طبق الشوربة يقلل من تناول كمية الطعام: دراسة تأثير الشوربة على تقليل السعرات وتحسين الوزن
تعد الشوربة من الأطعمة التي تدخل في أنماط غذائية مختلفة حول العالم، وتعتبر واحدة من الأطباق الأساسية في العديد من الثقافات. لكن، على الرغم من كونها جزءًا تقليديًا من وجبات الطعام اليومية، فإن الدراسات الحديثة قد أظهرت أن طبق الشوربة يمكن أن يكون له تأثير كبير على تقليل استهلاك الطعام بشكل عام، مما يساعد في التحكم في الوزن والحد من تناول السعرات الحرارية. في هذا المقال، سنتناول تأثير تناول الشوربة على الشهية، وطرق استخدامها كوسيلة فعالة للتحكم في الوزن، بالإضافة إلى استعراض بعض الدراسات التي دعمت هذا التأثير.
الشوربة كمحفز للشعور بالامتلاء
واحدة من الأسباب التي تجعل طبق الشوربة يساهم في تقليل كمية الطعام المستهلكة هو تأثيره على الشعور بالامتلاء. عندما يتم تناول الشوربة قبل الوجبة الرئيسية، فإنها تعطي إحساسًا بالشبع بفضل احتوائها على سوائل وألياف. هذا التأثير يحدث بشكل رئيسي بسبب أن الشوربة، وخاصة الأنواع التي تحتوي على مرق خفيف أو الخضراوات، تتمتع بكثافة منخفضة من السعرات الحرارية، مما يسمح للمعدة بملئها مع استهلاك كمية أقل من الطعام.
تشير الدراسات إلى أن تناول الطعام السائل مثل الشوربة يزيد من حجم المعدة، مما يؤدي إلى تقليل رغبة الجسم في تناول الطعام بعد الوجبة. وبذلك، فإن تناول الشوربة يمكن أن يخفف من الحاجة إلى تناول كميات كبيرة من الطعام بعد ذلك.
دور الشوربة في تقليل استهلاك السعرات الحرارية
يعتقد الكثيرون أن تناول الطعام السائل يختلف عن تناول الطعام الصلب من حيث الشعور بالشبع. لكن الحقيقة هي أن الشوربة تقدم مزايا مزدوجة في هذا السياق. فهي توفر كمية كبيرة من السوائل والألياف، التي تساعد على تخفيف الشعور بالجوع، وفي نفس الوقت تحتوي على سعرات حرارية أقل مقارنة بالأطعمة الصلبة.
على سبيل المثال، إذا تناول الشخص طبق شوربة قبل الوجبة الرئيسية، فإن حجم الوجبة الإجمالي يقل نظرًا لأن الشخص يصبح أكثر امتلاءً ولا يشعر بالحاجة لتناول كميات كبيرة من الطعام. أظهرت بعض الدراسات أن الأشخاص الذين تناولوا الشوربة قبل وجباتهم الرئيسية قللوا من استهلاكهم الإجمالي للسعرات الحرارية بنسبة تصل إلى 20-30%. وهذا يعني أن تناول الشوربة يمكن أن يكون استراتيجية فعالة لتقليل تناول الطعام بشكل عام، وبالتالي المساعدة في فقدان الوزن أو الحفاظ عليه.
دراسات تدعم تأثير الشوربة على تقليل تناول الطعام
تم إجراء العديد من الدراسات التي تستكشف العلاقة بين تناول الشوربة وتقليل تناول الطعام. إحدى الدراسات التي أجريت في جامعة “Purdue” الأمريكية في عام 2009، وجدت أن الأشخاص الذين تناولوا شوربة قبل الوجبة الرئيسية قد قللوا من استهلاكهم للطعام بنسبة 100-200 سعرة حرارية مقارنة بالأشخاص الذين تناولوا أطعمة صلبة في بداية الوجبة. كما أظهرت الدراسة أن تناول الشوربة السائلة قد أدى إلى تحسين في التحكم في الوزن لدى الأفراد الذين يعانون من السمنة.
في دراسة أخرى نُشرت في “Journal of Nutrition” في عام 2013، تبين أن الأشخاص الذين تناولوا شوربة قليلة السعرات الحرارية (مثل شوربة الخضروات) قبل الوجبة الرئيسية قد استهلكوا كميات أقل من الطعام بعد ذلك. واستنتج الباحثون أن الشوربة يمكن أن تلعب دورًا محوريًا في تقليل الجوع وتحفيز الشعور بالشبع، مما يساهم في تقليل كمية الطعام المستهلكة.
