تصنيف زيت الزيتون: أنواع، خصائص، واستخدامات
يعد زيت الزيتون من أهم الزيوت النباتية التي تتمتع بتاريخ طويل في العديد من الثقافات، ويستخدم بطرق متنوعة في الطبخ، العناية بالبشرة، الطب البديل، وغيرها من الاستخدامات اليومية. وله خصائص غذائية وصحية متميزة جعلته واحداً من أكثر الزيوت شهرة في العالم. من هنا تبرز أهمية تصنيفه بأنواعه المختلفة، والتي تختلف حسب طريقة استخراج الزيت، المنطقة التي ينمو فيها الزيتون، وطرق المعالجة.
في هذا المقال، سنقوم بمراجعة أنواع زيت الزيتون المختلفة، خصائص كل نوع منها، وكيفية تصنيفها بناءً على معايير عالمية.
التصنيف الأساسي لزيت الزيتون
يتم تصنيف زيت الزيتون بشكل رئيسي إلى خمسة أنواع رئيسية، تختلف حسب طريقة الإنتاج ومستوى جودة الزيت:
-
زيت الزيتون البكر الممتاز (Extra Virgin Olive Oil)
-
زيت الزيتون البكر (Virgin Olive Oil)
-
زيت الزيتون العادي (Pure Olive Oil)
-
زيت الزيتون المكرر (Refined Olive Oil)
-
زيت الزيتون الممزوج (Blended Olive Oil)
1. زيت الزيتون البكر الممتاز (Extra Virgin Olive Oil)
يعتبر زيت الزيتون البكر الممتاز هو الزيت الأعلى جودة من بين الأنواع جميعها. يستخلص هذا الزيت من ثمار الزيتون الناضجة بطريقة ميكانيكية دون استخدام الحرارة أو المواد الكيميائية، مما يحفظ جميع العناصر الغذائية والمركبات الفعالة الموجودة في الزيت. يعتبر هذا النوع هو الأنقى من حيث الطعم، ويحتوي على أقل نسبة من الحموضة (أقل من 0.8%)، مما يجعله الخيار الأفضل للاستخدام في تحضير الأطعمة باردة مثل السلطات أو كإضافة للخبز.
يتميز زيت الزيتون البكر الممتاز بنكهة غنية، قد تتراوح بين المرارة الخفيفة والنكهة الفاكهية، حسب نوع الزيتون والمنطقة التي تم زراعته فيها. كما يحتوي هذا الزيت على نسبة عالية من الأحماض الدهنية الأحادية غير المشبعة، التي تعتبر مفيدة لصحة القلب، بالإضافة إلى احتوائه على مضادات الأكسدة مثل الفينولات والتوكوفيرولات (فيتامين E) التي تساعد في مكافحة الالتهابات وتقوية جهاز المناعة.
2. زيت الزيتون البكر (Virgin Olive Oil)
يأتي زيت الزيتون البكر بعد الزيت البكر الممتاز في ترتيب الجودة. يتم الحصول عليه من نفس العملية الميكانيكية التي يتم فيها استخراج زيت الزيتون البكر الممتاز، ولكنه يحتوي على حموضة أعلى (بين 0.8% و 2%) مما يجعله أقل جودة قليلاً. على الرغم من أن نكهته قد تكون أقل حدة من زيت الزيتون البكر الممتاز، إلا أنه يبقى خيارًا جيدًا للاستخدام في الطهي على حرارة منخفضة أو لتحضير الأطباق التي لا تتطلب نكهة قوية.
3. زيت الزيتون العادي (Pure Olive Oil)
زيت الزيتون العادي هو مزيج من الزيت البكر المكرر وزيت الزيتون البكر. وعلى الرغم من أنه قد يحتوي على بعض الخصائص الغذائية، إلا أنه يعتبر أقل جودة من الأنواع البكر. يتميز زيت الزيتون العادي بحموضة أعلى وتكرير أكبر من الأنواع الأخرى. لذلك، فإن استخدامه غالبًا ما يكون في الطهي العادي حيث لا تبرز النكهة الخاصة للزيت. في هذا النوع من الزيت، يتم إزالة معظم المركبات الفينولية المضادة للأكسدة، مما يقلل من الفوائد الصحية مقارنة بالزيت البكر.
4. زيت الزيتون المكرر (Refined Olive Oil)
زيت الزيتون المكرر هو زيت يتم استخراجه عبر عمليات كيميائية أو استخدام الحرارة، ويُعد النوع الأقل جودة بين أنواع زيت الزيتون. هذه العمليات تقلل من حموضة الزيت، لكن مع الأسف يتم تدمير معظم المواد المغذية، بما في ذلك الفينولات والفيتامينات. هذا الزيت ليس له نكهة قوية، ويعد الخيار المثالي للطهي عند الحاجة إلى زيت بدون تأثير طعمي واضح، خاصة في الأطعمة التي تتطلب درجات حرارة عالية.
