أنواع الفراكشنال ليزر ونتائجه

أنواع الفراكشنال ليزر: ومتى تظهر نتائجها على بشرتكِ؟

يُعتبر الفراكشنال ليزر من أبرز تقنيات تجديد البشرة الحديثة التي فرضت نفسها بقوة في مجالات التجميل والعناية بالبشرة، نظراً لما يُحققه من نتائج فعّالة دون الحاجة إلى تدخل جراحي. هذه التقنية المتطورة تجمع بين الكفاءة العالية في معالجة عيوب البشرة مثل التصبغات والندوب والتجاعيد، وبين تقليص فترة النقاهة بشكل كبير مقارنة بالتقنيات التقليدية.

في هذا المقال، نُقدّم دليلاً شاملاً حول أنواع الفراكشنال ليزر، وآلية عمل كل نوع، بالإضافة إلى أبرز الاستخدامات والفروق، ومدى سرعة ظهور النتائج على البشرة، مدعوماً بمعلومات علمية ومصادر موثوقة لضمان مصداقية المحتوى.

أولاً: ما هو الفراكشنال ليزر؟

الفراكشنال ليزر هو تقنية حديثة تعتمد على تقسيم شعاع الليزر إلى آلاف من الأشعة الدقيقة (Microthermal Zones)، بحيث يتم ترك مسافات صغيرة من الجلد دون علاج لتسريع عملية الشفاء الطبيعية. تعمل هذه الأشعة على اختراق الطبقات العميقة من الجلد وتحفيز إنتاج الكولاجين، مما يؤدي إلى تجديد خلايا الجلد وتحسين ملمسه ومظهره العام.

تقنية الفراكشنال تُعد خياراً وسطاً بين العلاجات السطحية والعلاجات العدوانية، ما يجعلها مناسبة لفئات مختلفة من الناس، خاصة أولئك الذين يرغبون بتحقيق نتائج ملموسة دون الخضوع لفترات طويلة من التعافي.

ثانياً: أنواع الفراكشنال ليزر

يوجد نوعان رئيسيان من تقنيات الفراكشنال ليزر، يختلفان في آلية عملهما وعمق تأثيرهما في الجلد، وهما:

1. الفراكشنال ليزر غير الاستئصالي (Non-Ablative Fractional Laser)

يعتمد هذا النوع على تسخين طبقات الجلد العميقة دون إحداث تقشير أو إزالة للطبقة السطحية من الجلد. هو أقل قسوة من النوع الاستئصالي، ولكنه يتطلب عدداً أكبر من الجلسات لتحقيق النتائج المرغوبة. غالباً ما يُستخدم لتحسين ملمس البشرة، تقليل حجم المسام، وعلاج التصبغات الخفيفة.

أشهر أجهزته:

• Fraxel Restore

• Palomar Lux1540

مزاياه:

• لا يتسبب في تقشير الجلد أو إحداث جروح.

• فترة التعافي قصيرة (2-3 أيام).

• مناسب للبشرة الحساسة.

عيوبه:

• النتائج تتطلب وقتاً أطول للظهور.

• عدد الجلسات قد يصل إلى 4-6 جلسات.

2. الفراكشنال ليزر الاستئصالي (Ablative Fractional Laser)

هذا النوع يعمل على إزالة الطبقة الخارجية من الجلد (epidermis) بالإضافة إلى تسخين الطبقات العميقة. يُستخدم لعلاج التجاعيد العميقة، الندوب العميقة، علامات التمدد، وفرط التصبغ المزمن.

أشهر أجهزته:

• Fraxel Repair (يعتمد على ثاني أكسيد الكربون – CO2)

• Erbium:YAG Laser

مزاياه:

• نتائج واضحة تظهر من الجلسة الأولى.

• يعالج مشاكل أكثر تعقيداً في البشرة.

• يُحفّز إنتاج الكولاجين بدرجة كبيرة.

عيوبه:

• فترة النقاهة أطول (5-10 أيام).

• احتمال حدوث احمرار وتقشر وتهيّج مؤقت للبشرة.

ثالثاً: الفروق بين أنواع الفراكشنال ليزر

رابعاً: استخدامات الفراكشنال ليزر

تُستخدم هذه التقنية في مجموعة واسعة من العلاجات التجميلية والطبية، من بينها:

• إزالة التصبغات الجلدية مثل الكلف والنمش الناتج عن التعرض الطويل للشمس.

• تحسين مظهر ندبات حب الشباب والندوب الجراحية.

• شد البشرة وتحسين مرونتها بفضل تحفيز الكولاجين.

• علاج التجاعيد الدقيقة وخطوط التقدّم في السن.

• تقليص حجم المسام الواسعة وإعادة الحيوية للبشرة الباهتة.

• علاج علامات تمدد الجلد (Stretch Marks).

• توحيد لون البشرة وتحسين نسيجها العام.

