أمور لا تطلبها من الموظفين

10 أمور يجب ألا تطلب من موظفيك فعلها

في بيئة العمل الحديثة التي تتسم بالتنافسية العالية والتغيرات السريعة، يلعب المديرون وأرباب العمل دوراً حيوياً في تحديد مدى نجاح أو فشل فرقهم. إن الإدارة الناجحة ليست فقط في وضع الأهداف وتحفيز الفرق، بل تتطلب أيضاً فهم الحدود الأخلاقية والمهنية التي يجب ألا تُتجاوز في التعامل مع الموظفين. هناك أفعال أو طلبات معينة يجب على المديرين تجنبها لتفادي الإضرار بالعلاقات المهنية أو التأثير سلباً على الأداء العام. هذا المقال يتناول عشر أمور يجب ألا يطلبها أي مدير أو مسؤول من موظفيه، مع شرح مفصل لأسباب هذا التوجيه وتأثيراته المحتملة.

1. طلب العمل خارج أوقات الدوام بدون تعويض مناسب

يُعتبر احترام الوقت الشخصي للموظف من أهم المبادئ التي تؤسس لبيئة عمل صحية ومتوازنة. طلب العمل الإضافي بشكل مستمر أو غير مبرر دون توفير تعويض مالي أو وقت راحة يعكس استغلالاً غير عادل للموظف، مما يسبب إحباطاً وتراجعاً في الإنتاجية. الدراسات أثبتت أن عدم احترام التوازن بين العمل والحياة الشخصية يؤدي إلى زيادة معدلات الإجهاد والانسحاب الوظيفي.

2. طلب العمل في مهام خارج نطاق الوصف الوظيفي بدون تدريب أو دعم

يجب على المديرين احترام حدود المهام المحددة لكل موظف، وعدم تحميلهم مسؤوليات لا يمتلكون المهارات أو التدريبات اللازمة لأدائها. فرض مهام جديدة دون تهيئة أو تدريب مسبق يعرض الموظف للإحباط ويضعه في موقف غير مريح قد يؤدي إلى أخطاء مهنية وتأثير سلبي على جودة العمل.

3. طلب الكتمان أو التستر على أخطاء أو مخالفات

يتطلب العمل في أي منظمة شفافية ومصداقية، وطلب الكتمان أو التستر على أخطاء قد تؤدي إلى مشاكل أكبر في المستقبل، بل قد يعرّض المنظمة لمخاطر قانونية وأخلاقية. المدير الناجح يشجع على التواصل المفتوح ومواجهة الأخطاء بحلول بناءة بدلاً من طلب التستر.

4. طلب العمل تحت ضغط نفسي أو تهديدات

فرض بيئة عمل تتسم بالضغط النفسي المفرط أو التهديد بالخصم أو الفصل هو من أسوأ الممارسات الإدارية التي يجب تجنبها. هذا النوع من التعامل يقلل من احترام الذات لدى الموظفين ويؤثر سلباً على الروح المعنوية، كما يزيد من معدلات الغياب والمرض.

5. طلب التنازل عن حقوق أو مزايا قانونية

لا يجوز لأي مدير أو مسؤول طلب التنازل عن الحقوق القانونية للموظف مثل الإجازات، التأمين الصحي، الأجور المستحقة، أو أية مزايا منصوص عليها في عقد العمل أو قوانين العمل المحلية. مثل هذه الطلبات غير قانونية وتضر بعلاقة الثقة بين الطرفين.

6. طلب تنفيذ أوامر غير أخلاقية أو غير قانونية

أي طلب يتعارض مع القيم الأخلاقية أو القوانين المعمول بها يجب أن يكون خارج حدود التوقعات. إجبار الموظف على القيام بأفعال مخالفة للقانون أو تتنافى مع مبادئ النزاهة يضر بالسمعة المهنية للمؤسسة وقد يؤدي إلى تبعات قانونية خطيرة.

7. طلب تجاهل مشاكل أو شكاوى الموظفين

تجاهل شكاوى الموظفين أو طلب عدم الإبلاغ عن مشاكل تنظيمية أو شخصية في بيئة العمل يُجهض فرص تطوير وتحسين بيئة العمل. يجب أن تكون هناك قنوات واضحة ومفتوحة للتواصل ومعالجة القضايا بشكل جدي، وعدم السماح لأي شخص بإسكات صوت الموظفين.

8. طلب العمل في ظروف صحية أو بيئية غير آمنة

الحفاظ على صحة وسلامة الموظفين من المسؤوليات الأساسية للإدارة. الطلب من الموظفين العمل في ظروف غير آمنة سواء من الناحية الصحية أو البيئية يعرّض حياتهم للخطر ويخالف قوانين الصحة والسلامة المهنية. الشركات التي تتجاهل ذلك تواجه خسائر مادية ومعنوية جسيمة.

9. طلب تقديم معلومات شخصية أو أسرية غير ضرورية

يجب احترام الخصوصية الشخصية للموظفين، وعدم طلب معلومات لا علاقة لها بالعمل مثل تفاصيل الحياة الأسرية، المعتقدات الدينية، أو الحالة الصحية إلا إذا كانت ضرورية وضمن إطار قانوني واضح. انتهاك الخصوصية يخلق بيئة عمل سلبية ويضعف الثقة بين الإدارة والموظفين.

10. طلب القيام بأعمال شخصية للمدير أو الزملاء خارج إطار العمل

من الشائع في بعض بيئات العمل أن يطلب المديرون أو حتى بعض الزملاء من الموظفين القيام بأعمال شخصية مثل المساعدة في شؤون خاصة أو مهام منزلية. مثل هذه الطلبات تخل بحدود العلاقة المهنية وتُعتبر استغلالاً غير مبرر لموقع الموظف، مما يسبب ضغوطاً إضافية وانعدام احترام.

أثر تجنب هذه الطلبات على بيئة العمل

عندما يحترم المدير حدود الطلبات الموجهة للموظفين، تنمو بيئة عمل مبنية على الثقة والاحترام المتبادل. هذا ينعكس إيجابياً على الأداء العام، حيث يشعر الموظفون بالراحة والأمان الوظيفي، مما يرفع مستوى الإبداع والإنتاجية. على العكس، فإن تجاوز هذه الحدود يؤدي إلى تدهور العلاقات المهنية، زيادة معدلات الاستقالات، والتأثير السلبي على سمعة المؤسسة.

جدول يوضح الفرق بين الطلبات المقبولة وغير المقبولة

الخلاصة

تُعد الإدارة الرشيدة للموارد البشرية عاملاً أساسياً في نجاح أي مؤسسة، وتتطلب معرفة دقيقة بما يمكن طلبه من الموظفين وما يجب الامتناع عنه. تجنب طلب الأمور العشرة المذكورة أعلاه يعزز من بيئة العمل الصحية ويساهم في بناء علاقة إيجابية بين الإدارة والموظفين، مما يضمن استدامة الإنتاجية وتحقيق الأهداف المؤسسية على المدى الطويل.

المصادر والمراجع

• كتاب “إدارة الموارد البشرية: النظرية والتطبيق” – تأليف د. محمد عبد العزيز

• تقرير منظمة العمل الدولية (ILO) عن حقوق الموظفين وبيئة العمل، 2022