“أيام القتل العادي: من اغتيال رياض الصلح إلى اغتيال رفيق الحريري” هو كتاب مثير يروي تفاصيل تسعة أيام مليئة بالحوادث القاتلة التي شهدتها التاريخ، سواء كانت كبيرة أو صغيرة، والتي حدث بعضها بين جماعات وبعضها الآخر بين أفراد. يقدم الكتاب للقارئ لحظات من التاريخ تمثلت في تغيرات جذرية أو نهايات مأساوية، سواء كان ذلك انعطافًا تاريخيًا يغير مسار الأحداث أو نهاية مأساوية لحياة شخص ما. ويتناول الكتاب حوادث كبيرة مثل حريق القاهرة في عام 1952، وأيلول الأردن الفلسطيني في عام 1970، وبداية الحروب الملبننة في عام 1975، واغتيال رفيق الحريري في عام 2005، ويحاول ربط هذه الأحداث بشكل مباشر أو غير مباشر بالكاتب أو بروابط “عائلية” له.
ما يميز هذا الكتاب هو أسلوبه السردي السلس والمشوق، حيث لا يقتصر على تقديم سلسلة من الحوادث والأحداث، بل يقدمها بأسلوب يثير فضول القارئ ويجذبه لاستكشاف المزيد. فلا يعتبر رياض الصلح مجرد صفحة من التاريخ المنسي، بل يعيد إحياء ذكراه وأحداثه بطريقة تجعل القارئ يفكر في تأثيراتها على الحاضر والمستقبل. ويعكس الكتاب أهمية الأحداث التاريخية وتأثيرها المستمر على المجتمعات والأفراد.
ومن الملاحظ أن الكتاب لا يقتصر على سرد الحوادث فحسب، بل يتعمق في تحليل الخلافات التي أدت إلى وقوع هذه الأحداث القاتلة، مما يجعله قراءة ذات قيمة تاريخية وسياسية وثقافية. كما يقدم الكتاب للقارئ نظرة عميقة إلى السياق الاجتماعي والسياسي والثقافي الذي أحاط بكل حدث، مما يساعده على فهم جذور الصراعات وتطوراتها عبر الزمن.
باختصار، يعتبر “أيام القتل العادي: من اغتيال رياض الصلح إلى اغتيال رفيق الحريري” عملًا مميزًا يقدم رحلة مثيرة ومفيدة عبر تاريخ حافل بالأحداث الهامة، ويثير الاهتمام بقضايا تاريخية وسياسية وثقافية متعددة الأبعاد.