حزمة التحديث في بروتوكول EIGRP والفرق بين Triggered Update و Periodic Update
يُعتبر بروتوكول التوجيه الداخلي EIGRP (Enhanced Interior Gateway Routing Protocol) واحداً من البروتوكولات المهمة التي تُستخدم في شبكات الحاسوب الحديثة، وهو من البروتوكولات الموجهة (Routing Protocols) التي تم تطويرها من قبل شركة “سيسكو” لتلبية احتياجات الشبكات المعقدة، حيث يوفر حلاً متوسطًا بين البروتوكولات الموجهة بواسطة المسافة (Distance-Vector) مثل RIP والبروتوكولات الموجهة بواسطة الحالة مثل OSPF. ومن السمات المميزة لبروتوكول EIGRP هي الكفاءة في التحديثات المستمرة لشبكة التوجيه، مما يضمن الحفاظ على أداء عالي وسريع في الشبكة.
إحدى السمات البارزة في EIGRP هي آلية التحديث الخاصة به، والتي تعتمد على تبادل المعلومات بين أجهزة التوجيه (Routers) عبر حزم التحديث. من خلال هذه الحزم، يقوم جهاز التوجيه بإرسال معلومات حول الشبكات التي يعرفها، مما يسمح للأجهزة الأخرى في الشبكة بتحديث جداول التوجيه الخاصة بها. يُقسّم التحديث في EIGRP إلى نوعين رئيسيين: التحديثات المحفزة (Triggered Updates) و التحديثات الدورية (Periodic Updates). في هذا المقال، سنستعرض مفهوم هذه الأنواع من التحديثات، وكيفية عمل كل منهما، بالإضافة إلى الفروق الجوهرية بينهما.
1. نظرة عامة عن EIGRP
قبل الغوص في تفاصيل التحديثات في بروتوكول EIGRP، من الضروري فهم كيفية عمل البروتوكول بشكل عام. يعتمد EIGRP على بروتوكول Hybrid، يجمع بين خصائص بروتوكولات المسافة مثل RIP ومنهجيات حالة الرابط مثل OSPF، حيث يُستخدم خوارزميات محسنة لتحديد أفضل طريق للوصول إلى الشبكات. يتم استخدام المترجم الشامل (Composite Metric)، الذي يأخذ في اعتباره عدة عوامل مثل الوقت، العرض، التأخير، الحمل، والتوثيق في تحديد المسار الأمثل.
الـ EIGRP يعتمد على إرسال التحديثات فقط عندما يحدث تغيير في الشبكة، مما يجعله أكثر كفاءة مقارنةً مع بروتوكولات المسافة التقليدية التي تقوم بإرسال التحديثات بشكل دوري بغض النظر عن التغييرات في الشبكة.
2. حزمة التحديث في EIGRP
حزمة التحديث (Update Packet) هي نوع من حزم البيانات التي يقوم بروتوكول EIGRP بإرسالها بين أجهزة التوجيه لتبادل المعلومات حول الشبكات المعروفة والطرق المختلفة للوصول إليها. تحتوي هذه الحزم على معلومات تتعلق بالشبكات التي يتم الإعلان عنها، بالإضافة إلى الجداول الخاصة بكيفية الوصول إلى هذه الشبكات، وأية تغييرات حدثت في شبكة التوجيه.
يتم إرسال حزم التحديث بشكل مستمر أو عندما يحدث تغيير كبير في الشبكة. وتتمثل الفكرة الأساسية في هذه الحزم في إبقاء جميع أجهزة التوجيه في الشبكة على علم دائم بالتغييرات التي قد تطرأ على التوجيهات والطرق المتاحة.
3. التحديث الدوري (Periodic Update)
في بروتوكولات التوجيه التقليدية مثل RIP، كانت أجهزة التوجيه تُرسل تحديثات دورية بشكل منتظم إلى الشبكة بأكملها، عادةً كل 30 ثانية. هذا النوع من التحديثات يُسمى التحديث الدوري (Periodic Update)، حيث تقوم أجهزة التوجيه بإرسال معلومات التوجيه بانتظام حتى وإن لم يحدث أي تغيير في الشبكة. هذه التحديثات الدورية توفر للأجهزة الموجودة في الشبكة صورة محدثة باستمرار عن حالة التوجيه، لكن في الوقت نفسه يُعد ذلك غير كفء ويُؤدي إلى ازدحام في الشبكة مع زيادة الحمل.
4. التحديث المحفز (Triggered Update)
مقابل التحديث الدوري، يوجد التحديث المحفز (Triggered Update)، والذي يعد من أبرز خصائص بروتوكول EIGRP. يعتمد هذا النوع من التحديثات على إرسال المعلومات فقط عندما يحدث تغيير في الشبكة، مثل انقطاع أو إضافة مسار جديد. على سبيل المثال، عندما يكتشف جهاز توجيه أن هناك تغييرًا في حالة الشبكة (كإضافة شبكة جديدة أو انقطاع اتصال ما)، فإنه يُرسل فورًا حزمة تحديث تحتوي على هذه المعلومات إلى أجهزة التوجيه المجاورة.
