دواء أوبرا (Aubra): تقييم شامل
تُعد وسائل منع الحمل من أهم الابتكارات الطبية التي تساهم في تحسين حياة النساء من خلال التحكم في الإنجاب، ويوجد العديد من الخيارات المتاحة في هذا المجال، منها الحبوب التي تُؤخذ عن طريق الفم. من بين هذه الأدوية، يأتي دواء أوبرّا (Aubra) كأحد الخيارات المتاحة لمنع الحمل. تم الموافقة على هذا الدواء من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (UIC) في 24 مارس 2017، ويُستخدم كوسيلة فعّالة لمنع الحمل من خلال مكوناته التي تؤثر على الهرمونات في الجسم.
لكن رغم فوائده، لا يخلو الأمر من بعض الآراء السلبية التي تسببت في التشكيك في فعاليته وملاءمته لبعض النساء. في هذا المقال، سنتناول بشكل مفصل دواء أوبرا، من حيث استخدامه، فعاليته، الآثار الجانبية المحتملة، وتقييمات المرضى الذين جربوه.
ما هو دواء أوبرا؟
دواء أوبرا هو عبارة عن حبوب منع الحمل المركبة التي تحتوي على نوعين من الهرمونات: الإيثينيل إستراديول (وهو نوع من الاستروجين) ودروبيريترول (وهو نوع من البروجيستيرون). تعمل هذه الهرمونات على منع الحمل عن طريق تقليل فرص الإباضة، كما أنها تُغير من سمك المخاط في عنق الرحم، مما يصعب مرور الحيوانات المنوية إلى البويضة. كما يمكن أن تُؤثر هذه الحبوب على بطانة الرحم، مما يقلل من احتمالية زراعة البويضة المُخصبة.
الفعالية: يُعتبر دواء أوبرا من الأدوية التي تُستخدم بشكل يومي لمنع الحمل، ويجب تناوله بانتظام في نفس الوقت كل يوم لضمان أفضل فعالية. وفيما يتعلق بالفعالية في منع الحمل، يُعتبر دواء أوبرا فعالًا بنسبة 99% إذا تم تناوله بشكل صحيح.
الآثار الجانبية لدواء أوبرا
على الرغم من فعالية دواء أوبرا في منع الحمل، إلا أن بعض النساء قد يعانين من آثار جانبية تؤثر على حياتهن اليومية. تشمل الآثار الجانبية التي قد تظهر لدى بعض النساء ما يلي:
- التقلبات المزاجية: بعض النساء قد يشعرن بتقلبات في المزاج، قد تصل إلى مستويات من الاكتئاب أو القلق.
- الإرهاق المستمر: الشعور بالتعب والإرهاق المفرط هو عرض شائع بين بعض النساء اللاتي يتناولن دواء أوبرا، مما قد يؤدي إلى صعوبة في ممارسة الأنشطة اليومية.
- زيادة الوزن وحب الشباب: قد تعاني بعض النساء من زيادة غير مفسرة في الوزن أو تطور حب الشباب بشكل غير مرغوب فيه، خاصة إذا كانت هذه الأعراض غير موجودة سابقًا.
- اضطرابات في الدورة الشهرية: يعاني بعض النساء من اضطرابات في الدورة الشهرية مثل النزيف غير المنتظم أو نزيف غير طبيعي أثناء أو بعد انتهاء الدورة الشهرية.
- الانتفاخ وفقدان الشهية: تشكو بعض النساء من الشعور بالانتفاخ بعد تناول الطعام، كما قد يصاحب هذا الشعور فقدان في الشهية.
تجربة المريض مع دواء أوبرا
كما هو الحال مع العديد من الأدوية، تختلف التجارب من شخص لآخر. بعض النساء قد يجدن أن دواء أوبرا يناسبهن بشكل جيد، بينما قد يواجه آخرون صعوبة في التكيف مع آثاره الجانبية.
