أنواع الفيضانات وأسبابها

تعريف الفيضانات وأنواعها

تعد الفيضانات من أكثر الظواهر الطبيعية تأثيراً في البيئة والإنسان، حيث تعتبر من أكبر الكوارث الطبيعية التي تهدد حياة الإنسان وممتلكاته، إضافة إلى تأثيرها المباشر على البيئة بشكل عام. وهي ظاهرة تحدث عندما يتجاوز مستوى المياه في الأنهار أو البحار أو المحيطات الحدود الطبيعية، مما يؤدي إلى تغطية الأراضي المنخفضة والمناطق المأهولة بالسكان. تختلف أسباب الفيضانات وأماكن حدوثها، وتعد الفيضانات من المخاطر البيئية التي تواجه العديد من الدول، خاصة في المناطق التي تتمتع بمناخات شديدة التحولات أو في المناطق التي تشهد أمطاراً غزيرة لفترات طويلة.

تتسبب الفيضانات في أضرار كبيرة تشمل تدمير الممتلكات، هدم المنازل، فقدان المحاصيل الزراعية، كما تسبب في بعض الأحيان خسائر بشرية. من هذا المنطلق، فإن فهم طبيعة الفيضانات وأنواعها وأسباب حدوثها يساعد على اتخاذ إجراءات احترازية ووقائية للحد من تأثيراتها السلبية.

أسباب الفيضانات

تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى حدوث الفيضانات، ويمكن تقسيمها إلى عدة أنواع من الأسباب، كالتالي:

1. الأمطار الغزيرة:
   يعد هطول الأمطار بكميات ضخمة من أكثر الأسباب شيوعاً للفيضانات. عندما تتساقط الأمطار بكميات أكبر من قدرة الأرض على امتصاص المياه أو تصريفها، يتم تراكم المياه فوق سطح الأرض، مما يؤدي إلى حدوث فيضان. عادةً ما تحدث هذه الفيضانات في المناطق التي تشهد هطولاً شديداً للأمطار، خاصة في المناطق المدارية والجبيلة.

2. ارتفاع مستوى البحار والمحيطات:
   في بعض المناطق الساحلية، يحدث الفيضانات نتيجة لارتفاع مستوى المياه في المحيطات أو البحار بسبب ظواهر مثل المد والجزر أو ارتفاع منسوب المياه بسبب ارتفاع درجات حرارة الأرض (الاحترار العالمي).

3. ذوبان الثلوج:
   في المناطق الجبلية أو التي تقع في المناطق القطبية، يحدث الفيضانات نتيجة لذوبان كميات كبيرة من الثلوج. مع زيادة درجات الحرارة في فترات الربيع والصيف، يحدث ذوبان سريع للثلوج مما يؤدي إلى زيادة حجم المياه في الأنهار والجداول، وبالتالي إلى فيضانها.

4. الظواهر الجيوفيزيائية:
   مثل الزلازل أو الانهيارات الأرضية التي تؤدي إلى تشكل سدود مؤقتة على الأنهار أو المجاري المائية. وعند انهيار تلك السدود المفاجئ، يحدث فيضان مائي سريع وعنيف.

5. التغيرات المناخية:
   يساهم التغير المناخي في تغيير أنماط الطقس العالمية، مما يؤدي إلى زيادة احتمالات حدوث الفيضانات. هذه التغيرات تشمل زيادة الأمطار الغزيرة، وارتفاع مستوى البحر، مما يزيد من احتمالات حدوث الفيضانات في المناطق الساحلية والمناطق الداخلية.

أنواع الفيضانات

تتنوع أنواع الفيضانات باختلاف أسبابها ومناطق حدوثها. يمكن تصنيف الفيضانات إلى الأنواع التالية:

1. الفيضانات النهرية

تحدث الفيضانات النهرية عندما يتجاوز مستوى مياه الأنهار أو المجاري المائية مستوى الأرض المحيطة بها. عادةً ما تحدث هذه الفيضانات نتيجة للأمطار الغزيرة، أو بسبب ذوبان الثلوج في المناطق الجبلية. وتعد الفيضانات النهرية من أكثر أنواع الفيضانات شيوعاً في المناطق ذات الأنهار الكبيرة، مثل حوض الأمازون في أمريكا الجنوبية، والأنهار الكبرى في قارة أسيا مثل نهر اليانغتسي في الصين. قد تحدث الفيضانات النهرية في جميع أنحاء العالم، خاصة في المناطق التي تكون فيها الأنظمة الهيدرولوجية ضعيفة أو غير قادرة على تحمل كميات المياه الكبيرة التي تتساقط في فترة قصيرة.

2. الفيضانات الساحلية

تحدث الفيضانات الساحلية عندما يرتفع مستوى مياه البحر أو المحيط بشكل مفاجئ ويتجاوز حدود السواحل. وتعتبر هذه الفيضانات من أكثر الفيضانات شدة وخطورة في المناطق الساحلية. الأسباب الرئيسية لهذه الفيضانات تشمل ارتفاع مستوى البحر نتيجة للتغيرات المناخية (الاحترار العالمي)، وارتفاع المد والجزر، والعواصف البحرية مثل الأعاصير. في بعض الحالات، تتسبب الفيضانات الساحلية في تدمير المناطق السكنية والعمرانية على السواحل، مثلما حدث في أعقاب الأعاصير في منطقة الكاريبي والخليج الأمريكي.

