دواء “أمفيتامين / ديكستروأمفيتامين” (Amphetamine / Dextroamphetamine) هو أحد الأدوية الشائعة التي تُستخدم بشكل رئيسي لعلاج اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD). يعتبر هذا الدواء من الأدوية المنبهة التي تعمل على تحسين التركيز والانتباه والتحكم في السلوك، مما يجعله علاجًا فعالًا للأشخاص الذين يعانون من صعوبة في الانتباه أو التركيز، إلى جانب التقليل من فرط النشاط والاندفاعية. ورغم فوائده، إلا أن هناك العديد من الآراء المتباينة من قبل المرضى حول تأثيره الجانبي، وهو ما يتطلب من الأطباء والمختصين تقييم الفوائد مقابل المخاطر لكل حالة على حدة.
كيف يعمل دواء “أمفيتامين / ديكستروأمفيتامين”؟
ينتمي دواء “أمفيتامين / ديكستروأمفيتامين” إلى فئة الأدوية المنبهة للجهاز العصبي المركزي. يعمل عن طريق زيادة مستويات بعض المواد الكيميائية في الدماغ، مثل الدوبامين والنورإبينفرين، وهما ناقلان عصبيان يلعبان دورًا مهمًا في تنظيم التركيز والانتباه. من خلال تحسين هذه المواد الكيميائية في الدماغ، يمكن للدواء أن يساعد المرضى على تحسين قدرتهم على التركيز وإتمام المهام اليومية بشكل أكثر فعالية.
استخدام الدواء في علاج اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD)
يُستخدم دواء “أمفيتامين / ديكستروأمفيتامين” بشكل أساسي في علاج اضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD)، وهو حالة تؤثر على الأطفال والبالغين على حد سواء، حيث يعانون من صعوبة في التركيز والانتباه ويميلون إلى الاندفاعية والنشاط الزائد. يعتبر الدواء فعالًا في تحسين هذه الأعراض، ويساهم في رفع مستوى التركيز وتقليل تشتت الانتباه.
في بعض الحالات، قد يُستخدم أيضًا في علاج حالات أخرى مثل النوم المفرط (النوم القهري) أو السمنة، ولكن بشكل أساسي يتم استخدامه لعلاج ADHD.
الجرعة والاستخدام
تتفاوت جرعة دواء “أمفيتامين / ديكستروأمفيتامين” حسب استجابة كل مريض، وتكون عادة في شكل أقراص تؤخذ عن طريق الفم. في حالة اضطراب ADHD، يتم تحديد الجرعة الأولى غالبًا بـ 5 ملغ أو 10 ملغ، ويمكن زيادتها تدريجيًا حسب استجابة المريض. في بعض الحالات، قد يتطلب الأمر تغيير الجرعة لتحديد الجرعة المثلى التي تناسب المريض مع تقليل الأعراض الجانبية.
عند التقييم الطبي، يتم تحديد الجرعة بناءً على الحالة الصحية العامة للمريض، وكذلك مدى تحمل الجسم للدواء. في بعض الحالات قد يوصي الطبيب بتقليل الجرعة إذا ظهرت أي آثار جانبية غير مرغوب فيها.
تأثيرات جانبية للدواء
رغم فعالية دواء “أمفيتامين / ديكستروأمفيتامين” في علاج ADHD، إلا أن هناك بعض التأثيرات الجانبية التي يمكن أن تظهر مع استخدامه، وهو ما يعكس وجهات النظر المتباينة للمرضى حول فاعلية الدواء. من بين التأثيرات الجانبية الأكثر شيوعًا التي ذكرها العديد من المرضى:
-
فقدان الشهية: يعد فقدان الشهية من الآثار الجانبية الشائعة التي يعاني منها الكثير من المرضى عند تناول هذا الدواء. قد يسبب انخفاضًا في الرغبة في تناول الطعام، مما قد يؤدي إلى فقدان الوزن بشكل غير مقصود.
