أنواع الإنسولين واستخداماتها

أنواع الإنسولين واستخداماتها في علاج مرض السكري

يعد مرض السكري من أكثر الأمراض المزمنة شيوعًا في العالم، ويتميز بارتفاع مستويات السكر في الدم بسبب نقص أو عدم فعالية هرمون الإنسولين. يعمل الإنسولين، الذي يفرزه البنكرياس، على تنظيم مستوى السكر في الدم. ومع تقدم الأبحاث الطبية، أصبح هناك العديد من أنواع الإنسولين التي تستخدم في علاج مرض السكري، وكل نوع منها يمتاز بخصائص معينة تجعله مناسبًا لحالات مختلفة من المرض.

ما هو الإنسولين؟

الإنسولين هو هرمون يتم إفرازه بواسطة خلايا بيتا في البنكرياس. يساهم الإنسولين في تنظيم مستويات السكر في الدم عن طريق تسهيل دخول الجلوكوز إلى خلايا الجسم لاستخدامه كمصدر للطاقة. في حالة مرض السكري من النوع 1، يعجز البنكرياس عن إنتاج الإنسولين، بينما في النوع 2، لا يستجيب الجسم بشكل صحيح للإنسولين المنتَج. لذا، يحتاج مرضى السكري إلى العلاج بالإنسولين أو أدوية أخرى لتحسين استجابة الجسم للإنسولين.

أنواع الإنسولين

تختلف أنواع الإنسولين من حيث الزمن الذي يستغرقه بداية مفعوله ومدة تأثيره في الجسم. تصنف هذه الأنواع إلى فئات بناءً على سرعتها في بدء المفعول ومدى تأثيرها. فيما يلي الأنواع الرئيسية للإنسولين:

1. الإنسولين سريع المفعول (Rapid-acting insulin)

يتميز الإنسولين سريع المفعول بسرعة تأثيره في الجسم. يبدأ مفعوله في غضون 15 دقيقة تقريبًا بعد الحقن، ويصل إلى ذروة تأثيره خلال ساعة أو ساعتين، ويستمر تأثيره لفترة تتراوح بين 3 إلى 5 ساعات. يتم استخدام هذا النوع من الإنسولين في الغالب للتحكم في مستويات السكر في الدم بعد الوجبات.

أنواع الإنسولين سريع المفعول:

• الإنسولين اللِّيس البرو (Lispro insulin)

• الإنسولين الأسبار (Aspart insulin)

• الإنسولين الغلولي (Glulisine insulin)

يستخدم هذا النوع من الإنسولين عادة في علاج مرض السكري من النوع 1 والنوع 2، ويعطى عادة مع الوجبات.

2. الإنسولين العادي (Short-acting insulin)

يبدأ الإنسولين العادي في التأثير على الجسم في حوالي 30 دقيقة بعد الحقن، ويصل إلى ذروته بعد ساعتين إلى ثلاث ساعات، ويستمر تأثيره لمدة 6 إلى 8 ساعات. يُعرف هذا النوع من الإنسولين أيضًا بالإنسولين “المعياري” لأنه كان النوع الأول الذي تم تطويره واستخدامه على نطاق واسع.

يستخدم الإنسولين العادي بشكل رئيسي للتحكم في مستويات السكر في الدم بعد الوجبات، وقد يكون خيارًا مناسبًا لأولئك الذين لا يحتاجون إلى علاج سريع المفعول ولكنهم يحتاجون إلى تحكم جيد في سكر الدم على المدى المتوسط.

أنواع الإنسولين العادي:

• الإنسولين البشري العادي (Human regular insulin)

3. الإنسولين متوسط المفعول (Intermediate-acting insulin)

يتميز الإنسولين متوسط المفعول بتأثيره الذي يبدأ في العمل بعد ساعة ونصف تقريبًا من الحقن، ويصل إلى ذروته بعد 4 إلى 12 ساعة، ويستمر تأثيره لمدة تصل إلى 12 إلى 18 ساعة. يعمل هذا النوع من الإنسولين على تحكم أكثر استمرارية في مستويات السكر في الدم.

يُستخدم هذا النوع عادةً في علاج مرضى السكري الذين يحتاجون إلى تحكم مستمر في مستويات الجلوكوز طوال اليوم، وهو من الأنواع المفضلة للمرضى الذين يعانون من السكري من النوع 2.

أنواع الإنسولين متوسط المفعول:

• الإنسولين نوفو (NPH insulin)

• الإنسولين البشري نوفولين (Humulin N insulin)

4. الإنسولين طويل المفعول (Long-acting insulin)

الإنسولين طويل المفعول هو النوع الذي يمتد تأثيره لفترة طويلة، تصل أحيانًا إلى 24 ساعة أو أكثر. يتميز هذا النوع ببطء بدء تأثيره، حيث يبدأ مفعوله في حوالي 1 إلى 2 ساعة بعد الحقن. يُستخدم عادة للتحكم في مستويات السكر في الدم بين الوجبات وأثناء الليل.

