أسباب وأعراض اضطرابات الغدة الدرقية

أسباب وأعراض اضطرابات الغدة الدرقيّة

الغدة الدرقية هي إحدى الغدد الصماء الموجودة في منطقة الرقبة، وهي مسؤولة عن إنتاج هرمونات أساسية لتنظيم عمليات الأيض في الجسم، مثل هرموني “الثايروكسين” و”ثلاثي يود الثيرونين”. تؤثر هذه الهرمونات على جميع أعضاء الجسم تقريباً، لذلك فإن أي خلل أو اضطراب في وظيفة الغدة الدرقية يمكن أن يؤدي إلى مشاكل صحية كبيرة. تعتبر اضطرابات الغدة الدرقية من الحالات الشائعة التي يمكن أن تصيب الأشخاص في مختلف الأعمار، وتؤثر بشكل ملحوظ على جودة الحياة إذا لم يتم تشخيصها وعلاجها في الوقت المناسب.

في هذا المقال، سيتم التطرق إلى أسباب اضطرابات الغدة الدرقية، أنواعها المختلفة، وأعراضها المحتملة وكيفية تشخيصها وعلاجها.

أسباب اضطرابات الغدة الدرقية

توجد العديد من الأسباب التي تؤدي إلى اضطرابات الغدة الدرقية، ويمكن تصنيفها إلى عدة فئات رئيسية:

1. الاختلالات المناعية الذاتية

تعد الأمراض المناعية الذاتية من الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى اضطرابات الغدة الدرقية. في هذه الحالات، يهاجم جهاز المناعة خلايا الغدة الدرقية، مما يؤدي إلى اختلال وظيفتها. من أبرز الأمراض المناعية الذاتية المرتبطة بالغدة الدرقية:

• مرض هاشيموتو: هو التهاب مزمن في الغدة الدرقية ناتج عن هجوم الجهاز المناعي على الغدة الدرقية. يؤدي هذا الهجوم إلى تقليل إنتاج الهرمونات الدرقية، مما يسبب نقص النشاط الدرقى (قصور الغدة الدرقية).

• مرض جريفز: على النقيض من مرض هاشيموتو، فإن هذا المرض يؤدي إلى تحفيز الغدة الدرقية على إنتاج كميات زائدة من الهرمونات، مما يتسبب في فرط نشاط الغدة الدرقية.

2. العوامل الوراثية

تلعب الوراثة دوراً مهماً في تحديد احتمالية الإصابة باضطرابات الغدة الدرقية. إذا كان أحد أفراد العائلة مصاباً بأحد أمراض الغدة الدرقية، فقد يكون لدى الأفراد الآخرين في العائلة عرضة أكبر للإصابة بنفس الاضطراب. هذا يشير إلى أن وجود تاريخ عائلي للاضطرابات الدرقية يمكن أن يزيد من خطر الإصابة.

3. نقص اليود

اليود هو أحد العناصر الأساسية التي تحتاجها الغدة الدرقية لإنتاج هرموناتها. عندما لا يحصل الجسم على كميات كافية من اليود، قد تبدأ الغدة الدرقية في التضخم كمحاولة لتعويض نقص الهرمونات، مما يؤدي إلى حالة تُعرف باسم “تضخم الغدة الدرقية” أو “الدرقية”. في بعض الحالات، قد يؤثر نقص اليود بشكل كبير على قدرة الغدة الدرقية على أداء وظائفها بشكل طبيعي.

4. العوامل البيئية

العوامل البيئية قد تلعب دوراً كبيراً في اضطرابات الغدة الدرقية. على سبيل المثال، تعرض الأشخاص للإشعاع (مثل العلاج الإشعاعي لمنطقة الرقبة أو الرأس) قد يزيد من خطر الإصابة بسرطان الغدة الدرقية. كما أن التلوث البيئي والتعرض للمواد الكيميائية السامة قد يؤدي إلى مشاكل في الغدة الدرقية.

5. العمليات الجراحية والعلاج الإشعاعي

قد تتأثر الغدة الدرقية بالعمليات الجراحية التي يتم إجراؤها على الرقبة أو الغدة نفسها، خاصة إذا تم إزالة جزء من الغدة أو تعرضت لتلف أثناء العملية. بالإضافة إلى ذلك، فإن العلاج الإشعاعي المستخدم لعلاج السرطان في منطقة الرقبة يمكن أن يتسبب في تلف الغدة الدرقية ويؤدي إلى اضطرابات في وظائفها.