تجربة أحد المرضى التي يتم نقلها هي مثال واضح على بعض الآثار الجانبية السلبية التي قد تصيب بعض النساء عند استخدام دواء أوبرا. وفقًا لمراجعة قام بها أحد المرضى، تقول:
“لن أوصي بدواء أوبرا لأي شخص. طوال الأشهر الستة التي استخدمتها، كنت أشعر بالاكتئاب المستمر والإرهاق. كان من الصعب عليّ البقاء مستيقظة. كما أنني تعرضت لتقلبات مزاجية شديدة تسببت في مشاكل كبيرة في علاقتي. كما أنني عانيت من حب الشباب الذي لم أكن أعاني منه من قبل. إضافة إلى ذلك، لم أشعر بالجوع أبدًا، وعندما كنت آكل، كنت أشعر بالانتفاخ الشديد وعدم الراحة. والأكثر من ذلك، فإن دورتي الشهرية أصبحت أسوأ؛ كان النزيف أكثر غزارة، وكانت التقلصات شديدة. أتمنى لو كنت تحدثت مع طبيبي في وقت أقرب للتوقف عن تناول هذا الدواء، وأود أن أنصح أي شخص آخر بتجنب تناوله.”
من خلال هذه المراجعة، نلاحظ أن الآثار النفسية والجسدية لدواء أوبرا قد تكون شديدة للبعض. تشير المريضة إلى شعور مستمر بالاكتئاب، بالإضافة إلى التغيرات في بشرتها وتناول الطعام. مما يعكس حاجة حقيقية للموازنة بين الفوائد والآثار الجانبية المحتملة عند التفكير في استخدام هذا الدواء.
التقييم العام لدواء أوبرا
تقييم الفعالية: من خلال المعلومات المتاحة، يظهر أن دواء أوبرا يتمتع بفعالية جيدة في منع الحمل. ولكن فعاليته قد تتأثر بشكل كبير إذا لم يُؤخذ بانتظام أو إذا ظهرت الآثار الجانبية التي قد تؤثر على القدرة على الالتزام بالعلاج.
تقييم الآثار الجانبية: التقييم العام للآثار الجانبية يشير إلى أن بعض النساء قد يتعرضن لآثار غير مرغوب فيها. في حالة ظهور أي من هذه الآثار، يُنصح بالتوقف عن استخدام الدواء والتحدث مع الطبيب للحصول على المشورة المناسبة. قد يكون من الضروري التبديل إلى وسيلة منع حمل أخرى إذا كانت الآثار الجانبية غير محتملة.
التوصيات الطبية: يُفضل أن يتحدث المريض مع الطبيب المختص قبل اتخاذ القرار باستخدام هذا الدواء. الطبيب سيكون قادرًا على تقييم الحالة الصحية العامة للمريضة وتقديم توصيات ملائمة بشأن الوسائل الأنسب لمنع الحمل.
معدل الاستخدام والانتشار
من خلال المعلومات المتاحة، يبدو أن دواء أوبرا قد تم وصفه حوالي 4 مرات فقط من قبل الأطباء حتى الآن، ما يعكس احتمال محدودية استخدامه مقارنة بوسائل منع الحمل الأخرى الأكثر شهرة مثل الحبوب المركبة الأخرى أو وسائل منع الحمل الهرمونية. قد يكون هذا العدد المحدود ناتجًا عن الآثار الجانبية التي قد يعاني منها بعض المرضى، كما تشير التجارب السلبية التي تم الإبلاغ عنها.
الخلاصة
دواء أوبرا هو وسيلة فعّالة لمنع الحمل بالنسبة للعديد من النساء، ولكن له آثار جانبية قد تكون مزعجة للبعض. بناءً على التجارب التي أُبلغ عنها، قد يكون من الأفضل للأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب أو التقلبات المزاجية أو مشاكل في الجلد أو الهضم، البحث عن خيارات بديلة تحت إشراف الطبيب. الفعالية العالية التي يتمتع بها هذا الدواء تأتي مع بعض المخاطر التي قد تؤثر على جودة الحياة لبعض النساء، لذا من المهم استشارة الطبيب قبل اتخاذ قرار باستخدامه.