3. الفيضانات الفجائية

تحدث الفيضانات الفجائية بشكل مفاجئ وبسرعة، وغالباً ما يكون السبب في حدوثها هو الأمطار الغزيرة أو العواصف الرعدية التي تؤدي إلى تراكم المياه بشكل سريع في المناطق المنخفضة أو المجاري المائية. تتميز هذه الفيضانات بسرعة انتشارها وتأثيراتها العنيفة، مما يجعل من الصعب إخلاء المناطق المتضررة في الوقت المناسب. يحدث هذا النوع من الفيضانات عادة في المناطق التي تقع على مصبات الأنهار أو في الأودية الجبلية التي قد تتسبب في حدوث فيضانات مفاجئة نتيجة لانهيارات أرضية أو تدفق كميات ضخمة من المياه من الأنهار.

4. الفيضانات الباطنية

يحدث هذا النوع من الفيضانات عندما تنفجر المياه من تحت سطح الأرض إلى الأعلى، بسبب الانهيارات الجوفية أو تحركات المياه الجوفية. تعتبر الفيضانات الباطنية نادرة ولكنها خطيرة للغاية، حيث يمكن أن تحدث تحت المباني أو البنى التحتية القديمة مما يؤدي إلى انهيارها وتدميرها. قد تحدث هذه الفيضانات في الأماكن التي تحتوي على طبقات أرضية قابلة للذوبان أو في المناطق التي توجد فيها فجوات طبيعية تحت سطح الأرض.

5. الفيضانات بسبب الانهيارات الأرضية

في بعض الأحيان، يمكن أن تتسبب الانهيارات الأرضية في حدوث فيضانات. عندما تنهار الصخور أو التربة من الجبال أو التلال نحو الأنهار أو الجداول، تتراكم هذه الكتل على مجاري المياه، مما يؤدي إلى سدها بشكل مؤقت. وعندما ينهار هذا السد، تتسبب المياه في تدفق مفاجئ وقوي، مما يؤدي إلى فيضان سريع في المناطق السفلى.

6. الفيضانات الشتوية

تحدث الفيضانات الشتوية في المناطق ذات المناخ البارد، حيث تنجم عن ذوبان الثلوج بشكل مفاجئ في فصل الشتاء أو بسبب تجمع الأمطار مع الثلوج في موسم الربيع. كما يحدث في بعض المناطق التي تشهد تساقط الثلوج الكثيفة، مثل المناطق القطبية أو الجبال.

التأثيرات البيئية للفيضانات

الفيضانات لا تقتصر آثارها على البشر والممتلكات، بل تمتد لتشمل التأثيرات البيئية الخطيرة التي تهدد الحياة البرية والنباتية. تشمل تأثيرات الفيضانات:

1. التلوث البيئي: قد تتسبب الفيضانات في تلوث المياه بسبب المواد السامة التي تحملها المياه، مثل المواد الكيميائية، والمبيدات، والزيوت، والنفايات.

2. تدمير المواطن الطبيعية: تمثل الفيضانات تهديداً للمواطن الطبيعية للكائنات الحية في المناطق المنخفضة، حيث قد تقتل العديد من النباتات والحيوانات.

3. نقل أنواع غير محلية: قد تنقل الفيضانات أنواعاً غير محلية من الكائنات الحية، مما يؤدي إلى اختلال التوازن البيئي في المناطق المتضررة.

الوقاية والتخفيف من آثار الفيضانات

تعد الوقاية من الفيضانات والتخفيف من آثارها أمراً حيوياً للحد من الكوارث الناتجة عنها. تتضمن بعض الإجراءات الممكنة:

1. تحسين البنية التحتية: مثل بناء السدود، والقنوات المائية، والأحواض، والمصارف لحجز المياه أو توجيهها بعيداً عن المناطق السكنية.

2. إدارة المياه: تعزيز أساليب إدارة المياه الطبيعية مثل الحفاظ على الغابات، وتطوير أنظمة الري الفعالة التي تمنع تشبع الأرض بالمياه.

3. التخطيط العمراني: تجنب بناء المدن والمنازل في المناطق المعرضة للفيضانات، والتأكد من وجود شبكة صرف صحي فعالة.

4. التوعية المجتمعية: نشر الوعي بين السكان حول أهمية الوقاية من الفيضانات وكيفية التصرف عند حدوثها.

باختصار، تعد الفيضانات من الظواهر الطبيعية التي تشكل تهديدًا كبيرًا للإنسان والبيئة. معرفة أنواع الفيضانات وأسبابها يساعد في اتخاذ إجراءات احترازية ووقائية للحد من تأثيراتها السلبية، وبالتالي حماية الأرواح والممتلكات.