5. زيت الزيتون الممزوج (Blended Olive Oil)
يتكون زيت الزيتون الممزوج من خليط من زيت الزيتون البكر وزيت الزيتون المكرر، مما يؤدي إلى زيت يكون أقل جودة من زيت الزيتون البكر ولكن له نكهة أفضل من الزيت المكرر. يستخدم هذا النوع عادة في الطهي اليومي أو عندما يكون هناك حاجة إلى زيت أقل تكاليفًا.
طريقة استخراج زيت الزيتون
تعتمد طريقة استخراج زيت الزيتون بشكل أساسي على التقنية التي يتم استخدامها لاستخلاص الزيت من ثمار الزيتون. هناك طريقتان رئيسيتان للاستخراج:
-
الاستخراج البارد (Cold Pressing)
وهي الطريقة التقليدية التي تستخدم لاستخراج زيت الزيتون البكر الممتاز والبكر. يتم خلالها طحن الزيتون في حجر أو آلة خاصة مع التأكد من عدم تعرض الزيت لدرجات حرارة مرتفعة. هذا يساعد على الحفاظ على الطعم والنكهة الفاكهية الفريدة لزيت الزيتون. -
الاستخراج باستخدام الحرارة أو المذيبات (Heat or Solvent Extraction)
في هذه الطريقة، يتم تسخين الزيتون أو استخدام مواد كيميائية لاستخراج الزيت. غالبًا ما تُستخدم هذه الطريقة في إنتاج زيت الزيتون المكرر وزيت الزيتون العادي.
العوامل المؤثرة على تصنيف زيت الزيتون
عدة عوامل تلعب دورًا في تصنيف زيت الزيتون، منها:
-
النوع والعمر النباتي لشجرة الزيتون: الأشجار الصغيرة أو القديمة قد تنتج زيتًا ذو جودة أقل من الأشجار الناضجة والمتوسطة العمر.
-
الظروف المناخية والجغرافية: الزيتون الذي يزرع في مناطق حارة جدًا أو باردة جدًا قد لا ينتج زيتًا بنفس جودة الزيتون الذي ينمو في المناخ المعتدل.
-
طريقة الحصاد والتخزين: يعد توقيت الحصاد وطريقة تخزين الزيتون من العوامل المهمة التي تؤثر على جودة الزيت. حيث إن تأخير الحصاد يمكن أن يؤدي إلى فقدان الزيوت الطيارة والعناصر الغذائية.
الاستخدامات المختلفة لزيت الزيتون
زيت الزيتون ليس فقط عنصرًا أساسيًا في المطبخ المتوسطي بل له أيضًا العديد من الفوائد الصحية والجمالية. أبرز استخداماته تشمل:
-
في الطهي: زيت الزيتون يعد مثاليًا للطهي، خاصة في تحضير الأطعمة على نار هادئة، والسلطات، والصلصات. كما يمكن استخدامه في تحمير اللحوم والخضروات.
-
في العناية بالبشرة والشعر: يستخدم زيت الزيتون في العديد من مستحضرات التجميل والعناية بالبشرة نظرًا لخصائصه المرطبة والمغذية.
-
في الطب البديل: يُستخدم زيت الزيتون في العديد من العلاجات التقليدية، مثل علاج التهاب المفاصل، وتنشيط الدورة الدموية.
الفوائد الصحية لزيت الزيتون
أثبتت الأبحاث العلمية الحديثة أن زيت الزيتون غني بالدهون الصحية التي تحسن من صحة القلب والشرايين، كما أنه يساهم في تقليل مخاطر الإصابة بأمراض السرطان وأمراض الجهاز الهضمي. وفيما يلي بعض من أبرز فوائده الصحية:
-
تعزيز صحة القلب: يحتوي زيت الزيتون على الأحماض الدهنية الأحادية غير المشبعة، التي تساعد في خفض مستويات الكولسترول الضار (LDL) وزيادة مستويات الكولسترول الجيد (HDL).
-
محاربة الالتهابات: يساعد زيت الزيتون على تقليل مستويات الالتهابات في الجسم بفضل محتواه العالي من الفينولات.
-
تعزيز الصحة العصبية: الدراسات الحديثة تشير إلى أن زيت الزيتون يمكن أن يساعد في تقليل خطر الإصابة بأمراض الزهايمر والخرف.
خلاصة
زيت الزيتون هو أحد المنتجات الطبيعية التي لا تقتصر فوائدها على الطعم الغني والنكهة المميزة، بل يمتد تأثيرها إلى الجوانب الصحية والعلاجية. تعد معرفة تصنيف أنواع زيت الزيتون أمرًا أساسيًا في اختيار النوع المناسب حسب الغرض من استخدامه. بداية من زيت الزيتون البكر الممتاز الذي يتمتع بأعلى جودة، وصولاً إلى زيت الزيتون المكرر الذي يناسب الطهي عند درجات حرارة عالية، تكشف هذه الأنواع عن تنوع في الفوائد والتطبيقات.
