أمراض الشتاء الشائعة وعلاجها

أمراض الشتاء: الإنفلونزا، الزكام، التهابات الحلق والمفاصل، البرد

تعتبر الأمراض الشتوية من أكثر المشاكل الصحية شيوعًا خلال موسم البرد، حيث تتعدد الأنواع المختلفة للأمراض التي تصيب الأشخاص خلال هذه الفترة. تتنوع هذه الأمراض بين الفيروسية والبكتيرية، وتنتشر بشكل كبير بسبب تغيرات الطقس وانخفاض درجات الحرارة. في هذا المقال، سنستعرض أشهر أمراض الشتاء مثل الإنفلونزا، الزكام، التهابات الحلق والمفاصل، بالإضافة إلى تأثيرات البرد الشديد على الصحة العامة.

الإنفلونزا: مرض الشتاء الأكثر شهرة

الإنفلونزا من أكثر الأمراض الشتوية التي تصيب الأفراد بشكل واسع، وتنتقل بشكل رئيسي عبر الهواء عندما يقوم شخص مريض بالعطس أو السعال. يسبب هذا الفيروس أعراضًا شديدة تتراوح من الحمى والسعال إلى الإرهاق الشديد وآلام العضلات. هناك أنواع متعددة من فيروس الإنفلونزا، ويجب أن يكون الأفراد على دراية بأن الفيروس يمكن أن يتغير من سنة إلى أخرى، مما يجعل الحصول على لقاح الإنفلونزا السنوي أمرًا ضروريًا.

أعراض الإنفلونزا

• الحمى: تعد الحمى أحد الأعراض الأكثر شيوعًا، حيث ترتفع درجة حرارة الجسم إلى ما فوق 38 درجة مئوية.

• السعال الجاف: يرافق الإنفلونزا سعال مستمر غالبًا ما يكون جافًا وقد يصاحبه ألم في الحلق.

• الآلام العضلية والمفصلية: يشعر المصاب بالإنفلونزا بآلام شديدة في العضلات والمفاصل.

• التعب الشديد: يمكن أن يعاني المريض من ضعف شديد وإرهاق.

• احتقان الأنف وصداع: عادة ما يصاحب الإنفلونزا شعور بالاحتقان في الأنف مع صداع شديد.

تستمر أعراض الإنفلونزا عادة من 5 إلى 7 أيام، ولكن في بعض الحالات قد تستمر لفترة أطول إذا لم تتم معالجة الحالة بشكل سريع. ويعتبر كبار السن، الأطفال، والمرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل أمراض القلب أو الرئة الأكثر عرضة للمضاعفات الخطيرة التي قد تنتج عن الإنفلونزا مثل التهاب الرئتين.

العلاج والوقاية

يمكن الوقاية من الإنفلونزا بشكل كبير من خلال التطعيم السنوي الذي يعزز مناعة الجسم ضد الفيروسات التي قد تنتشر في ذلك العام. في حال الإصابة بالإنفلونزا، فإن العلاج يعتمد في الغالب على مسكنات الألم وخافضات الحرارة مثل الباراسيتامول أو الإيبوبروفين. كما يمكن استخدام أدوية مضادة للفيروسات مثل الأوسيلتاميفير في حال تم تشخيص المرض مبكرًا.

الزكام: أخف الأعراض وأسرعها انتشارًا

الزكام هو واحد من أكثر الأمراض الشتوية انتشارًا ويعد من الإصابات الفيروسية الخفيفة التي تؤثر على الجهاز التنفسي العلوي. يسبب الزكام فيروس يسمى “فيروسات الأنف”، ويعتبر أقل خطورة من الإنفلونزا، ولكن قد يسبب إزعاجًا كبيرًا بسبب أعراضه المزعجة مثل انسداد الأنف وسيلانه.

أعراض الزكام

• احتقان الأنف: يحدث انسداد في الأنف ويصاحبه إفرازات مخاطية قد تكون مائية أو سميكة.

• السعال والعطس: يتسبب الزكام في العطس المتكرر والسعال الذي يكون غالبًا جافًا.

• التعب الخفيف: يشعر المصاب بالتعب والإرهاق، ولكنه لا يكون بنفس الشدة كما في الإنفلونزا.

• آلام خفيفة في الحلق: قد يشعر البعض بحكة أو التهاب طفيف في الحلق.

• صداع خفيف: قد يحدث صداع بسيط بسبب انسداد الأنف وضغط الجيوب الأنفية.

عادة ما يختفي الزكام من تلقاء نفسه خلال أسبوع إلى عشرة أيام. ويعتمد العلاج على تخفيف الأعراض باستخدام الأدوية المسكنة للألم مثل مسكنات الصداع ومزيلات الاحتقان مثل بخاخات الأنف.