6. الأدوية والمستحضرات الكيميائية

تؤثر بعض الأدوية بشكل مباشر على وظيفة الغدة الدرقية. على سبيل المثال، بعض الأدوية المستخدمة لعلاج السرطان أو الأمراض المناعية يمكن أن تؤدي إلى انخفاض أو زيادة في مستوى الهرمونات الدرقية. لذلك، يجب على المرضى الذين يتناولون هذه الأدوية مراقبة صحتهم بشكل دوري للتأكد من عدم وجود تأثيرات سلبية على الغدة الدرقية.

أنواع اضطرابات الغدة الدرقية

تنقسم اضطرابات الغدة الدرقية إلى نوعين رئيسيين: فرط نشاط الغدة الدرقية و قصور الغدة الدرقية. كلا النوعين لهما أعراض وعلاجات مختلفة.

فرط نشاط الغدة الدرقية

يحدث فرط نشاط الغدة الدرقية عندما تنتج الغدة كميات مفرطة من الهرمونات الدرقية. هذا يؤدي إلى تسريع العديد من العمليات الحيوية في الجسم، ويؤثر على مختلف الأنظمة مثل القلب والأوعية الدموية والجهاز العصبي. من الأسباب الشائعة لفرط النشاط الدرقى مرض جريفز، بالإضافة إلى الأورام الدرقية والعقيدات الدرقية.

أعراض فرط النشاط الدرقى:

• زيادة معدل ضربات القلب (تسارع نبضات القلب)

• فقدان الوزن غير المبرر على الرغم من زيادة الشهية

• العرق المفرط والشعور بالحرارة

• الأرق والعصبية

• ضعف العضلات

• الارتجاف أو الرجفة

• مشاكل في النوم

• عيون جاحظة (في حالة مرض جريفز)

قصور نشاط الغدة الدرقية

يحدث قصور الغدة الدرقية عندما لا تنتج الغدة كميات كافية من الهرمونات الدرقية. هذا يؤدي إلى تباطؤ العمليات الحيوية في الجسم، مما يسبب العديد من الأعراض السلبية. من أبرز الأسباب المؤدية إلى قصور الغدة الدرقية مرض هاشيموتو، جراحة الغدة الدرقية، ونقص اليود.

أعراض قصور النشاط الدرقى:

• التعب الشديد والخمول

• زيادة الوزن غير المبررة

• جفاف البشرة والشعر

• الشعور بالبرد الدائم

• الإمساك

• انخفاض معدل ضربات القلب

• الاكتئاب

• ضعف الذاكرة والتركيز

• تضخم الغدة الدرقية (الدرقية)

تشخيص اضطرابات الغدة الدرقية

تشخيص اضطرابات الغدة الدرقية يعتمد على فحص الدم لتحديد مستويات الهرمونات الدرقية مثل “هرمون الغدة الدرقية” (TSH)، و”الثايروكسين” (T4) و”ثلاثي يود الثيرونين” (T3). يمكن أن يساعد هذا التحليل في تحديد ما إذا كانت الغدة الدرقية تعمل بشكل طبيعي أم لا. في بعض الحالات، قد يطلب الطبيب إجراء فحوصات إضافية مثل التصوير بالموجات فوق الصوتية أو الخزعة لتقييم الغدة الدرقية بشكل أكثر دقة.

علاج اضطرابات الغدة الدرقية

يعتمد علاج اضطرابات الغدة الدرقية على نوع الاضطراب والمسبب له:

• فرط نشاط الغدة الدرقية: قد يشمل العلاج الأدوية المضادة للغدة الدرقية، العلاج الإشعاعي المشع، أو الجراحة لإزالة جزء من الغدة الدرقية.

• قصور نشاط الغدة الدرقية: عادة ما يتم العلاج باستخدام هرمونات الدرقية الاصطناعية، مثل “ليفوثيروكسين”، لتعويض النقص في الهرمونات.

كما يمكن أن تشمل العلاجات أساليب أخرى مثل التغذية السليمة، والتقليل من التوتر، والعناية الجيدة بالجسم.

الخاتمة

إن اضطرابات الغدة الدرقية تعتبر من الأمراض التي تؤثر بشكل كبير على صحة الإنسان، وتسبب العديد من الأعراض التي قد تؤثر على الحياة اليومية. من المهم تشخيص هذه الاضطرابات في وقت مبكر لتفادي المضاعفات المحتملة التي قد تترتب على تأخير العلاج.