أمراض شائعة أثناء الحمل

أمراض تتعرض لها المرأة خلال فترة الحمل

الحمل فترة مهمة في حياة المرأة، حيث تطرأ تغيرات هرمونية وفسيولوجية كبيرة على جسدها. هذه التغيرات تؤثر على مختلف أجهزة الجسم، مما قد يعرض المرأة إلى بعض الأمراض أو المضاعفات الصحية التي يمكن أن تؤثر على راحتها أو حتى على صحة الجنين. من خلال هذا المقال، سوف نتناول ثلاثة من أبرز الأمراض التي قد تتعرض لها المرأة خلال فترة الحمل، وهي السكري الحملي، ارتفاع ضغط الدم الحملي، وفقر الدم، مع شرح أسبابها، أعراضها، طرق الوقاية والعلاج المتاحة.

1. السكري الحملي

تعريف السكري الحملي:
السكري الحملي هو نوع من أنواع مرض السكري الذي يحدث أثناء فترة الحمل، ويصيب النساء اللواتي لم يكن يعانين من مرض السكري قبل الحمل. يحدث السكري الحملي عندما يواجه الجسم صعوبة في استخدام الأنسولين بشكل صحيح بسبب التغيرات الهرمونية التي تحدث أثناء الحمل. في هذا النوع من السكري، ترتفع مستويات السكر في الدم بشكل غير طبيعي مما قد يؤدي إلى مضاعفات صحية.

أسباب السكري الحملي:

• زيادة مستويات هرمونات الحمل، مثل الاستروجين والبروجستيرون، التي تؤثر على قدرة الأنسولين على أداء وظيفته بشكل فعال.

• زيادة الوزن أو السمنة قبل الحمل.

• عوامل وراثية حيث قد يزيد وجود تاريخ عائلي للسكري من احتمالية الإصابة.

• الحمل في سن متقدمة.

• وجود تاريخ سابق للإصابة بالسكري الحملي في حمل سابق.

أعراض السكري الحملي:

• زيادة العطش.

• كثرة التبول.

• التعب والإرهاق غير المعتاد.

• الغثيان والدوخة.

• صعوبة في التركيز.

علاج السكري الحملي:

• متابعة مستويات السكر في الدم: يعد قياس مستويات السكر بانتظام أمرًا ضروريًا، حيث يساعد على ضبط مستوى السكر في الدم وتجنب المضاعفات.

• النظام الغذائي: يتطلب السكري الحملي الالتزام بنظام غذائي متوازن يحتوي على كميات مناسبة من الكربوهيدرات والدهون الصحية.

• التمارين الرياضية: يمكن للتمارين المعتدلة أن تساعد في تحسين استجابة الجسم للأنسولين وتقليل مستويات السكر في الدم.

• الأدوية: في بعض الحالات، قد يحتاج المرضى إلى استخدام الأنسولين للتحكم في مستويات السكر في الدم، خاصةً إذا لم تكن الحمية الغذائية والتمارين الرياضية كافية.

المضاعفات المحتملة:

• زيادة حجم الجنين، مما يزيد من خطر الولادة القيصرية.

• ارتفاع ضغط الدم الحملي.

• زيادة احتمالية الإصابة بالسكري من النوع الثاني في المستقبل.

2. ارتفاع ضغط الدم الحملي

تعريف ارتفاع ضغط الدم الحملي:
ارتفاع ضغط الدم الحملي هو حالة تحدث عندما يرتفع ضغط الدم عند المرأة الحامل بعد الأسبوع العشرين من الحمل. يمكن أن تكون هذه الحالة مؤقتة وتختفي بعد الولادة، ولكنها قد تؤدي أيضًا إلى حدوث تسمم حمل في حالات أكثر خطورة. تتراوح درجة خطورة هذه الحالة بين حالات بسيطة تكون فيها الأعراض غير واضحة وحالات أكثر تعقيدًا مثل تسمم الحمل، الذي يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات صحية شديدة.

أسباب ارتفاع ضغط الدم الحملي:

• الوراثة: قد تلعب الجينات دورًا في حدوث هذه الحالة، حيث تزداد احتمالية الإصابة إذا كانت هناك حالات سابقة في العائلة.

• السمنة: النساء اللواتي يعانين من زيادة الوزن قبل الحمل قد يكن أكثر عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم الحملي.

• الحمل المتعدد: زيادة احتمالية الإصابة في حالات الحمل بتوأم أو أكثر.

• أمراض سابقة: مثل أمراض الكلى أو أمراض القلب.

