أم كلثوم، إحدى عمالقة الفن والغناء في مصر والعالم العربي، قامت برحلة فنية استثنائية تركت بصمات لا تنسى في تاريخ الفن العربي. وُلدت في قرية السنبلاوين بمحافظة دمياط في مصر، حيث كانت أولى دروس الغناء تنطلق بين جدران منزلها، حيث علّمها والدها فنون الإنشاد والموسيقى، وكان ذلك هو البذرة التي أنبتت إحدى أعظم الأصوات الغنائية في التاريخ.
ترعرعت أم كلثوم في جو من الفن والموسيقى، وكانت موهبتها الفريدة واضحة منذ الصغر. وقد رأى أحد القضاة جاذبية صوتها وتميزه، فأخبر والدها قائلاً: “إنك لديك كنز، يكمن في حنجرة ابنتك”. هكذا بدأت رحلة الشابة الطموحة نحو قمة عالم الفن.
رغم التحديات والصعوبات التي واجهتها كامرأة في عالم الفن، إلا أن أم كلثوم استطاعت أن تحقق نجاحاً باهراً وتصبح رمزاً للغناء العربي. وكان لها تأثير كبير في الفن العربي، حيث وصفتها صحيفة الأورو الفرنسية بأنها “مثّلت للعرب ما مثّلته إديث بياف للفرنسيين”.
لقَّبت أم كلثوم بعددٍ من الألقاب، منها “كوكب الشرق”، و”قيثارة الشرق”، و”ثومة”، و”الست”، و”سيدة الغناء العربيّ”، مُظهرةً بذلك تنوع إبداعها وتأثيرها في مختلف جوانب الفن. كانت موهبتها تتجلى في تقديم مجموعة كبيرة من الأغاني الخالدة، منها “غريب على باب الرجاء”، و”سيرة الحب”، و”يا سلام على الأمة”، و”أنت عمري”، و”أمل حياتي”، والعديد من الأعمال التي تراوحت بين الحب والوطن والحياة.
وفي سياق الشائعات والأحاديث الجدلية، تداولت الأقاويل حول علاقتها بالفنان محمود الشريف. فقد بدأت محبة الشريف وأم كلثوم بلحن فاتن أطلق عليه اسم “لحن الحب”، وكانت بداية قصة حب فنية لكنها انتقلت إلى حياة الواقع. ورغم أن الخطبة أعلنت بشكل علني، إلا أن الزواج لم يتم بشكل رسمي بسبب اعتراض أم كلثوم على الإعلان عنه. وهكذا، انتهت هذه الفصول من الحياة الشخصية لأم كلثوم، التي بقيت محط أنظار الجمهور وأيضاً مصدر إلهام دائم للأجيال اللاحقة.
في ختام هذا الرحيل الفني الذي قدمته أم كلثوم، يظل صوتها الساحر يرن في أذهان الجماهير، وإرثها الفني يعبر الزمن، حيث تظل محبوبة الجماهير ورمزاً للفن العربي الأصيل.
المزيد من المعلومات
أم كلثوم، رمز الغناء العربي الكلاسيكي، لها تأثير لا يُقاس في عالم الموسيقى. وُلدت في 31 ديسمبر 1898 في قرية السنبلاوين بمحافظة دمياط في مصر، وكانت الأصغر بين إخوتها. تعتبر أم كلثوم من أسرة فقيرة، وكانت طفولتها مليئة بالتحديات، ولكن الفقر لم يثني إصرارها على تحقيق حلمها في عالم الغناء.
بدأت أم كلثوم مسيرتها الفنية في مجال الغناء في الفترة العشرينات من القرن الماضي، وتألقت بأدائها الاستثنائي وأصبحت نجمة لامعة في السماء الفنية. ومن بين معجبيها كان العديد من الفنانين والأدباء والشخصيات البارزة، وكان لها تأثير كبير على الثقافة والفن في الوطن العربي.
أم كلثوم لم تكتف بأداء الأغاني فقط، بل كان لها دور كبير في دعم القضايا الوطنية والاجتماعية. في أوقات الأزمات والتحديات التي مر بها الوطن العربي، قدمت أم كلثوم العديد من الأغاني التي ألهمت الناس وشجعتهم على التصدي للظروف الصعبة.
وعلى الرغم من شهرتها الكبيرة في الوطن العربي، إلا أن أم كلثوم تجاوزت الحدود الجغرافية وأصبحت معروفة عالميًا. حصلت على العديد من الجوائز والتكريمات، وكتبت عنها الصحف والمجلات العالمية بإعجاب، حيث وصفتها صحيفة “لوفيغارو” الفرنسية بأنها “شمس الأصيل” و”قيثارة الشرق”.
في فترة حياتها، كانت أم كلثوم تحظى بشعبية هائلة، وكانت حفلاتها تجذب جماهير ضخمة. استمرت مسيرتها الفنية حتى وفاتها في 3 فبراير 1975، ورغم رحيلها، إلا أن إرثها الفني لا يزال حيًا ومتجددًا، حيث يتابع الجمهور استماع أجيال متعاقبة إلى أغانيها الخالدة ويستمتع بفنها الرفيع والمميز.