يتم استخدام هذا النوع من الإنسولين بشكل أساسي في حالات مرض السكري من النوع 1 والنوع 2 في الأشخاص الذين يحتاجون إلى تحكم طويل الأمد في مستوى السكر في الدم.

أنواع الإنسولين طويل المفعول:

• الإنسولين الأوملوج (Insulin glargine)

• الإنسولين ليفمير (Insulin detemir)

• الإنسولين تريسيبا (Insulin degludec)

5. الإنسولين المختلط (Premixed insulin)

الإنسولين المختلط هو خليط من الإنسولين سريع المفعول أو العادي مع الإنسولين متوسط المفعول. يتم استخدامه لتحسين التحكم في مستويات السكر في الدم خلال اليوم. يوفر هذا النوع مزيجًا من التأثيرات السريعة والطويلة الأمد، مما يجعل من السهل إدارة مستويات السكر في الدم.

أنواع الإنسولين المختلط:

• الإنسولين NPH مع الإنسولين العادي (Humulin 70/30, Novolin 70/30)

• الإنسولين NPH مع الإنسولين الأسبار (Novolog 70/30)

• الإنسولين NPH مع الإنسولين اللِّيس البرو (Humalog 75/25)

6. الإنسولين السريع الفائق المفعول (Ultra-rapid insulin)

يعتبر هذا النوع من الإنسولين من أحدث الابتكارات في علاج السكري. يتميز بسرعة بدء مفعوله مقارنة بالأنواع الأخرى، حيث يبدأ تأثيره في غضون 5 إلى 10 دقائق فقط بعد الحقن. يعتبر الإنسولين السريع الفائق المفعول فعالًا في حالات السكري من النوع 1 والنوع 2، خاصة في حالة الحاجة إلى التحكم السريع في مستويات السكر بعد تناول الطعام.

أنواع الإنسولين السريع الفائق المفعول:

• الإنسولين فايكو (Fiasp insulin)

• الإنسولين هومولوج (Humalog U-200)

استخدامات الإنسولين في علاج مرض السكري

يختلف نوع الإنسولين الذي يتم اختياره بناءً على عدة عوامل مثل نوع السكري، نمط الحياة، ومتطلبات التحكم في مستويات الجلوكوز. في بعض الحالات، قد يتطلب الأمر استخدام مزيج من أنواع مختلفة من الإنسولين لتحقيق أفضل نتائج. يحتاج مرضى السكري من النوع 1 عادةً إلى مزيج من الإنسولين السريع والطويل المفعول للتحكم في مستويات السكر في الدم، بينما يمكن لمرضى السكري من النوع 2 استخدام الإنسولين المتوسط أو طويل المفعول بالإضافة إلى العلاجات الأخرى.

اختيار نوع الإنسولين

اختيار نوع الإنسولين يعتمد على العديد من العوامل، منها:

1. النوع ودرجة الإصابة بالسكري: على سبيل المثال، مرضى السكري من النوع 1 غالبًا ما يحتاجون إلى أكثر من نوع من الإنسولين.

2. مستوى التحكم في السكر في الدم: بعض الأشخاص يحتاجون إلى تحكم أسرع بعد الوجبات، بينما قد يحتاج آخرون إلى تحكم طويل الأمد.

3. نمط الحياة: من الضروري أن يتناسب نوع الإنسولين مع نمط حياة المريض، بما في ذلك مواعيد الوجبات والتمارين الرياضية.

4. الاحتياجات الشخصية: قد تفضل بعض الحالات نوعًا معينًا من الإنسولين بناءً على الاحتياجات الخاصة مثل فترة التأثير أو تقليل التكاليف.

آثار الإنسولين الجانبية

رغم أن الإنسولين يعتبر العلاج الأكثر فعالية لمرض السكري، فإنه قد يسبب بعض الآثار الجانبية. من أبرز هذه الآثار:

• هبوط مستوى السكر في الدم (Hypoglycemia): قد يحدث عند أخذ جرعة مفرطة من الإنسولين أو إذا تأخر تناول الطعام بعد الحقن.

• زيادة الوزن: قد يؤدي استخدام الإنسولين إلى زيادة الوزن، خاصة إذا كان المريض لا يمارس النشاط البدني بشكل كاف.

• تفاعلات تحسسية: قد يعاني بعض الأشخاص من ردود فعل تحسسية تجاه أنواع معينة من الإنسولين.

خاتمة

إنّ فهم أنواع الإنسولين واختيار النوع المناسب لمرضى السكري أمر بالغ الأهمية للتحكم الفعّال في مستويات السكر في الدم. مع تطور العلاجات والتقنيات الحديثة، أصبح من الممكن تحسين نوعية حياة مرضى السكري وتقليل المضاعفات المرتبطة بالمرض.