أمراض تؤدي لاضطراب البصر

الأمراض المسببة لاضطراب البصر

تعد صحة العين والبصر من العوامل الأساسية التي تؤثر بشكل كبير على جودة الحياة اليومية للفرد. ويُعتبر اضطراب البصر من المشاكل الشائعة التي يمكن أن تؤثر على الأشخاص في مراحل عمرية مختلفة، بدءًا من الأطفال وصولاً إلى كبار السن. تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى ضعف أو اضطراب البصر، من بينها الأمراض الوراثية، الحوادث، الشيخوخة، بالإضافة إلى بعض الأمراض المزمنة التي قد تؤثر على العين.

1. الزرق (Glaucoma)

يُعد الزرق أو “الجلوكوما” من الأمراض الخطيرة التي تؤدي إلى تلف العصب البصري نتيجة زيادة ضغط العين. يتسبب هذا المرض في تدهور تدريجي للرؤية إذا لم يتم اكتشافه وعلاجه في مراحله المبكرة. يمكن أن يحدث الزرق نتيجة تراكم السوائل داخل العين، مما يؤدي إلى زيادة الضغط الذي يضر بالعصب البصري، المسؤول عن إرسال الإشارات من العين إلى الدماغ.

يوجد نوعان رئيسيان من الزرق: الزرق المفتوح الزاوية والزرق المغلق الزاوية. النوع الأول هو الأكثر شيوعًا ويتميز بزيادة الضغط داخل العين بشكل بطيء تدريجي دون أن يشعر المريض بالألم، بينما النوع الثاني قد يسبب ألمًا حادًا في العين ويستدعي علاجًا فوريًا.

2. إعتام عدسة العين (Cataract)

إعتام عدسة العين هو مرض يحدث عندما تصبح عدسة العين غائمة أو ضبابية، مما يؤدي إلى انخفاض القدرة على الرؤية بوضوح. يعد إعتام عدسة العين من أبرز الأمراض المرتبطة بالشيخوخة، حيث يصيب حوالي 50% من الأشخاص فوق سن الـ 65 عامًا. يمكن أن يبدأ إعتام العدسة بشكل بطيء ويؤدي إلى تدهور الرؤية على مدى سنوات، مما يجعل الأنشطة اليومية مثل القيادة أو القراءة صعبة. في الحالات المتقدمة، يمكن أن يؤدي إلى فقدان الرؤية بشكل كامل.

3. الضمور البقعي المرتبط بالعمر (Age-related Macular Degeneration – AMD)

الضمور البقعي هو مرض يصيب الجزء الأوسط من الشبكية المسؤولة عن الرؤية المركزية، والمعروفة بالبقعة المركزية. يعد هذا المرض من أبرز الأسباب التي تؤدي إلى ضعف الرؤية لدى كبار السن، ويؤثر بشكل رئيسي على القدرة على رؤية التفاصيل الدقيقة. ينقسم إلى نوعين رئيسيين: الضمور الجاف والضمور الرطب. النوع الجاف هو الأكثر شيوعًا ويحدث نتيجة تدهور تدريجي في الخلايا الموجودة في البقعة المركزية. أما النوع الرطب فيتسبب في نمو أوعية دموية غير طبيعية تحت الشبكية مما يؤدي إلى تسرب السوائل والدماء وبالتالي تدهور الرؤية بسرعة.

4. اعتلال الشبكية السكري (Diabetic Retinopathy)

يُعتبر اعتلال الشبكية السكري من المضاعفات الشائعة لمرض السكري، ويحدث عندما يؤدي ارتفاع مستويات السكر في الدم إلى تلف الأوعية الدموية في شبكية العين. مع مرور الوقت، يمكن أن يتسبب ذلك في تسرب السوائل أو نزيف الأوعية الدموية، مما يؤثر على الرؤية ويؤدي إلى ضعفها. في المراحل المتقدمة، يمكن أن يتسبب هذا المرض في فقدان دائم للبصر إذا لم يتم السيطرة على مستويات السكر في الدم وعلاج الاعتلال بشكل مناسب.

5. الترشيح البصري (Retinal Detachment)

يعد انفصال الشبكية حالة طارئة تتطلب علاجًا فوريًا، حيث ينفصل جزء من الشبكية عن الجدار الخلفي للعين. قد يحدث هذا بسبب تمزق في الشبكية، مما يسمح للسائل بالمرور تحتها، مما يتسبب في انفصالها. يعاني المرضى من أعراض مثل رؤية ومضات ضوء أو شعور بوجود ظل في مجال الرؤية. في حالة عدم علاج الترشيح البصري بسرعة، يمكن أن يؤدي ذلك إلى فقدان دائم للرؤية.

6. الاستجماتيزم (Astigmatism)

الاستجماتيزم هو عيب في انكسار الضوء في العين، مما يؤدي إلى ضبابية أو تشوش الرؤية. يحدث الاستجماتيزم بسبب انحناء غير منتظم في القرنية أو العدسة، مما يجعل الضوء ينكسر بشكل غير متساوٍ عند دخول العين. يؤدي ذلك إلى صعوبة في الرؤية بوضوح، سواء كانت رؤية قريبة أو بعيدة. يمكن أن يصاب الأشخاص المصابون بالاستجماتيزم بجفاف العين، الصداع، والإجهاد البصري.

