثابة العمود الفقري للإعلانات الرقمية في عصر الإنترنت.
6. تزايد شعبية الفيديو القصير
شهد عام 2020 تصاعدًا في شعبية الفيديوهات القصيرة، لا سيما من خلال تطبيق تيك توك. كان المستخدمون يقضون ساعات طويلة في مشاهدة ومشاركة مقاطع الفيديو التي لا تتجاوز 60 ثانية. هذا الاتجاه أصبح سمة بارزة على منصات أخرى مثل إنستغرام (من خلال ميزة الريلز) وفيسبوك. وقد أدت هذه الفيديوهات القصيرة إلى إطلاق موجة من الإبداع، مما جعلها أداة فعالة في التفاعل مع الجمهور من خلال محتوى مرئي سريع وسهل الاستهلاك.
7. تغيرات في سلوكيات الشراء عبر الإنترنت
أدى جائحة كورونا إلى تحول كبير في سلوكيات الشراء لدى المستهلكين. ففي 2020، استخدم الكثيرون مواقع التواصل الاجتماعي كمصدر رئيسي لاكتشاف المنتجات والخدمات. أظهرت الدراسات أن 73% من مستخدمي الإنترنت في سن 16-64 عامًا اشتروا منتجات عبر الإنترنت بعد اكتشافها من خلال منصات التواصل الاجتماعي. وقد ساهم ذلك في نمو التجارة الإلكترونية وزيادة استخدام منصات مثل إنستغرام وفيسبوك للتسوق.
8. مزايا جديدة لتطبيقات التواصل الاجتماعي
على الرغم من أن عام 2020 كان مليئًا بالتحديات، فإن الشركات المالكة لمواقع التواصل الاجتماعي لم تقف مكتوفة الأيدي. فقد أطلقت هذه الشركات العديد من المزايا الجديدة لمواكبة متطلبات المستخدمين. على سبيل المثال، أضافت فيسبوك ميزة “الغرف” لمنافسة تطبيق زووم في مجال الاجتماعات الافتراضية، في حين طور واتساب ميزة المحادثات الصوتية والمرئية الجماعية. كما قام إنستغرام بتحسين أدوات التفاعل مثل القصص والمشاركة، لتمكين الشركات والمؤثرين من التواصل بشكل أكثر فاعلية مع جمهورهم.
9. التفاعل مع المحتوى والمشاعر العامة
استحوذت موضوعات الصحة العامة والوعي الاجتماعي على الجزء الأكبر من محادثات مواقع التواصل الاجتماعي في 2020. بالإضافة إلى أن الانتفاضات الاجتماعية والحركات مثل “حياة السود مهمة” قد لعبت دورًا كبيرًا في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي كمنصة للتعبير عن الآراء والنشاط السياسي. وقد شهدت منصات مثل تويتر وفيسبوك نقاشات ومناقشات واسعة حول قضايا مثل العدالة الاجتماعية، حقوق الإنسان، والحريات.
10. التحديات المرتبطة بمواقع التواصل الاجتماعي
على الرغم من النمو الكبير في الاستخدام، واجهت منصات التواصل الاجتماعي العديد من التحديات في عام 2020. من أبرز هذه التحديات كانت المسائل المتعلقة بالخصوصية، والأخبار الزائفة، والتحريض على العنف. فقد كانت هناك ضغوط كبيرة على منصات مثل فيسبوك وتويتر للتعامل مع المعلومات المضللة والحد من الأخبار الكاذبة، خاصة فيما يتعلق بجائحة كورونا والانتخابات الأمريكية. كما أن هناك زيادة في الوعي العام حول الأضرار النفسية المرتبطة باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي، مما دفع بعض المستخدمين إلى التفكير في تخفيض أوقات استخدام هذه المنصات.
الخلاصة
يمكن القول إن عام 2020 كان عامًا محوريًا في تطور استخدام مواقع التواصل الاجتماعي، حيث ساهمت الجائحة العالمية في تسريع التحولات الرقمية، مما جعل هذه المنصات تلعب دورًا أكبر في حياتنا اليومية. تزايد الاستخدام، توسيع الميزات، والنمو الكبير في التجارة الإلكترونية والإعلانات الرقمية كلها عوامل جعلت من مواقع التواصل الاجتماعي جزءًا لا غنى عنه في المجتمع الرقمي الحديث. وفي ضوء هذه التحولات، من المتوقع أن تستمر مواقع التواصل الاجتماعي في الابتكار والنمو، مما يعكس التأثير المتزايد لهذه المنصات في الاقتصاد والمجتمع.