في النظم التجارية المعاصرة، يُصنف الشركات بناءً على عدد الأفراد الذين يملكونها إلى نوعين رئيسيين، وهما: المنشآت الفردية والمنشآت الجماعية. المنشآت الفردية هي تلك التي يمتلكها فرد واحد، حيث يكون هذا الفرد هو المسؤول الوحيد عن رأس المال وبالتالي يتحمل بمفرده الأرباح والخسائر. يتغير رأس المال في هذا النوع من الشركات بتحقيق الأرباح أو تكبد الخسائر، ولا يوجد فيها حساب لتوزيع الأرباح، إذ تُسجل حقوق والتزامات الفرد المالك في حسابات منفصلة كحساب المسحوبات.
أما المنشآت الجماعية أو الشركات الشراكة، فهي تلك التي يمتلكها أكثر من شخص، حيث يكون رأس المال مملوكًا لشخصين أو أكثر. وتتمثل خصوصية هذا النوع من الشركات في توزيع الأرباح والخسائر بين الشركاء، وتتضمن حسابات جاري الشركاء وحساب توزيع الأرباح والخسائر.
يُعرف القانون التجاري الشركة بأنها عقد يلتزم بمقتضاه شخصان أو أكثر بالمشاركة في مشروع مالي من خلال تقديم حصص مالية أو عمل، ويهدف ذلك إلى تحقيق أرباح أو تحمل خسائر تتقاسم بين الشركاء.
تتكون الشركة من عدة أركان، منها تعدد الشركاء الذين يمتلكون الشركة، ورأس المال الذي يشير إلى حصة كل شريك في المال. كما تتضمن الشركة المشاركة في الأرباح والخسائر بين الشركاء.
هناك أنواع مختلفة للشركات، منها شركة الأشخاص التي تعتمد على الاعتبار الشخصي والثقة، ورأس مالها يتقسم إلى حصص غير قابلة للتداول في البورصة، ولكنها تقبل انضمام شريك أو انفصاله باتفاق بين الشركاء. وتشمل شركات الأشخاص أنواعًا مثل شركات التضامن وشركات التوصية البسيطة وشركات المحاصة.
أما شركات الأموال أو الشركات المساهمة، فهي الشركات الكبيرة التي تعتمد على الاعتبار المالي، وتقسم إلى أسهم قابلة للتداول. يكون رأس مالها كبيرًا، وتُصنف هذه الشركات ضمن الهياكل القانونية التي تسمح بتداول أسهمها في الأسواق المالية.
المزيد من المعلومات
تعد شركات الأشخاص من الأنماط الشركاتية الهامة في النظام التجاري المعاصر. يُمكن تصنيفها إلى ثلاثة أنواع رئيسية وهي:
-
شركات التضامن:
- تتميز بتواجد شركاء يتضامنون في المسؤولية عن كافة التزامات الشركة بشكل مطلق.
- قد تتجاوز مسؤوليات الشركاء حصصهم في الشركة لسداد التزامات أو ديون ناتجة عن معاملات الشركة المختلفة.
-
شركات التوصية البسيطة:
- تتألف من شريك متضامن وشريك موصى به.
- الشريك المتضامن هو المسؤول الوحيد عن كافة التزامات الشركة.
-
شركات المحاصة:
- تعد وجودها مؤقتًا، حيث تُنشأ لغرض عملية تجارية معينة وتنتهي مع انتهاء هذه العملية.
- قد تكون نادرة نتيجة للأثر القصير المترتب على الساحة التجارية.
بالنسبة لشركات الأموال أو الشركات المساهمة، تُمثل هذه الهياكل الشركاتية الكبيرة التي تعتمد على الاعتبار المالي. تنقسم إلى أسهم قابلة للتداول، مما يجعلها قادرة على التداول في الأسواق المالية. رأس المال الكبير يسمح لها بتنفيذ مشاريع ضخمة والتأثير في الاقتصاد بشكل كبير.
على الجانب القانوني، تتطلب إدارة وتشغيل الشركات اتباع إجراءات قانونية صارمة والامتثال للقوانين التجارية والمالية. يتعين على الشركات تقديم تقارير مالية دورية والامتثال لمعايير الشفافية والحوكمة.
في الختام، يظهر من خلال هذا السياق أن النظام التجاري الحديث يعتمد على تنوع أنواع الشركات والهياكل القانونية التي تسهم في تطوير وازدهار الأعمال والاقتصاد بشكل عام.