7. العمى الليلي (Night Blindness)

العمى الليلي هو حالة تؤدي إلى ضعف الرؤية في الإضاءة المنخفضة أو في الظلام. يسبب هذا الاضطراب صعوبة في الرؤية أثناء القيادة ليلاً أو في الأماكن ذات الإضاءة المنخفضة. يعتبر العمى الليلي من الأعراض المصاحبة لبعض الحالات المرضية مثل نقص فيتامين A، اعتلال الشبكية الوراثي، أو الأمراض التي تؤثر على الشبكية مثل التصلب المتعدد.

8. التنكس العصبي البصري (Optic Neuropathy)

يحدث التنكس العصبي البصري عندما يتعرض العصب البصري للتلف نتيجة لأسباب متعددة مثل الإصابات، التهاب الأعصاب، أو نقص التروية الدموية. في هذه الحالة، يحدث تدهور تدريجي في الرؤية المركزية أو الجانبية، وقد يكون التدهور سريعًا أو بطيئًا حسب السبب. يُعد التنكس العصبي البصري من الحالات التي قد تؤدي إلى فقدان البصر بشكل دائم إذا لم يتم علاجها بسرعة.

9. التهاب العصب البصري (Optic Neuritis)

التهاب العصب البصري هو حالة التهابية تؤثر على العصب البصري، ويمكن أن يؤدي إلى فقدان مؤقت أو دائم للرؤية. يحدث التهاب العصب البصري بسبب أمراض المناعة الذاتية مثل التصلب المتعدد أو نتيجة للإصابة بعدوى فيروسية. يصاحب هذا الالتهاب عادةً ألم في العين وفقدان مفاجئ للرؤية في عين واحدة، وقد يتطلب العلاج بالأدوية المناعية أو الستيرويدات.

10. الأمراض الوراثية (Genetic Disorders)

بعض الاضطرابات البصرية قد تكون وراثية، مثل الحول، الزرق الوراثي، والضمور البقعي الوراثي. هذه الأمراض يمكن أن تظهر في مراحل عمرية مبكرة وتؤدي إلى تدهور تدريجي في الرؤية. قد تشمل الأعراض رؤية مزدوجة، صعوبة في الرؤية في الضوء الساطع، أو تراجع الرؤية بشكل تدريجي. تتطلب هذه الحالات غالبًا التشخيص المبكر والعلاج المستمر.

11. العيون الجافة (Dry Eye Syndrome)

يعد جفاف العين من المشاكل الشائعة التي تؤثر على قدرة الشخص على الرؤية بشكل طبيعي. يحدث جفاف العين عندما تكون الغدد المنتجة للدموع غير قادرة على إفراز كمية كافية من الدموع لترطيب العين بشكل مناسب. يؤدي ذلك إلى الشعور بالحكة والتهيج في العين، ويمكن أن يسبب أيضًا تشوشًا في الرؤية، خصوصًا أثناء القراءة أو استخدام الكمبيوتر.

12. الحول (Strabismus)

الحول هو حالة يحدث فيها عدم محاذاة العينين بشكل صحيح، مما يؤدي إلى رؤية مزدوجة أو تشوش في الرؤية. يمكن أن يكون الحول ناتجًا عن ضعف في العضلات التي تتحكم في حركة العين، وقد يؤثر على الرؤية الثنائية (ثنائية العين). يحدث الحول في الأطفال والبالغين على حد سواء، وقد يتطلب علاجًا من خلال التمارين البصرية أو الجراحة.

13. التمزق الشبكي (Retinal Tear)

التمزق الشبكي يحدث عندما يتسبب الضغط الزائد في العين في حدوث تمزق في الشبكية، مما يعرض الشخص لخطر انفصال الشبكية. قد يصاحبه رؤية ومضات ضوء أو ظهور ظلال في مجال الرؤية. يتطلب العلاج الفوري لمنع تدهور الحالة وفقدان البصر بشكل دائم.

14. الورم العصبي البصري (Optic Nerve Glioma)

الورم العصبي البصري هو نوع من الأورام التي تنشأ في العصب البصري، ويمكن أن يتسبب في ضعف الرؤية بشكل تدريجي. قد يحدث هذا الورم نتيجة لأسباب وراثية أو بسبب عوامل بيئية. يعتمد العلاج على نوع الورم وحجمه، وقد يتطلب علاجًا جراحيًا أو إشعاعًا.

الخاتمة

يعد اضطراب البصر من الحالات الصحية التي تؤثر على حياة ملايين الأشخاص حول العالم، وقد تتراوح أسبابها بين الحالات البسيطة مثل الاستجماتيزم إلى الحالات المعقدة التي تؤدي إلى فقدان كامل للبصر. على الرغم من أن بعض الأمراض تكون وراثية، إلا أن العوامل البيئية وأسلوب الحياة قد يكون لها دور كبير في تطور بعض هذه الأمراض. مع التقدم الطبي، يمكن الوقاية من بعض الحالات، بينما يمكن علاج أخرى بشكل فعال إذا تم تشخيصها في وقت مبكر.