أنواع التمور وفوائدها الصحية

أنواع مختلفة من التمور

التمر هو ثمرة شجرة النخيل، وتُعد من أقدم المحاصيل الزراعية التي عرفها الإنسان منذ آلاف السنين، حيث تم العثور على أدلة أثرية لزراعة النخيل واستهلاك التمور في بلاد الرافدين ووادي النيل والخليج العربي. وقد اكتسب التمر مكانة خاصة في الثقافات العربية والإسلامية، ليس فقط لقيمته الغذائية العالية بل أيضًا لدوره الاقتصادي والاجتماعي والديني. وتتميّز التمور بتنوّع هائل في أنواعها، يصل إلى أكثر من 2000 صنف حول العالم، يختلف كل نوع منها في اللون والطعم والحجم والنضج وطريقة الحفظ والمذاق، إضافةً إلى خصائصه الغذائية.

القيمة الغذائية للتمر

التمر يحتوي على تركيز عالٍ من الكربوهيدرات الطبيعية والسكريات الأحادية مثل الجلوكوز والفركتوز والسكروز، إضافة إلى الألياف الغذائية، والفيتامينات مثل فيتامين B6، وفيتامين A، وفيتامين K، وكذلك المعادن المهمة مثل البوتاسيوم، الكالسيوم، المغنيسيوم، الحديد، الزنك، والنحاس. ولهذا السبب يُعدّ غذاءً متكاملاً وغنيًا بالطاقة، ومناسبًا لتزويد الجسم بالعناصر الضرورية، خاصة خلال فترات الصيام أو الإجهاد.

تصنيف التمور حسب درجة الرطوبة

تصنّف التمور بشكل أساسي إلى ثلاثة أنواع وفقاً لمحتواها من الرطوبة:

1. التمر الطري (Soft Dates):
   
   يتميّز بنسبة رطوبة عالية نسبياً، ما يجعله طرياً وسهل المضغ. من أشهر أنواعه: تمر برحي، وتمور رطب الخلاص.

2. التمر نصف الجاف (Semi-Dry Dates):
   
   يحتوي على نسبة متوسطة من الرطوبة، ويمتاز بقوام متماسك وطعم حلو مركز. من أشهر أنواعه: الصفاوي، والسكري، والعجوة.

3. التمر الجاف (Dry Dates):
   
   يتميّز بانخفاض الرطوبة وقوامه الصلب، وغالباً ما يُستخدم في التصنيع الغذائي أو التخزين طويل الأمد. من أنواعه: الزهدي والديري.

أشهر أنواع التمور في العالم العربي

1. تمر العجوة (Ajwa) – المدينة المنورة، السعودية

تمر مبارك ذُكر في الحديث النبوي، ويُعتبر من أندر وأغلى التمور في العالم. لونه أسود داكن، وقوامه طري ونكهته مميزة تجمع بين الحلاوة والمرارة الخفيفة. غني بالمعادن ومضادات الأكسدة، ويُستخدم في الطب الشعبي.

2. تمر المجدول (Medjool) – المغرب، فلسطين، الأردن، أمريكا

يُعرف بـ”ملك التمور” لحجمه الكبير وطعمه السكري الغني، وملمسه الطري. يتم تصديره إلى أغلب دول العالم ويعد من أغلى التمور ثمناً. غني بالألياف ويُستخدم في تحضير العديد من الحلويات الصحية.

3. تمر البرحي (Barhi) – العراق، السعودية، مصر

يتم استهلاكه في مراحل متعددة: الخلال (نصف ناضج)، الرطب، والتمر الكامل النضج. يمتاز بمذاقه السكري وقوامه المقرمش في مرحلة الخلال. يُزرع بكثافة في العراق ويُعتبر من التمور الصيفية المبكرة.

4. تمر الخلاص (Khalas) – السعودية، الإمارات، قطر

من أشهر وأفضل أنواع التمور الخليجية، يمتاز بلونه البني الكهرماني، ونكهته المتوازنة بين الحلاوة والكراميل. يُعد مفضلاً مع القهوة العربية. يتمتع بقدرة ممتازة على التحمل والتخزين.

5. تمر السكري (Sukkari) – السعودية

يُعرف بأنه من ألذ التمور وأشدّها حلاوة، لونه أصفر ذهبي مائل للبني، وقوامه هشّ وطعمه يُشبه العسل. يُفضّله محبو الطعم السكري المكثف ويُستخدم في تقديم الضيافة.

6. تمر الزهدي (Zahidi) – العراق

تمر جاف ذهبي اللون، صلب القوام ومناسب للتخزين والتصدير. يُستخدم كثيرًا في الصناعات الغذائية واستخراج معجون التمر، نظرًا لمحتواه العالي من السكريات.

7. تمر الصفاوي (Safawi) – المدينة المنورة

يشبه تمر العجوة لكنه أكبر حجمًا، طعمه حلو ولونه أسود مائل إلى البني الداكن. يحتوي على نسب عالية من المعادن، ويُعرف بخصائصه المقوية للجسم.

8. تمر الخضري (Khudri) – السعودية

قشرته الخارجية مجعّدة وسميكة نوعاً ما، ولونه بني داكن. يتميز بحلاوته المتوسطة وسعره الاقتصادي، ما يجعله مناسبًا للشراء بالجملة والتخزين.

