أنواع التدخين وأضراره

أنواع التدخين:

يعد التدخين من أقدم العادات التي مارسها البشر عبر التاريخ، وقد تطور من مجرد تقليد ثقافي إلى مشكلة صحية عالمية معروفة. أصبح التدخين مرتبطًا بالكثير من الأضرار الصحية والاجتماعية، مما دفع المنظمات الصحية العالمية إلى تحذير الناس من مخاطره على مر السنين. ومن خلال هذا المقال، سنتناول أنواع التدخين المختلفة التي يمارسها الأفراد اليوم، وما يترتب عليها من آثار صحية وفكرية واقتصادية.

1. التدخين التقليدي (السجائر)

التدخين التقليدي هو الشكل الأكثر شيوعًا واستخدامًا بين المدخنين في العالم. يعتمد هذا النوع على تدخين السجائر المصنوعة من التبغ المفروم المغلف بورق رقيق. يحتوي التبغ في السجائر على العديد من المركبات الكيميائية السامة التي تؤثر على صحة المدخن بشكل مباشر.

الأضرار الصحية للسجائر:

تحتوي السجائر على أكثر من 7000 مادة كيميائية، منها حوالي 70 مادة تعرف بأنها مسببة للسرطان. كما أن التدخين التقليدي يسبب أضرارًا جسيمة في الجهاز التنفسي والجهاز القلبي الوعائي. تشمل الأمراض المرتبطة بتدخين السجائر:

• سرطان الرئة.

• أمراض القلب والأوعية الدموية.

• السكتات الدماغية.

• الأمراض التنفسية المزمنة مثل التسمم الرئوي.

بالإضافة إلى ذلك، يؤثر التدخين التقليدي على صحة الفم والأسنان، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض اللثة والتسوس وفقدان الأسنان.

2. التدخين الإلكتروني (السجائر الإلكترونية)

السجائر الإلكترونية هي أجهزة إلكترونية تحتوي على سائل يحتوي على النيكوتين والمركبات الأخرى التي يتم تحويلها إلى بخار يُستنشق من قبل المدخن. في السنوات الأخيرة، لاقت السجائر الإلكترونية شعبية خاصة بين الشباب، معتقدين أنها بديل أقل ضررًا من السجائر التقليدية.

الأضرار الصحية للسجائر الإلكترونية:

على الرغم من أن السجائر الإلكترونية تعتبر بديلاً أقل ضررًا مقارنة بالتدخين التقليدي، إلا أن هناك العديد من المخاطر الصحية المرتبطة بها. تشير الدراسات إلى أن البخار الناتج عن السجائر الإلكترونية قد يحتوي على مواد سامة تؤدي إلى تهيج الجهاز التنفسي وزيادة خطر الإصابة بالأمراض الرئوية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن تؤدي السجائر الإلكترونية إلى الإدمان على النيكوتين، وهو ما يسبب مشكلات صحية طويلة المدى.

3. التدخين العادي (الشيشة أو الأرجيلة)

الشيشة أو الأرجيلة تعتبر من أساليب التدخين المنتشرة في العديد من الدول، وخاصة في منطقة الشرق الأوسط. تتكون الأرجيلة من أنبوب طويل يُسحب منه الدخان بعد أن يمر عبر الماء في الحوض. ويعتقد الكثيرون أن الماء يعمل على تصفية السموم الموجودة في الدخان، لكن الدراسات أظهرت أن التدخين عبر الأرجيلة يحمل نفس مخاطر السجائر التقليدية، بل يمكن أن يكون أخطر في بعض الحالات.

الأضرار الصحية للشيشة:

تحتوي الشيشة على كميات كبيرة من أول أكسيد الكربون والمواد السامة الأخرى. تشير الدراسات إلى أن جلسة تدخين واحدة بالأرجيلة قد تحتوي على نسبة من السموم تفوق تلك الموجودة في تدخين عدة سجائر. هذا يزيد من خطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي والسرطان وأمراض القلب. إضافة إلى ذلك، يعتبر التدخين عبر الشيشة خطرًا على المدخن من حيث انتقال الأمراض المعدية، حيث أن الأرجيلة عادة ما يتم مشاركتها بين عدة أشخاص.