الميزة الأساسية للتحديثات المحفزة هي الكفاءة. بدلاً من إرسال تحديثات بشكل دوري بغض النظر عن التغييرات في الشبكة، يقوم البروتوكول بإرسال التحديثات فقط عند الحاجة، مما يقلل من الازدحام ويحسن أداء الشبكة. هذا النظام يسمح بتقليل الحمل على الشبكة ويوفر الوقت والموارد بشكل كبير.
5. الفروق بين التحديث المحفز والتحديث الدوري
على الرغم من أن كلا النوعين من التحديثات في EIGRP يسعيان لتوفير معلومات دقيقة عن الشبكة وتوجيهاتها، إلا أن هناك بعض الفروق الجوهرية بين التحديث المحفز و التحديث الدوري:
5.1 التحديث الدوري (Periodic Update):
-
التكرار الزمني: يتم إرسال التحديثات بشكل دوري ومنتظم (عادة كل 90 ثانية).
-
التقنية المستخدمة: يعتمد على إرسال جميع معلومات التوجيه، حتى إذا لم يحدث أي تغيير في الشبكة.
-
الحمل على الشبكة: يتطلب مزيدًا من عرض النطاق الترددي بسبب التحديثات المتكررة، حتى وإن لم يكن هناك تغيير.
-
التطبيق: غالبًا ما يستخدم في البروتوكولات القديمة مثل RIP، حيث يتم إرسال التحديثات بشكل منتظم.
5.2 التحديث المحفز (Triggered Update):
-
التكرار الزمني: يتم إرسال التحديثات فقط عند حدوث تغيير في الشبكة (مثل إضافة أو حذف مسار).
-
التقنية المستخدمة: يعتمد على إرسال التحديثات فقط عند الحاجة لتحديث حالة التوجيه، مما يقلل من استهلاك عرض النطاق الترددي.
-
الحمل على الشبكة: يُعد أكثر كفاءة لأنه يقلل من عدد التحديثات المرسلة ويقلل من الضغط على الشبكة.
-
التطبيق: يُستخدم في بروتوكولات التوجيه المتقدمة مثل EIGRP و OSPF، حيث يعزز من الكفاءة في تحديثات التوجيه.
6. مزايا التحديث المحفز على التحديث الدوري
-
تقليل حركة البيانات على الشبكة: التحديثات المحفزة تقوم بإرسال التحديثات فقط عندما يحدث تغيير في الشبكة، بينما التحديثات الدورية تقوم بإرسالها بشكل منتظم حتى في غياب التغيير. هذا يوفر موارد الشبكة ويقلل من الازدحام.
-
تحسين استجابة الشبكة: عند حدوث تغييرات في الشبكة، مثل فشل أحد الروابط أو إضافة مسار جديد، يتم إرسال التحديث المحفز بسرعة، مما يُسرع من تحديث جداول التوجيه واستعادة الشبكة.
-
تقليل الحمل على أجهزة التوجيه: التحديثات المحفزة تتطلب من أجهزة التوجيه القيام بعمل أقل من خلال تقليل عدد التحديثات المتبادلة، مما يقلل من الضغط على المعالج والذاكرة في أجهزة التوجيه.
-
التحسين في التوجيه الديناميكي: في الشبكات الكبيرة والمعقدة، التحديث المحفز يعزز من قدرة البروتوكول على استيعاب التغييرات سريعًا، مما يُسهم في التوجيه الديناميكي الأفضل.
7. استراتيجيات مزيج من التحديثات المحفزة والدورية في EIGRP
على الرغم من أن EIGRP يعتمد بشكل رئيسي على التحديثات المحفزة، فإنه لا يتخلى تمامًا عن التحديثات الدورية. في بعض الحالات، قد يُرسل جهاز التوجيه تحديثًا دوريًا لضمان أن جميع الأجهزة في الشبكة متوافقة ومحدثة، خاصة في حال حدوث تغييرات صغيرة أو مؤقتة قد لا تُحفز إرسال تحديثات فورية.
الحد الأدنى للتحديثات: في حالة عدم حدوث تغييرات كبيرة، يُرسل جهاز التوجيه تحديثًا دوريًا من حين لآخر لضمان تحديث الشبكة.
التوازن بين الفعالية والكفاءة: الجمع بين التحديثات المحفزة والدورية يسمح لبروتوكول EIGRP بالعمل بكفاءة عالية، حيث يقوم بإرسال التحديثات فقط عندما تكون ضرورية، مع وجود آلية دورية لضمان التزام الأجهزة بشبكة التوجيه الحالية.
8. الاستنتاج
بروتوكول EIGRP هو من البروتوكولات التي تحقق التوازن بين الكفاءة والسرعة في عملية التوجيه الشبكي. من خلال الاعتماد على التحديث المحفز و التحديث الدوري، يستطيع هذا البروتوكول تقليل الازدحام وتحسين استجابة الشبكة لأحداث التغيير، مما يجعله مثاليًا في بيئات الشبكات الكبيرة والمعقدة.
