أنواع الحمام

يُعتبر الحمام من أقدم أنواع الطيور التي ارتبطت ارتباطًا وثيقًا بالإنسان منذ آلاف السنين، حيث تم تدجينه لاستخدامه في الرسائل، التغذية، والهواية. يتميز الحمام بتنوع فصائله وسلالاته التي تختلف في الشكل والحجم واللون والقدرات الجسدية. يمكن تصنيف الحمام إلى أنواع متعددة تشمل الحمام البري، حمام الزينة، الحمام الزاجل، والحمام المستخدم للأكل. تتعدد خصائص هذه الأنواع بما يتناسب مع الغرض من تربيتها، ويتميز كل نوع منها بمواصفات فريدة تجعل منه مميزًا عن غيره من الأنواع الأخرى.

الحمام البري (Columba livia)

الحمام البري هو الأصل الجيني لمعظم أنواع الحمام المدجن. يتميز هذا النوع بقدرته العالية على التكيف مع مختلف البيئات حول العالم، ويعيش عادةً في المناطق الحضرية مثل المدن والحدائق، إضافة إلى تواجده في المناطق الريفية والصخرية. يتراوح لون الحمام البري بين الرمادي المزرق مع وجود شريطين أسودين على الأجنحة، ويتميز بسرعة طيرانه وقدرته على العثور على الغذاء بسهولة. يعتبر الحمام البري من أكثر الأنواع انتشارًا، ويلعب دورًا بيئيًا هامًا في تنظيف بقايا الطعام في المدن.

الحمام الزاجل

الحمام الزاجل هو النوع الأكثر شهرة واستخدامًا في نقل الرسائل قبل ظهور وسائل الاتصال الحديثة. يتميز هذا النوع بقدرة فائقة على العودة إلى موطنه الأصلي مهما بعدت المسافات. يمتلك الحمام الزاجل بنية جسدية قوية وأجنحة طويلة تمنحه سرعة عالية في الطيران. استُخدم الحمام الزاجل في الحروب وفي المراسلات التجارية، ولا يزال حتى اليوم يُستخدم في سباقات الحمام الزاجل التي تُعد من الهوايات العالمية المنتشرة. يشتهر هذا النوع بألوانه المتعددة والتي تشمل الرمادي، الأبيض، الأسود، والألوان المختلطة.

الحمام الزينة

حمام الزينة يتم تربيته لأغراض جمالية بحتة، حيث يمتلك أشكالاً وألواناً فريدة تختلف من سلالة لأخرى. يتميز هذا النوع بتنوع لا محدود في الأحجام والأنماط اللونية وتوزيع الريش. من أشهر سلالات حمام الزينة ما يلي:

حمام الكشك

يتميز بجسم صغير ومنقار قصير جداً، وله صدر بارز ورأس مائل إلى الخلف. يتمتع بتنوع ألوانه بين الأبيض، الأحمر، الأزرق، والأسود.

الحمام النفاخ

يتميز بحجمه الكبير وانتفاخ منطقة الصدر بشكل ملحوظ، حيث يقوم بنفخها كوسيلة لجذب الإناث. يأتي بألوان متعددة وله وقفة مميزة تعطيه مظهراً ملكياً.

حمام الهزاز

يمتلك ذيلًا عريضًا يشبه ذيل الطاووس، ويُعرف أيضًا بحركته المميزة حيث يقوم بهز رأسه وجسده باستمرار، ويعتبر من أجمل أنواع حمام الزينة.

حمام اليعقوبي

يتميز بريش كثيف يحيط برأسه ورقبته على شكل طوق فاخر، وله ألوان عديدة تتراوح بين الأبيض، الأصفر، والأسود.

حمام الساتينيت

يعتبر من الحمام الهادئ، يتمتع بجسم مدمج وألوان جذابة، ويُعرف بريشه الناعم ولمعانه المميز.

الحمام المستخدم للأكل

يُربى هذا النوع خصيصًا بغرض التغذية حيث يتميز بسرعة النمو وكبر الحجم وجودة اللحم. يتصف الحمام المخصص للأكل بصفات إنتاجية عالية مثل الخصوبة، وسرعة التسمين، وتحمل الظروف البيئية المختلفة. من أشهر أنواعه:

حمام الكارنيو

يتميز هذا النوع بجسمه الكبير وسرعة نموه، مما يجعله مفضلاً لدى مربي الحمام المنتج للّحم. يمتاز بلونه الأبيض وقدرته على تحمل ظروف التربية المكثفة.

حمام الموندين

من أكبر سلالات الحمام المستخدم للأكل، حيث يتميز بحجمه الضخم الذي يمكن أن يتجاوز 800 غرام. لونه غالبًا أبيض أو رمادي، ويتمتع بنسبة لحم عالية مقارنة بالوزن الكلي.

الحمام الملك

سلالة مشهورة جدًا في إنتاج اللحم، ولها بنية عضلية قوية ولون أبيض ناصع. يتميز بالهدوء وسهولة التربية في أقفاص خاصة.

