“الاتصال بالبيت الأبيض”، للمؤلف جاك هيغنز، يعتبر أحدث أعماله الأدبية التي أبصرت النور في مايو عام 1999، عن دار النشر G. P. Putnam’s Sons. وتقع أحداث هذا العمل الروائي في عدة مدن عالمية، حيث تنسجم الخيوط الدقيقة لقصة مشوقة تجمع بين الإثارة والتشويق.
تبدأ الرواية في نيويورك، في لحظات مظلمة من الليل، حيث تقف امرأة في الستينيات من عمرها أمام باب، ومسدس مخفي في حقيبتها، في انتظار عودة أحد السياسيين. وبينما تتكشف الأحداث في نيويورك، يرن هاتف بلايك جونسون، رئيس إدارة البيت الأبيض المعروفة باسم “القبو”. الرئيس يرغب في رؤيته فوراً.
وفي لندن، يجلس رئيس الوزراء يفكر في شون ديلون، الإرهابي السابق، الذي أصبح الآن عميله الأكثر فعالية، حتى وإن لم يكن الأكثر ثقة. “يجب أن يكون ديلون”، يفكر الرئيس، “لا يوجد غيره”. تقع جمعية “أبناء إيرين” ، وهي فرع منفصل عن الجماعة الرئيسية، تحت هجوم قاتل، وعلى الرغم من أنها قضية غير ملفتة للنظر عادةً، إلا أن العواقب أكبر بكثير مما يدرك أي شخص. ففي هذه الأفعال تكمن بذور الكارثة: سقوط حكومتين وتعثر عملية السلام في أيرلندا. يجب على ديلون وجونسون إيقاف هذا القاتل المجهول، يتفق رؤساء الدول على ضرورة ذلك، بسرعة وسريّة، قبل أن يندلع الفوضى.
ولكن قد يكونون قد فاتهم الأوان بالفعل. في ليلة مانهاتن، تبتسم المرأة ذات الشعر الفضي، وتعدي تصحيح قبعتها المطرية بإحكام على رأسها، وتخطو إلى الشارع. أربعة قتلى حتى الآن، تفكر في نفسها. ثلاثة لا يزالون على قيد الحياة.
تجسد هذه الرواية الروح القوية للأدب الروائي، حيث يتم تجسيد الشخصيات بشكل مميز، وتتداخل الأحداث بأسلوب يشبه العقد، يتيح للقارئ استكشاف عوالم متوازية تتحد في نهاية المطاف لخلق لوحة حماسية. يُبرز الكاتب مهارته في الإيصال بشكل متقن للأحداث والتفاصيل، ويقدم قصة ملحمية تثير الفضول وتشد الانتباه، فتظل خيوطها متشابكة حتى النهاية، حيث تتكشف الحقائق وتندلع الأحداث بشكل غير متوقع، مما يجعل “الاتصال بالبيت الأبيض” تحفة أدبية فريدة وقيمة في عالم الرواية الثقافية.