-
جفاف الفم: من الأعراض الأخرى التي يلاحظها المرضى جفاف الفم، مما قد يسبب شعورًا غير مريح ويزيد من الحاجة إلى شرب الماء باستمرار.
-
الصداع: يعاني بعض المرضى من صداع مزمن أو صداع نصفي نتيجة لاستخدام الدواء.
-
ضعف الانتصاب: من الآثار الجانبية التي ذكرها بعض المرضى هي ضعف الانتصاب أو انخفاض الرغبة الجنسية، مما قد يؤثر على الحياة الجنسية.
-
التعرق المفرط: قد يلاحظ المرضى زيادة في التعرق بشكل غير طبيعي، وهو ما قد يكون مزعجًا خاصة في الحالات التي تتطلب الجهد البدني أو في الأوقات الحارة.
-
الضعف والتشنجات العضلية: يعاني بعض المرضى من الشعور بالضعف العام أو التشنجات العضلية نتيجة لاستخدام الدواء.
-
الدوخة والإرهاق: قد يعاني بعض المرضى من الشعور بالدوار أو الإرهاق، خاصة عند بداية العلاج أو عند زيادة الجرعة.
مراجعة المرضى وفعالية الدواء
أحد المراجعات التي أُدرجت من قبل أحد المرضى تقول: “تم وصف لي 20 ملغ مرتين يوميًا. لقد كنت على هذا العلاج لمدة شهرين الآن وأنا أفكر في إيجابيات وسلبيات استخدامه. عدت لاستخدام 20 ملغ مرة واحدة في الصباح فقط، حيث كان 2 × 20 ملغ كثيرًا بالنسبة لي. لا شك أن الدواء يساعد في التركيز والذاكرة، ويجعلني أكثر انفتاحًا، ولكن هذا يأتي على حساب فقدان الشهية، وضعف الانتصاب، وجفاف الفم، والصداع، والضعف العام، وتشنجات العضلات، والتعرق، وبعض المشاكل الأخرى المزعجة. لم تكن هذه المرة الأولى لي مع هذا النوع من الأدوية أو المجموعة نفسها، فهي فعالة لمجموعة من مشكلاتي، لكنها تحمل تكلفة. لست متأكدًا مما إذا كنت أرغب في استعادة التركيز وعملية التفكير على حساب تأثيراتها الجانبية.” وبناءً على هذه التجربة الشخصية، يمكن ملاحظة أن المريض قد سجل تقييمًا للدواء قدره 5 من 10، مما يعكس مستوى من الرضا المختلط.
تقييم الفعالية والتوصية
الدواء مُعتمد من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) منذ 20 أغسطس 2016، مما يجعله جزءًا من العلاجات المعترف بها لاضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD). مع أن فعاليته تُعتبر عالية في تحسين التركيز والانتباه، إلا أن تأثيراته الجانبية تتطلب توخي الحذر، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية أخرى مثل مشاكل القلب أو ارتفاع ضغط الدم.
تم وصف هذا الدواء في العديد من الحالات (حوالي ثلاث مرات وفقًا للإحصائيات)، ويجب أن يتم وصفه من قبل الطبيب المختص بعد التقييم الدقيق لحالة المريض. الأطباء غالبًا ما يقومون بمراقبة تأثيراته الجانبية بشكل دوري ويعدلون الجرعة بناءً على احتياجات المريض.
الختام
يعتبر دواء “أمفيتامين / ديكستروأمفيتامين” أحد العلاجات الفعالة لاضطراب نقص الانتباه مع فرط النشاط (ADHD)، ولكنه لا يخلو من الآثار الجانبية التي قد تؤثر على المرضى بشكل مختلف. ينصح المرضى الذين يستخدمون هذا الدواء بمراجعة الطبيب في حال حدوث أي آثار جانبية غير مرغوب فيها، كما يجب على الأطباء توجيه المرضى إلى أساليب للتعامل مع هذه الآثار لتوفير العلاج الأمثل لهم.