أنواع المماطلة وطرق التغلب عليها

5 أنواع للمماطلة، وكيف نتغلب على كلٍّ منها؟

تعدّ المماطلة أو التأجيل أحد العوائق النفسية الأكثر شيوعًا التي يواجهها الأفراد في حياتهم اليومية، سواء في الدراسة، العمل، أو حتى في المهام الشخصية. هذه الظاهرة يمكن أن تكون دافعًا للشعور بالذنب، والتوتر، وضعف الإنتاجية، مما يؤثر بشكل مباشر على جودة الحياة الشخصية والمهنية. من أجل التعامل مع المماطلة بشكل فعّال، من المهم أن نفهم الأنواع المختلفة لها وكيفية التغلب عليها.

1. المماطلة العاطفية (Emotional Procrastination)

تتمثل المماطلة العاطفية في تأجيل المهام بسبب المشاعر السلبية أو القلق المرتبط بالمهمة أو بالنتائج المتوقعة منها. هذه الأنواع من المماطلة تحدث عندما يشعر الفرد بالخوف، القلق، أو حتى الاكتئاب حيال أمر ما، مما يسبب له صعوبة في البدء أو الاستمرار في المهمة. وقد يتجنب الشخص ببساطة المهمة لأنه يعتقد أنها ستسبب له شعورًا سلبيًا.

كيفية التغلب على المماطلة العاطفية:

• التعرف على المشاعر: أول خطوة في التعامل مع المماطلة العاطفية هي الاعتراف بالمشاعر السلبية التي تدفع الشخص إلى التأجيل. يمكن أن يساعد ذلك في تخفيف حدة القلق.

• تقسيم المهمة إلى أجزاء صغيرة: يساعد تقسيم المهمة الكبيرة إلى أجزاء صغيرة يسهل تنفيذها على التغلب على الخوف أو القلق الذي قد يشعر به الشخص.

• استخدام تقنيات التنفس العميق أو التأمل: هذه التقنيات تساعد على تهدئة الذهن، وتقليل الشعور بالقلق والتوتر.

2. المماطلة السلوكية (Behavioral Procrastination)

هذه النوعية من المماطلة تتعلق بتأجيل المهام بسبب صعوبة في بدء العمل أو التحفيز الذاتي. فغالبًا ما يتم إلهاء الشخص بأنشطة أقل أهمية ولكنها أكثر إمتاعًا مثل تصفح الإنترنت أو مشاهدة التلفاز، مما يؤدي إلى تأجيل الأعمال الهامة.

كيفية التغلب على المماطلة السلوكية:

• وضع جدول زمني محدد: من الضروري أن يحدد الشخص أوقاتًا ثابتة ومحددة للعمل والالتزام بها.

• تقنيات إدارة الوقت: مثل “تقنية بومودورو”، حيث يعمل الفرد لمدة 25 دقيقة متواصلة، ثم يأخذ استراحة قصيرة، ثم يكرر العملية. هذه الطريقة تساعد على تحسين التركيز وتقليل المماطلة.

• إزالة المشتتات: يمكن التخلص من المشتتات مثل الهاتف المحمول أو وسائل التواصل الاجتماعي أثناء فترة العمل.

3. المماطلة العقلية (Cognitive Procrastination)

تتمثل المماطلة العقلية في تأجيل المهام بسبب الأفكار المزعجة أو المعتقدات غير المنطقية التي يعتقدها الفرد. على سبيل المثال، قد يظن الشخص أنه لا يمتلك القدرة على إنجاز المهمة بشكل جيد أو أنه يجب عليه انتظار اللحظة المثالية للبدء، مما يؤدي إلى التأجيل المستمر.

كيفية التغلب على المماطلة العقلية:

• إعادة صياغة الأفكار السلبية: من المهم أن يتعلم الفرد تغيير الأفكار السلبية إلى أفكار إيجابية، مثل “لا أحتاج إلى أن أكون مثاليًا في كل شيء” أو “يمكنني تحسين العمل في مرحلة لاحقة”.

• التفكير المنطقي: التحدي الذهني لتحليل المواقف بشكل عقلاني يمكن أن يساعد في التخلص من الاعتقادات التي تدفع إلى التأجيل.

• إدراك أن البداية هي الأهم: في كثير من الأحيان، تبدأ المشكلة العقلية في لحظة اتخاذ القرار للبدء فقط.

4. المماطلة بسبب التشتت (Distraction Procrastination)

قد تكون المماطلة ناتجة عن التشتت المستمر من العديد من الأنشطة غير الهامة التي تستحوذ على انتباه الشخص. هذا النوع من المماطلة غالبًا ما يرتبط ببيئة العمل غير المنظمة أو بتقنيات وأدوات التواصل التي تجذب الانتباه بعيدًا عن المهمة الرئيسية.

كيفية التغلب على المماطلة بسبب التشتت:

• إعادة تنظيم البيئة المحيطة: من خلال التخلص من أي عوامل تشتت الانتباه مثل الأغاني المزعجة، أو التطبيقات المشتتة على الهواتف.

• تقنيات تنظيم الوقت: مثل وضع أوقات مخصصة فقط للعمل بدون أي تشتت، والالتزام بهذه الأوقات. يمكن أيضًا استخدام أدوات إدارة المهام مثل التطبيقات التي تساعد في تحديد الأهداف.

• إغلاق التطبيقات غير الضرورية: عندما يكون العمل بحاجة إلى تركيز عالٍ، يجب إغلاق أي تطبيقات أو مواقع قد تستهلك الوقت بشكل غير منتج.

5. المماطلة نتيجة للكمالية (Perfectionist Procrastination)

يعتقد الأشخاص الذين يعانون من هذا النوع من المماطلة أنهم يجب أن يقوموا بالعمل على أكمل وجه ممكن، مما يؤدي إلى إضاعة الوقت في التفكير المفرط أو في محاولة تحسين كل جزء من العمل بشكل مستمر. هذا النوع من المماطلة قد يتسبب في إعاقة الإنجاز الفعلي للمهمة.

كيفية التغلب على المماطلة بسبب الكمالية:

• قبول أن الكمال غير ممكن: يجب أن يتعلم الفرد أن العمل الجيد أفضل من عدم الإنجاز على الإطلاق، وأن الكمال هو مجرد خرافة قد تعيق النجاح.

• تحديد أهداف واقعية: من الأفضل تحديد معايير مناسبة للنجاح ومرونة في تطبيقها بدلاً من السعي للكمال في كل مرة.

• التفكير في الهدف النهائي: يجب أن يذكر الشخص نفسه دائمًا أن الهدف هو إنجاز المهمة بنجاح، حتى وإن لم يكن العمل كاملاً.

في الختام:

تعد المماطلة واحدة من أكثر المشاكل النفسية التي تعيق الإنتاجية والتقدم في الحياة. فهم الأنواع المختلفة للمماطلة يعد الخطوة الأولى نحو معالجتها بشكل فعال. من خلال تطبيق التقنيات المناسبة لكل نوع من المماطلة، يمكن للفرد أن يتغلب على هذه العادة السلبية ويحقق أهدافه بشكل أسرع وأكثر كفاءة.