العلاج والوقاية

لا يوجد علاج شافٍ للزكام، بل يتم التعامل مع الأعراض فقط. شرب السوائل بكثرة والراحة الكافية يساعدان على التعافي بسرعة. يمكن أيضًا استخدام غسولات الأنف المالحة لتخفيف الاحتقان. أما الوقاية فتتمثل في تجنب التعرض للأشخاص المصابين بالزكام والحرص على النظافة الشخصية، مثل غسل اليدين بشكل مستمر.

التهابات الحلق: تهيج الفم والحلق بسبب البرد والفيروسات

تعتبر التهابات الحلق من الأعراض الشائعة في الشتاء، وهي غالبًا ما تكون نتيجة الإصابة بفيروسات أو بكتيريا. عادة ما تترافق مع الزكام أو الإنفلونزا، وتسبب ألمًا شديدًا في منطقة الحلق.

أسباب التهاب الحلق

• الفيروسات: مثل فيروسات الزكام والإنفلونزا التي تسبب التهابات في الحلق.

• البكتيريا: مثل بكتيريا “الستريبتوكوك” التي تسبب التهاب الحلق الجرثومي.

• التعرض للهواء البارد والجاف: حيث يساهم البرد في جفاف الحلق وتسببه في تهيج الأنسجة المخاطية في الحنجرة.

أعراض التهاب الحلق

• ألم الحلق: أحد الأعراض الرئيسية التي قد تتراوح شدته من خفيف إلى شديد.

• صعوبة في البلع: قد يشعر المريض بالألم عند بلع الطعام أو حتى السوائل.

• تورم الغدد الليمفاوية: قد تلاحظ بعض التورم في الغدد الموجودة في منطقة الرقبة.

• حكة أو إحساس بالحرقان: يشعر بعض الأشخاص بحكة أو إحساس بالحرقان في الحلق.

العلاج والوقاية

عادة ما يتطلب التهاب الحلق الراحة وتناول السوائل الدافئة لتخفيف الألم. في حالة التهاب الحلق الجرثومي، يجب تناول المضادات الحيوية التي يصفها الطبيب. أما الوقاية فتتمثل في تجنب التعرض للهواء البارد والموارد المعدية مثل المرضى.

التهاب المفاصل في الشتاء: ألم إضافي بسبب البرد

تعتبر آلام المفاصل من الأعراض التي تزداد حدة في فصل الشتاء، خاصة بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من أمراض مثل التهاب المفاصل أو هشاشة العظام. ينتج عن البرد زيادة في الشد العضلي وتباطؤ في تدفق الدم إلى المفاصل، مما يزيد من شعور الشخص بالألم.

أسباب آلام المفاصل في الشتاء

• البرودة الشديدة: تؤدي درجات الحرارة المنخفضة إلى تقلص الأوعية الدموية مما يسبب قلة تدفق الدم إلى الأطراف والمفاصل.

• التغيرات الجوية: التغيرات في الضغط الجوي والرطوبة قد تؤدي إلى زيادة الالتهاب في المفاصل.

علاج آلام المفاصل

• الدفء والراحة: يساعد تدفئة المفاصل على تقليل الألم وتخفيف التورم.

• الأدوية: مثل مسكنات الألم والمضادات الالتهابية غير الستيرويدية.

• العلاج الطبيعي: يمكن أن يساعد العلاج الطبيعي في تقوية العضلات المحيطة بالمفاصل وتحسين مرونتها.

البرد: التأثير العام على الجسم

البرودة الشديدة يمكن أن تؤدي إلى آثار جانبية متعددة على الجسم. لا تقتصر آثار البرد على الأعراض المعروفة مثل الزكام والانفلونزا فقط، بل يمكن أن تؤثر على أعضاء الجسم كافة، خصوصًا في حالة التعرض للبرد لفترات طويلة.

أعراض التأثيرات البردية

• زيادة الإجهاد البدني: في البرد، يعمل الجسم بشكل أكبر للحفاظ على درجة حرارته الداخلية، مما قد يؤدي إلى إرهاق أكبر.

• زيادة فرص الإصابة بالأمراض: خاصة إذا كانت المناعة ضعيفة، فيصبح الشخص أكثر عرضة للإصابة بعدوى الأنف أو الحلق.

كيفية الوقاية

تتمثل الوقاية في ارتداء الملابس المناسبة مثل المعاطف السميكة والقفازات والقبعات لحماية الجسم من البرد الشديد. كما يُنصح بتقوية جهاز المناعة بتناول الأطعمة الصحية والحفاظ على مستويات عالية من الترطيب.

ختامًا

أمراض الشتاء، رغم أنها تبدو بسيطة في العديد من الحالات، إلا أن لها تأثيرًا كبيرًا على الصحة العامة. من الإنفلونزا والزكام إلى التهابات الحلق والمفاصل، يجب أن يكون الأفراد مستعدين للتعامل مع هذه الأمراض عن طريق الوقاية والعلاج المناسب.