9. تمر الديري (Derri) – العراق

من الأنواع الجافة ذات الطعم السكري القوي، لونه بني غامق، يُستهلك بكثرة في العراق وبعض دول الخليج.

10. تمر عنبرة (Anbara) – المدينة المنورة

يُعد من أفخم وأغلى أنواع التمور بسبب حجمه الكبير ونواته الصغيرة، وقوامه الطري. لونه بني محمرّ ويُستخدم غالباً في الهدايا والضيافة.

11. تمر الحلوة (Halawi) – العراق

تمر لذيذ الطعم، يجمع بين القوام الطري والنكهة الغنية. يُستخدم في إعداد الحلويات ويُعد من التمور التي يمكن تخزينها لفترات متوسطة.

12. تمر سيدي علي (Sidi Ali) – تونس

من أشهر التمور التونسية، يزرع في الواحات الجنوبية، ويتميز بحجمه المتوسط ولونه العسلي. يُستخدم بكثرة في السوق المحلي وأحيانًا للتصدير.

13. تمر دقلة نور (Deglet Noor) – الجزائر، تونس، ليبيا

من أشهر التمور في شمال إفريقيا، وتُعتبر الجزائر من أكبر المصدرين له عالميًا. يتميز بلونه الذهبي الشفاف، وطعمه الخفيف وملمسه الناعم. يستخدم في التقديم وفي تصنيع الحلويات.

جدول مقارنة بين بعض أنواع التمور

فوائد التمر الصحية

التمر ليس مجرد غذاء، بل هو مركّب طبيعي غني بالفوائد الصحية، نذكر منها:

• تعزيز صحة الجهاز الهضمي: بسبب غناه بالألياف القابلة للذوبان وغير القابلة للذوبان، يُساعد التمر على تنظيم حركة الأمعاء والوقاية من الإمساك.

• تنظيم سكر الدم: على الرغم من احتوائه على السكر، إلا أن المؤشر الجلايسيمي للتمر معتدل نسبيًا، مما يعني تأثيرًا محدودًا على ارتفاع السكر عند تناوله باعتدال.

• مصدر للطاقة السريعة: السكريات الطبيعية في التمر مثل الجلوكوز والفركتوز تمنح الجسم طاقة سريعة ومستدامة، مما يجعله وجبة مثالية قبل أو بعد التمارين الرياضية.

• دعم صحة القلب: يحتوي التمر على البوتاسيوم والمغنيسيوم، وهما عنصران مهمّان لتقليل ضغط الدم ودعم وظائف القلب.

• تحسين وظائف الدماغ: مضادات الأكسدة في التمر مثل الفلافونويد والتانينات تساعد على تقليل الالتهابات وحماية خلايا الدماغ من الأكسدة.

• تقوية العظام: لغناه بالكالسيوم والفوسفور والمغنيسيوم، يلعب التمر دوراً في الوقاية من هشاشة العظام، خصوصاً لدى كبار السن.

استعمالات التمر في المطبخ العربي

يُستخدم التمر في مجموعة واسعة من الوصفات والتقاليد الغذائية في العالم العربي، من أبرزها:

• المعمول والتمرية: تُعدّ من أشهر الحلويات التي تعتمد على معجون التمر.

• عجينة التمر: تُستخدم في صنع المخبوزات والكعك والحلويات.

• تحضير الشراب والعصائر: مثل شراب التمر بالحليب أو دبس التمر.

• المعجون والمربى: حيث يُطبخ التمر مع مكونات أخرى لصنع مربى طبيعي غني.

تجارة التمور حول العالم

تُعتبر تجارة التمور واحدة من أكبر الصناعات الزراعية في الشرق الأوسط، وتحتل المملكة العربية السعودية، والإمارات، والعراق، ومصر، والجزائر مراكز متقدمة في الإنتاج والتصدير. وقد أصبحت العديد من الدول غير العربية تُقبل على استيراد التمر لفوائده الصحية واستخدامه في الصناعات الغذائية.

وتُقام سنويًا مهرجانات ومعارض دولية لترويج التمور، مثل “مهرجان التمور الدولي” في المدينة المنورة، و”معرض التمور في القصيم”، و”مهرجان ليوا للتمور” في الإمارات.

الخلاصة

التمر ليس مجرد ثمرة غذائية، بل هو جزء من الهوية الثقافية والتراث الزراعي للعالم العربي. تتعدد أصنافه وتتنوع خصائصه لتلائم الأذواق والاستخدامات المختلفة. وقد أثبتت الدراسات الحديثة أن التمر غذاء صحي متكامل يجمع بين الطعم اللذيذ والفوائد المتعددة، ما يجعله خيارًا مثاليًا للباحثين عن الغذاء المتوازن. إن تنوع التمور في العالم العربي يعكس ثراء البيئة الزراعية والاهتمام الكبير بتطوير سلالات فريدة تتناسب مع مختلف البيئات المناخية، مما يجعل هذه الثمرة كنزًا غذائيًا حقيقياً يستحق الحفاظ عليه وتطويره.

المراجع:

• FAO – Food and Agriculture Organization of the United Nations

• Al-Farsi, M., & Lee, C. Y. (2008). Nutritional and functional properties of dates: a review. Critical Reviews in Food Science and Nutrition.