خامساً: متى تظهر نتائج الفراكشنال ليزر؟

1. في حالة الفراكشنال غير الاستئصالي:

عادةً تبدأ نتائج التحسّن بالظهور بشكل تدريجي بعد 2 إلى 4 أسابيع من الجلسة الأولى، ويُلاحظ تحسن أكبر بعد الجلسات المتتالية. نظراً لأن هذا النوع لا يزيل الجلد السطحي، فإن النتائج تظهر ببطء لكنها تكون طبيعية وآمنة.

2. في حالة الفراكشنال الاستئصالي:

يُلاحظ تحسّن واضح بعد أسبوع إلى 10 أيام من الجلسة الأولى، ويستمر التحسّن التدريجي على مدى 3 إلى 6 أشهر مع ازدياد إنتاج الكولاجين. تُعد النتائج أكثر دراماتيكية وأطول تأثيراً مقارنة بالنوع غير الاستئصالي.

سادساً: العوامل المؤثرة في سرعة النتائج

تختلف سرعة ووضوح النتائج من شخص لآخر حسب مجموعة من العوامل، أبرزها:

• نوع البشرة: البشرة الفاتحة عادة ما تستجيب بسرعة أكبر.

• عمق المشكلات الجلدية: الندوب العميقة والتجاعيد تتطلب وقتاً أطول للعلاج الكامل.

• نوع الفراكشنال المستخدم: كما ذكرنا، النوع الاستئصالي يعطي نتائج أسرع.

• الالتزام بعد الجلسة: العناية بالبشرة بعد العلاج تلعب دوراً حاسماً في سرعة الشفاء وظهور النتائج.

• العمر ومستوى الكولاجين الطبيعي في البشرة.

سابعاً: نصائح ما بعد جلسة الفراكشنال ليزر

للحصول على أفضل نتائج ممكنة وتقليل الآثار الجانبية، يجب اتباع تعليمات العناية التالية بدقة:

• تجنّب التعرض المباشر لأشعة الشمس لمدة أسبوع على الأقل.

• استخدام كريمات مرطبة ومهدئة مثل التي تحتوي على الألوفيرا أو البانثينول.

• عدم استخدام مستحضرات تجميلية أو كريمات تحتوي على الريتينول لمدة 3-5 أيام.

• غسل الوجه بماء بارد ومنظف لطيف دون فرك الجلد.

• الامتناع عن السباحة أو الذهاب إلى الساونا خلال الأسبوع الأول.

ثامناً: الآثار الجانبية المحتملة

رغم كون الفراكشنال ليزر آمناً عند استخدامه من قبل متخصصين مؤهلين، إلا أن بعض الآثار الجانبية قد تحدث، منها:

• احمرار مؤقت أو تورّم خفيف.

• الشعور بالحرق أو الحكة في الجلد.

• تقشّر البشرة خلال الأيام الأولى بعد الجلسة.

• تغير مؤقت في لون الجلد.

• ندرة حدوث تصبغات دائمة أو عدوى، وعادةً ما تكون ناتجة عن الإهمال في العناية ما بعد الجلسة.

تاسعاً: من هم الأشخاص غير المناسبين للفراكشنال ليزر؟

يُفضل عدم الخضوع للعلاج بالفراكشنال ليزر في الحالات التالية:

• الحمل أو الرضاعة.

• الإصابة بعدوى جلدية نشطة مثل الهربس أو حب الشباب الالتهابي.

• وجود أمراض جلدية مزمنة كالإكزيما أو الصدفية.

• تناول أدوية مميعة للدم.

• الأشخاص ذوو البشرة الداكنة جداً، إذ يكونون عرضة أكثر لفرط التصبغ بعد الجلسة.

عاشراً: الفراكشنال ليزر مقارنة بالعلاجات الأخرى

يُقارن الفراكشنال ليزر في كثير من الأحيان بعلاجات تجميلية أخرى، مثل:

الخلاصة

الفراكشنال ليزر يُعد من أفضل الابتكارات في عالم تجديد البشرة والتخلص من العيوب الجلدية. ومع توفر نوعين رئيسيين (الاستئصالي وغير الاستئصالي)، يمكن اختيار الأنسب لكل حالة حسب نوع البشرة وعمق المشكلة. تظهر نتائج الفراكشنال ليزر تدريجياً أو سريعاً وفق نوع التقنية المستخدمة ومدى التزام الشخص بالرعاية اللاحقة.

سواء أكنتِ تسعين لتجديد نضارة وجهك، أو لعلاج آثار حب الشباب، أو لتقليل التجاعيد، فإن الفراكشنال ليزر يُقدم حلاً فعالاً وآمناً، بشرط إجرائه تحت إشراف طبي مختص ومراكز تجميل معتمدة.

المصادر:

1. American Society for Dermatologic Surgery – Fractional Laser Resurfacing

2. Journal of Clinical and Aesthetic Dermatology – Fractional CO2 Laser Therapy Review