الحمام الطيار

هذا النوع يتم تربيته لمهاراته الاستثنائية في الطيران والاستعراض الجوي، حيث يُدرّب على أداء حركات بهلوانية في السماء مثل الدحرجة والانقضاض. يشتهر بعدة أنواع منها:

حمام التمبلر

يتقن هذا النوع حركات الدوران والدحرجة أثناء الطيران. يتميز بسرعته وخفة وزنه، ويُستخدم في مسابقات استعراض الطيران.

حمام السوالو

يتميز بجمال شكله وألوانه المبهجة مع ذيل مقوس يشبه ذيل السنونو. يتمتع بقدرة طيران قوية ويُستخدم في استعراضات الهواء.

الحمام الناشئ (الزغاليل)

الزغاليل هو اسم يُطلق على صغار الحمام قبل بلوغهم عمر الطيران. تعتبر الزغاليل ذات قيمة غذائية عالية في العديد من الثقافات، حيث يتم استهلاكها لطراوة لحمها وسهولة تحضيرها. تتطلب تربية الزغاليل عناية خاصة من حيث التغذية والنظافة لضمان النمو السليم.

الحمام الوحشي

الحمام الوحشي يختلف عن الحمام البري في كونه يعيش غالباً في الطبيعة بعيداً عن التجمعات السكانية. يتميز بقدرته على البقاء في البراري ويعتبر أكثر حذرًا من الأنواع الأخرى. يعيش الحمام الوحشي في المناطق الصخرية والجبال ويعتمد على الحبوب والبذور البرية كمصدر رئيسي للغذاء.

الحمام الغريب

توجد أنواع نادرة من الحمام تعتبر من الطيور الغريبة بسبب شكلها أو ألوانها المميزة. من هذه الأنواع:

الحمام المتوج (Goura)

يعتبر من أجمل أنواع الحمام في العالم، يعيش في غابات بابوا غينيا الجديدة. يتميز بتاج من الريش على رأسه يشبه المروحة وله جسم أزرق مزرق كبير الحجم.

الحمام الأخضر

يعيش هذا النوع في الغابات الاستوائية ويتميز بلونه الأخضر الفاتح مع لمسة من الأصفر والأحمر حول الأجنحة. يتغذى أساسًا على الفواكه ويُعد من أجمل الأنواع البرية.

أشهر سلالات الحمام حول العالم

أهمية الحمام في البيئة والثقافة

الحمام يلعب دوراً محورياً في النظام البيئي من خلال المساهمة في نشر بذور النباتات عند تناوله للثمار، مما يساهم في زيادة الغطاء النباتي. كما يُعد من الطيور التي ساعدت الإنسان عبر التاريخ في تطوير وسائل الاتصال البدائي. يحتل الحمام مكانة خاصة في العديد من الثقافات والديانات، حيث يُرمز إليه غالبًا بالسلام والنقاء، كما أن استخدامه في الفن والأدب يعكس قيم الحرية والانطلاق.

تربية الحمام حول العالم

تختلف طرق وأساليب تربية الحمام من منطقة لأخرى حسب الغرض من التربية سواء كان للزينة أو للأكل أو للسباقات. في الدول العربية تنتشر هواية تربية الحمام بشكل واسع في الأحياء الشعبية والريفية، حيث تُخصص أبراج وأقفاص خاصة لتربيته، بينما تعتمد الدول الأوروبية والآسيوية على نظم حديثة لتربية الحمام في مزارع منظمة تهدف إلى الإنتاج التجاري للحمام المخصص للأكل أو السباقات.

تشمل تربية الحمام الجوانب الآتية:

• توفير الغذاء المتوازن مثل الحبوب والبذور.

• الحفاظ على النظافة اليومية لتفادي الأمراض.

• توفير مساحات كافية للطيران والنمو.

• مراقبة صحة الحمام باستمرار والتأكد من خلوه من الطفيليات.

أمراض الحمام الشائعة

الحمام مثل باقي الطيور معرض للإصابة بأمراض قد تؤثر على صحته وتكاثره. من أشهر هذه الأمراض:

• السالمونيلا: مرض بكتيري ينتقل عبر الطعام الملوث ويؤدي إلى الإسهال والخمول.

• الكوكسيديا: مرض طفيلي يسبب فقدان الوزن وضعف عام.

• الجدري: يظهر على شكل بثور على الجلد والمنقار.

• الترايكوموناس: طفيليات تصيب الحلق وقد تسبب الاختناق.

الوقاية من هذه الأمراض تتطلب النظافة الدورية، التغذية الصحية، والعناية البيطرية المنتظمة.

خلاصة

الحمام طائر يتمتع بتنوع هائل في أنواعه واستخداماته، حيث يمتد من كونه طائرًا بريًا بسيطًا إلى طائر استعراضي جذاب أو وسيلة اتصال أو حتى مصدر غذاء هام. يظل الحمام رمزًا خالدًا في ثقافات الشعوب المختلفة، ويمثل جزءًا أصيلاً من التنوع البيئي والجمالي على كوكب الأرض.

المراجع:

• Levi, Wendell. (1977). The Pigeon. Levi Publishing Co.

• Johnston, Richard F., and Marian Janiga. (1995). Feral Pigeons. Oxford University Press.