8 أمور يكرهها الموظفون المميزون ويحب الموظفون السيئون القيام بها

في بيئة العمل المعاصرة، تبرز اختلافات واضحة بين الموظفين من حيث أدائهم، التزامهم، واحترافيتهم. الموظفون المميزون يتميزون بالإنتاجية العالية، المبادرة، والعمل بروح الفريق، بينما يميل الموظفون الأقل إنتاجية أو “السيئون” إلى تصرفات وأفعال تؤثر سلباً على بيئة العمل وفعالية الفريق. من المثير للاهتمام أن هناك مجموعة من الأمور التي يكرهها الموظفون المميزون، وتكون في نفس الوقت الأمور التي ينجذب إليها أو يمارسها الموظفون السيئون بشكل مستمر، مما يسبب فجوة كبيرة بين الفئتين. في هذا المقال سنتناول بعمق هذه الأمور الثمانية، مستعرضين أسباب كره الموظفين المميزين لها ولماذا ينجذب إليها الموظفون الأقل إنتاجية.

1. التهرب من المسؤولية والتراخي في أداء المهام

أول الأمور التي تكرهها بشدة الموظفون المميزون هي التهرب من المسؤولية والتأخر أو التراخي في إنجاز المهام المكلفين بها. الموظفون المميزون يتصفون بالجدية والمثابرة، ويرون أن الالتزام بالمواعيد وتحقيق الأهداف بدقة هو حجر الأساس لنجاح الفريق والشركة. بالمقابل، الموظفون السيئون غالبًا ما يتجنبون تحمل المسؤوليات الحقيقية، يتأخرون في تسليم الأعمال، ويتعاملون مع مهامهم بسلبية، مما يؤدي إلى انخفاض جودة العمل وتأخير المشاريع.

هذا السلوك يخلق توتراً بين الموظفين المميزين وزملائهم الذين لا يبذلون الجهد المطلوب، حيث يشعر المميزون أنهم يحملون عبء إضافياً ويتعرضون للظلم بسبب تقصير الآخرين.

2. نشر الطاقة السلبية والتذمر المستمر

من السمات التي تكرهها الموظفون المميزون بشكل كبير هي انتشار الطاقة السلبية بين زملائهم، وخاصة من الموظفين السيئين الذين يتذمرون باستمرار من الظروف، الإدارة، أو حتى زملاء العمل. الموظفون المميزون يدركون أهمية الحفاظ على جو عمل إيجابي محفز يدعم الإبداع والإنتاجية، بينما الموظفون السيئون يفضلون الاستسلام للتذمر، والانتقاد الدائم، وخلق جو سلبي قد يؤثر على معنويات الجميع.

الطاقة السلبية تقضي على الحماس وتعيق التعاون، لذلك يجد الموظفون المميزون صعوبة في التعامل مع زملاء ينشرون هذه الأجواء السامة.

3. عدم الالتزام بالقوانين والسياسات المؤسسية

الموظفون المميزون غالبًا ما يلتزمون بدقة بالقوانين والسياسات التي وضعتها المؤسسة لضمان نظام وشفافية في العمل. من الأمور التي يكرهونها بشدة هي وجود موظفين يتجاهلون هذه القوانين أو يحاولون التحايل عليها لتحقيق مصالح شخصية أو لتفادي الأعباء.

الموظفون السيئون يميلون إلى خرق القواعد، إما بتأخير الحضور، استخدام الموارد بشكل غير قانوني، أو عدم الالتزام بمعايير السلامة والجودة. هذا التهرب من الالتزام يضع الموظفين المميزين في موقف حرج ويؤثر سلباً على سمعة المؤسسة وجودة العمل.

4. المماطلة في التعاون الجماعي والعمل ضمن الفريق

العمل الجماعي والتعاون هو أحد أهم العوامل التي تميز الموظفين المميزين، حيث يرون أن النجاح لا يأتي من الجهود الفردية فقط، بل من تكامل الجهود والتعاون المثمر. الموظفون المميزون يكرهون المماطلة أو الامتناع عن المشاركة الفعالة في فرق العمل.

في المقابل، الموظفون السيئون يميلون إلى الانسحاب من العمل الجماعي، الامتناع عن تقديم الدعم لزملائهم، أو حتى خلق مشاكل داخل الفريق تؤدي إلى تعطيل سير العمل. عدم التعاون يسبب اضطرابات وتأخير في إنجاز المشاريع، ما يزعج الموظفين الذين يبذلون جهداً حقيقياً.

5. استخدام الأعذار والتبريرات الواهية

الموظفون المميزون لا يحبون سماع الأعذار والتبريرات التي لا أساس لها عند التأخير أو عدم إنجاز المهام، لأنهم يؤمنون بأهمية تحمل المسؤولية والعمل على إيجاد حلول بدلاً من الاختباء وراء أعذار واهية.

أما الموظفون السيئون، فغالبًا ما يستخدمون الأعذار كغطاء لتبرير تقصيرهم، سواء كانت أعذار تتعلق بالصحة، عبء العمل، أو ظروف خارجة عن إرادتهم. هذا النوع من السلوك يولد استياء كبير من جانب الموظفين المميزين الذين يرون أن الصراحة والصدق في التعامل مع المشكلات هو السبيل الوحيد للتقدم.

6. ضعف التواصل وعدم الشفافية

التواصل الفعال والشفافية في نقل المعلومات والمشاكل هو من العوامل التي يحرص عليها الموظفون المميزون بشدة، حيث يساهم ذلك في تفادي الكثير من المشاكل وتحسين سير العمل.