• السن: النساء اللاتي يحملن في سن متقدمة أو في سن مبكر قد يكن أكثر عرضة.

أعراض ارتفاع ضغط الدم الحملي:

• صداع شديد.

• تورم في اليدين والقدمين.

• رؤية ضبابية أو رؤية “ومضات” ضوء.

• ألم في الجزء العلوي من البطن.

• غثيان وقيء.

علاج ارتفاع ضغط الدم الحملي:

• الراحة: تقليل النشاط البدني والراحة التامة خاصة إذا كانت الأعراض تتفاقم.

• الأدوية: قد يصف الطبيب أدوية لخفض ضغط الدم إذا كانت الأعراض شديدة.

• المراقبة المستمرة: يتطلب ارتفاع ضغط الدم الحملي متابعة منتظمة لقياسات ضغط الدم وتحليل البول للتأكد من عدم حدوث مضاعفات أخرى مثل البروتين في البول.

• الولادة المبكرة: في بعض الحالات، قد يقرر الطبيب إجراء الولادة المبكرة إذا كانت الحالة تهدد صحة الأم أو الجنين.

المضاعفات المحتملة:

• حدوث تسمم الحمل، وهو عبارة عن تراكم البروتين في البول وارتفاع ضغط الدم بشكل شديد قد يهدد حياة الأم والجنين.

• زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية في المستقبل.

• مشاكل في نمو الجنين أو حدوث تأخر في نموه بسبب قلة تدفق الدم إلى المشيمة.

3. فقر الدم (أنيميا الحمل)

تعريف فقر الدم:
فقر الدم هو حالة تتمثل في انخفاض عدد خلايا الدم الحمراء أو انخفاض مستويات الهيموغلوبين في الدم. يساهم الهيموغلوبين في نقل الأوكسجين إلى خلايا الجسم، وعندما يكون مستواه منخفضًا، يؤدي ذلك إلى نقص الأوكسجين في الأنسجة. يحدث فقر الدم بشكل شائع أثناء الحمل بسبب زيادة حجم الدم، مما يقلل من تركيز الهيموغلوبين.

أسباب فقر الدم أثناء الحمل:

• نقص الحديد: يعد نقص الحديد السبب الأكثر شيوعًا لفقر الدم أثناء الحمل، حيث يزيد الجسم من حجم الدم خلال الحمل، مما يتطلب المزيد من الحديد.

• نقص الفولات (حمض الفوليك): قد يؤدي نقص حمض الفوليك إلى قلة إنتاج خلايا الدم الحمراء.

• نقص فيتامين ب12: قد يكون هناك نقص في فيتامين ب12 بسبب قلة تناول الأطعمة الغنية به، مثل اللحوم والأسماك.

• الإصابة بأمراض مزمنة: مثل اضطرابات النزيف أو أمراض الكلى.

أعراض فقر الدم:

• الشعور بالتعب والإرهاق الشديد.

• شحوب الجلد.

• ضيق التنفس.

• سرعة ضربات القلب.

• الدوخة والدوار.

• الصداع المستمر.

علاج فقر الدم:

• مكملات الحديد: يجب أن تأخذ المرأة الحامل مكملات الحديد تحت إشراف طبي لتعويض النقص.

• الأطعمة الغنية بالحديد: مثل اللحوم الحمراء، الدواجن، الأسماك، والخضروات الورقية.

• مكملات حمض الفوليك وفيتامين ب12: لتعزيز إنتاج خلايا الدم الحمراء.

• الراحة: يساعد الحصول على قسط كافٍ من الراحة في تحسين مستويات الطاقة وتخفيف الأعراض.

المضاعفات المحتملة:

• الولادة المبكرة.

• انخفاض وزن الجنين عند الولادة.

• زيادة احتمالية حدوث نزيف بعد الولادة.

الخاتمة

تعتبر فترة الحمل من الفترات الحساسة التي تحتاج إلى اهتمام ورعاية خاصة من الأم والمختصين. الأمراض التي قد تصيب المرأة خلال الحمل مثل السكري الحملي، ارتفاع ضغط الدم، وفقر الدم ليست نادرة، ولكن من خلال التشخيص المبكر والعلاج المناسب، يمكن تقليل تأثيرها على صحة الأم والجنين. الفحص الطبي المنتظم، واتباع نظام غذائي متوازن، وممارسة الرياضة بشكل معتدل تعد من العوامل الأساسية للحفاظ على صحة الأم والجنين على حد سواء.