أنواع الشوربة الأكثر فعالية في تقليل الجوع
ليس كل أنواع الشوربة يمكن أن تؤدي نفس التأثيرات في تقليل استهلاك الطعام. الأنواع التي تحتوي على مرق خفيف أو التي تعتمد على الخضروات بشكل أساسي تكون أكثر فعالية في تقليل السعرات الحرارية. أما الشوربات الثقيلة، مثل تلك التي تحتوي على كريمة أو الحساء الكثيف باللحوم أو المكملات الدهنية، قد تكون أقل فعالية في هذا الصدد.
شوربة الخضروات، مثل شوربة الطماطم أو الجزر أو الفاصوليا، هي من الأنواع التي تعد مثالية لتحقيق الشعور بالشبع دون إضافة الكثير من السعرات الحرارية. تحتوي هذه الأنواع على كميات عالية من الألياف والماء، وهو ما يساعد في تحسين الهضم ويساهم في الشعور بالشبع لفترة أطول. علاوة على ذلك، فإن إضافة التوابل مثل الكمون أو الزنجبيل يمكن أن يزيد من فوائد الشوربة في تقليل الشهية.
فوائد إضافية لتناول الشوربة قبل الوجبات
إلى جانب تقليل السعرات الحرارية، تقدم الشوربة العديد من الفوائد الصحية الأخرى. فعند تضمين الشوربة في النظام الغذائي، يمكن تعزيز استهلاك الخضروات، وهو ما يؤدي إلى زيادة مستويات الفيتامينات والمعادن في الجسم. كما أن الشوربة التي تحتوي على مرق من العظام تعتبر مصدرًا غنيًا بالكولاجين والعناصر المغذية التي تعزز صحة المفاصل والجلد.
إضافة إلى ذلك، يمكن أن يكون للشوربة تأثير إيجابي على الجهاز الهضمي. فشرب السوائل قبل الطعام يساعد في تحفيز عملية الهضم وتنشيط إفراز العصارات الهضمية، مما يسهل عملية هضم الطعام بعد الوجبة. كما أن تناول الشوربة قبل الوجبات يمكن أن يساعد في تحسين امتصاص العناصر الغذائية من الطعام ويقلل من الانتفاخ والغازات.
الشوربة في الأنظمة الغذائية لتخفيض الوزن
يعتبر إدراج الشوربة في الأنظمة الغذائية منخفضة السعرات الحرارية خطوة مهمة للعديد من الأفراد الذين يسعون لتقليل وزنهم أو الحفاظ عليه. فبفضل محتواها من الماء والألياف، يمكن أن تكون الشوربة أداة فعالة في تقليل رغبة الفرد في تناول وجبات خفيفة بين الوجبات الرئيسية، مما يساهم في تقليل السعرات الحرارية بشكل عام.
إن تناول الشوربة كجزء من نظام غذائي صحي يتيح للفرد تناول كميات أكبر من الطعام في الوجبة دون زيادة السعرات الحرارية. لذلك، فإن الشوربة تعد خيارًا ممتازًا للأشخاص الذين يعانون من الإفراط في تناول الطعام أو الذين يواجهون صعوبة في تنظيم كميات الطعام التي يتناولونها.
نصائح لاختيار الشوربة المناسبة
-
اختيار الشوربة الخفيفة: يفضل اختيار الشوربة التي تحتوي على مرق خفيف أو خضروات مغذية مثل الطماطم والجزر والفاصوليا، حيث توفر إحساسًا بالامتلاء دون إضافة الكثير من السعرات الحرارية.
-
تجنب الشوربات الدسمة: يجب تجنب الشوربات الثقيلة التي تحتوي على الكريمة أو الدهنيات العالية، حيث أنها قد تحتوي على سعرات حرارية عالية وتؤثر سلبًا على الهدف من تقليل السعرات.
-
إضافة التوابل: يمكن تعزيز فوائد الشوربة من خلال إضافة التوابل مثل الكمون، الكركم، أو الفلفل الأسود، التي يمكن أن تحفز عملية الأيض وتحسن الهضم.
-
الابتعاد عن الشوربات المعلبة: يفضل تحضير الشوربة في المنزل باستخدام مكونات طازجة، حيث أن الشوربات المعلبة قد تحتوي على إضافات غير صحية مثل الملح الزائد أو المواد الحافظة.
الخلاصة
إن تناول الشوربة قبل الوجبة يمكن أن يكون استراتيجية فعالة لتقليل استهلاك السعرات الحرارية والحد من تناول الطعام. بفضل احتوائها على الماء والألياف، فإنها تعزز الشعور بالشبع وتقلل من رغبة الشخص في تناول كميات كبيرة من الطعام بعد ذلك. تعتبر الشوربة خيارًا مثاليًا لأولئك الذين يسعون للتحكم في وزنهم أو الذين يعانون من صعوبة في تقليل استهلاك الطعام بشكل عام. ومن خلال اختيار الأنواع المناسبة من الشوربة، يمكن تحسين عملية الهضم، وتعزيز الاستفادة من العناصر الغذائية، والحفاظ على وزن صحي بشكل فعال وآمن.