الموظفون السيئون عادةً ما يعانون من ضعف التواصل، سواء بعدم إفصاحهم عن معلومات مهمة أو تحاشيهم الحديث عن المشاكل الحقيقية. هذه السلوكيات تؤدي إلى سوء الفهم، تكرار الأخطاء، وإضعاف روح الفريق.

7. مقاومة التغيير وعدم تقبل التطور

المرونة وقابلية التكيف مع التغيير تعد من الصفات الأساسية للموظفين المميزين، الذين يدركون أن بيئة العمل دائمة التطور وتحتاج إلى تجديد مستمر في المهارات والأساليب.

الموظفون السيئون غالبًا ما يقاومون التغيير، ويرفضون تعلم مهارات جديدة أو اتباع أنظمة جديدة، مما يجعلهم عائقاً أمام تطور المؤسسة ونموها. هذا التعنت في القبول بالتغيير يسبب إحباطاً كبيراً للموظفين المميزين الذين يسعون دائمًا إلى تحسين الأداء.

8. الانخراط في النزاعات والشجارات الداخلية

من أكثر الأمور التي يكرهها الموظفون المميزون هي الانخراط في النزاعات الداخلية والشجارات غير البناءة بين الزملاء. هؤلاء الموظفون يفضلون بيئة عمل هادئة ومهنية تحفز على الإنجاز والتعاون.

الموظفون السيئون، على العكس، يميلون إلى إثارة الخلافات، المنافسات السلبية، والتوترات التي تعطل العمل وتهدر الوقت والجهد. مثل هذه النزاعات تؤدي إلى تقسيم الفريق وتقويض الانسجام بين أفراده، مما يؤثر على الإنتاجية العامة.

تأثير هذه التصرفات على بيئة العمل وأداء المؤسسة

تتجلى أهمية معرفة هذه الأمور الثمانية في تأثيرها المباشر على بيئة العمل وأداء المؤسسة ككل. فالموظفون المميزون يمثلون العمود الفقري لأي مؤسسة ناجحة، ويشكلون قوة دافعة للنمو والتطور. لكن وجود موظفين يمارسون التصرفات التي سبق ذكرها يعرقل هذه القوة، ويؤدي إلى تدني الأداء، زيادة معدلات الاستقالات، وانخفاض مستوى رضا العملاء.

عندما تتكرر هذه التصرفات السلبية، تبدأ بيئة العمل بفقدان روح التعاون والإيجابية، ويزداد الشعور بالإحباط بين الموظفين المجتهدين، مما يؤثر على إنتاجيتهم ويقلل من جودة النتائج. في المقابل، تعزيز القيم الإيجابية وتطبيق أنظمة صارمة للالتزام والانضباط يخلق بيئة صحية تحفز الجميع على العطاء والتفوق.

جدول توضيحي: مقارنة بين الموظفين المميزين والسيئين في الأمور التي يكرهونها / يحبونها

خطوات تعزيز بيئة عمل صحية تشجع الموظفين المميزين وتحد من تصرفات الموظفين السيئين

1. وضع معايير واضحة للسلوك والالتزام
   
   من الضروري أن تحدد المؤسسة معايير واضحة للسلوك والالتزام، بحيث تكون القواعد معلومة للجميع ويتم تطبيقها بشكل عادل وشفاف.

2. التدريب المستمر والتطوير المهني
   
   تعزيز المهارات المهنية والاجتماعية من خلال الدورات التدريبية يساعد الموظفين على التكيف مع التغيير وتحسين أدائهم.

3. تشجيع التواصل المفتوح والشفاف
   
   خلق قنوات اتصال واضحة وآمنة تتيح للموظفين التعبير عن آرائهم ومشاكلهم يساعد في حل النزاعات مبكراً ويعزز روح الفريق.

4. تقديم تحفيزات للمميزين
   
   مكافأة الموظفين المجتهدين والمتميزين بطرق مادية ومعنوية تعزز من ولائهم وتشجعهم على الاستمرار في تقديم أفضل ما لديهم.

5. معالجة سلوكيات الموظفين السيئين بحزم
   
   لا بد من اتخاذ إجراءات مناسبة عند ظهور تصرفات سلبية تؤثر على بيئة العمل، مثل التوجيه، التحذير، أو حتى الإجراءات التأديبية.

6. تعزيز ثقافة احترام الاختلافات والتنوع
   
   احترام تنوع الأفكار والشخصيات يساعد في بناء بيئة عمل متوازنة، ويحد من النزاعات والاحتكاكات غير الضرورية.

في الخلاصة، فهم الأمور التي يكرهها الموظفون المميزون والتي يحب الموظفون السيئون ممارستها هو أساس لتحسين بيئة العمل ورفع مستوى الإنتاجية. التركيز على تعزيز القيم الإيجابية، التواصل الجيد، والالتزام يمكن أن يحول أي مؤسسة إلى مكان عمل محفز يحقق أهدافه بكفاءة ويحتفظ بمواطنيه المميزين ويحد من تأثير الموظفين السيئين.

المصادر والمراجع

1. Robbins, S. P., & Judge, T. A. (2019). Organizational Behavior (18th Edition). Pearson.

2. Luthans, F. (2015). Organizational Behavior: An Evidence-Based Approach (12th Edition). McGraw-Hill Education.