4. التدخين بالفم (التبغ الممضوغ أو المخبوز)

هذا النوع من التدخين يتضمن مضغ التبغ أو وضعه في الفم دون الحاجة إلى إشعاله. يمكن أن يُؤخذ التبغ في شكل مكملات مثل العلكة الممزوجة بالتبغ أو التبغ المخبوز. يشتهر هذا النوع في بعض المناطق مثل أمريكا الشمالية وبعض الدول الآسيوية.

الأضرار الصحية للتبغ الممضوغ:

على الرغم من أن هذا النوع لا يحتوي على الدخان الذي يُستنشق، إلا أنه يحمل مخاطر صحية خطيرة. يؤدي تناول التبغ بالفم إلى زيادة خطر الإصابة بسرطان الفم والحلق، كما قد يسبب مشاكل في اللثة والأسنان. كما أن التبغ الممضوغ يمكن أن يؤدي إلى الإدمان على النيكوتين بنفس القدر الذي تسببه السجائر التقليدية.

5. التدخين بالحشيش (القنب)

يشمل التدخين بالحشيش استخدام مادة القنب (المعروفة بالحشيش أو الماريجوانا) سواء كان عن طريق السجائر أو الشيشة أو عبر تدخينها في طرق أخرى. على الرغم من أن بعض البلدان قد شرعت الحشيش لأغراض طبية أو ترفيهية، إلا أن تدخين القنب لا يخلو من المخاطر الصحية.

الأضرار الصحية لتدخين الحشيش:

تدخين الحشيش يمكن أن يؤدي إلى تأثيرات سلبية على الجهاز العصبي المركزي، مما يسبب مشاكل في الذاكرة والتركيز. كما يمكن أن يؤدي إلى الإدمان على هذه المادة. من جهة أخرى، تؤثر المواد السامة في الحشيش على الجهاز التنفسي وتزيد من خطر الإصابة بسرطان الرئة وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة.

6. التدخين بالتبغ الساخن (السجائر المعالجة بالحرارة)

يعتبر التدخين بالتبغ الساخن من أحدث أساليب التدخين، حيث يتم تسخين التبغ بدلاً من حرقه، مما ينتج عنه بخار يحتوي على النيكوتين. يُروج لهذا النوع من التدخين على أنه أقل ضررًا مقارنة بالسجائر التقليدية.

الأضرار الصحية للتدخين بالتبغ الساخن:

بالرغم من أن التبغ الساخن قد يبدو أقل ضررًا، إلا أن الدراسات تشير إلى أن التدخين بهذه الطريقة لا يزال يحمل العديد من المخاطر الصحية. يحتوي البخار الناتج عن التبغ الساخن على مواد سامة يمكن أن تؤدي إلى الإصابة بأمراض القلب والشرايين، فضلاً عن التأثيرات السلبية على الرئتين. يظل التدخين بهذه الطريقة يسبب الإدمان على النيكوتين.

7. التدخين بالسيجار

السيجار هو نوع آخر من أنواع التدخين الذي يستخدم التبغ الملفوف بشكل خاص. قد يعتقد بعض الناس أن التدخين بالسيجار أقل ضررًا من السجائر، إلا أن السيجار يحتوي على تركيز عالٍ من النيكوتين.

الأضرار الصحية للتدخين بالسيجار:

التدخين بالسيجار يحمل نفس المخاطر التي تحملها السجائر، بل ربما يكون أكثر ضررًا بسبب كمية التبغ الكبيرة التي يحتوي عليها. يمكن أن يؤدي التدخين بالسيجار إلى زيادة خطر الإصابة بسرطان الفم والحلق والرئة، بالإضافة إلى أمراض القلب والأوعية الدموية.

الخاتمة

في النهاية، يبقى التدخين بشتى أنواعه تهديدًا لصحة الإنسان، سواء كان عن طريق السجائر التقليدية، السجائر الإلكترونية، الأرجيلة، أو أي من الأشكال الأخرى. يظل الوقاية من التدخين والإقلاع عنه الحل الأمثل لحماية الصحة العامة والوقاية من الأمراض المزمنة والمميتة.