أمراض الجهاز البولي: الأنواع، الأسباب، الأعراض، وسبل الوقاية والعلاج

يُعد الجهاز البولي أحد أهم الأنظمة الحيوية في جسم الإنسان، حيث يتولى مسؤولية التخلص من الفضلات السائلة الناتجة عن عمليات الأيض، وتنظيم مستوى السوائل والأملاح، وضبط ضغط الدم. يتألف الجهاز البولي من الكليتين، الحالبين، المثانة البولية، والإحليل. إن أي خلل في وظيفة أي جزء من هذه الأعضاء قد يؤدي إلى مشكلات صحية تتراوح بين البسيطة والمزمنة والخطيرة، وتُعرف هذه الحالات بأمراض الجهاز البولي.

الهيكل التشريحي والوظيفي للجهاز البولي

لفهم طبيعة أمراض الجهاز البولي لا بد من التعرف أولًا على تركيب الجهاز البولي ووظائفه الأساسية:

• الكليتان: عضوان على شكل حبة الفاصولياء، تقعان في الجزء الخلفي من التجويف البطني، وتُعدان المسؤولتين عن تصفية الدم من الفضلات والسوائل الزائدة، وتحويلها إلى بول.

• الحالبان: أنبوبان ينقلان البول من الكليتين إلى المثانة.

• المثانة البولية: عضو عضلي أجوف يعمل على تخزين البول مؤقتًا حتى يتم التخلص منه.

• الإحليل: القناة التي يمر عبرها البول خارج الجسم أثناء التبول.

التصنيف العام لأمراض الجهاز البولي

تُصنف أمراض الجهاز البولي وفقًا للعضو المصاب أو المسبب المرضي إلى الفئات التالية:

1. الأمراض الالتهابية

2. الأمراض الحصوية

3. الأمراض السرطانية

4. الأمراض الوظيفية

5. الأمراض الخلقية والتشوهات

6. الأمراض الناتجة عن اضطرابات الجهاز المناعي أو الأيض

أولاً: الأمراض الالتهابية

التهاب المسالك البولية (UTI)

يُعتبر من أكثر الأمراض شيوعًا، ويحدث نتيجة عدوى بكتيرية تصيب أي جزء من الجهاز البولي، وغالبًا ما تكون المثانة هي الجزء الأكثر إصابة، وخصوصًا عند النساء.

الأعراض:

• إحساس بالحرق عند التبول

• كثرة التبول مع إخراج كميات قليلة

• ألم في أسفل البطن

• بول ذو رائحة كريهة أو مظهر عكر

• حمى في الحالات الشديدة

العلاج:

المضادات الحيوية هي الخيار الأساسي، مع ضرورة شرب كميات كبيرة من الماء.

التهاب الكلى الحاد أو المزمن

ينتج عادة عن انتقال العدوى من المثانة إلى الكلى، أو بسبب مشكلات انسدادية كالحصوات.

الأعراض:

• حمى مرتفعة

• ألم في الخاصرة

• غثيان وتقيؤ

• إرهاق عام

التهاب الإحليل

غالبًا ما يصيب الذكور نتيجة عدوى جنسية أو بكتيريا أخرى، وقد يترافق مع إفرازات بولية.

ثانيًا: الأمراض الحصوية

تتشكل حصى الجهاز البولي نتيجة ترسب الأملاح والمعادن في الكلى أو المثانة أو الحالب.

حصى الكلى

تختلف في الحجم والشكل، وقد تمر دون أعراض أو تسبب ألمًا شديدًا يعرف بـ”المغص الكلوي”.

الأعراض:

• ألم حاد في الجنب والظهر

• دم في البول

• غثيان وقيء

• صعوبة في التبول

العلاج:

قد يشمل شرب كميات كبيرة من السوائل، تناول مسكنات، تفتيت الحصى بالموجات الصادمة، أو التدخل الجراحي.

حصى المثانة

تسببها غالبًا مشكلات في تفريغ المثانة أو التهابات مزمنة.

ثالثًا: الأمراض السرطانية

سرطان الكلى

يبدأ عادةً في الأنابيب الدقيقة داخل الكلية، ويصيب البالغين أكثر من الأطفال.

الأعراض:

• دم في البول

• ألم مستمر في الجنب

• فقدان وزن غير مبرر

سرطان المثانة

يُعد من أكثر أنواع السرطان البولية شيوعًا، وغالبًا ما يصيب الرجال.

الأسباب:

التدخين هو السبب الرئيسي، إلى جانب التعرض المطول للمواد الكيميائية الصناعية.

العلاج:

قد يشمل الجراحة، والعلاج الكيميائي أو المناعي.

رابعًا: الأمراض الوظيفية

السلس البولي

يُقصد به فقدان السيطرة على التبول، ويصيب النساء بعد الولادة وكبار السن.

أنواعه:

• سلس إجهادي (نتيجة العطس أو الضحك)

• سلس إلحاحي (رغبة مفاجئة بالتبول)

العلاج:

يتضمن التمارين العضلية للحوض، وتعديل نمط الحياة، وأدوية أو تدخل جراحي في الحالات الشديدة.

احتباس البول

صعوبة أو عدم القدرة على التبول رغم امتلاء المثانة.

الأسباب:

تضخم البروستاتا، انسداد الحالب، إصابات عصبية.

خامسًا: الأمراض الخلقية والتشوهات

الارتجاع المثاني الحالبي (VUR)

يحدث عند عودة البول من المثانة إلى الحالب أو الكلى، ويعد من أبرز الأسباب لالتهابات الكلى عند الأطفال.

تضيق الإحليل

ينجم عن التهابات متكررة أو إصابات، ويؤدي إلى صعوبة في التبول.

سادسًا: أمراض ناتجة عن اضطرابات أخرى

الفشل الكلوي الحاد والمزمن

ينجم عن فقدان الكلى قدرتها على تصفية الفضلات، ويُقسم إلى:

• حاد: يحدث فجأة بسبب جفاف، تسمم، أو انسداد.

• مزمن: يتطور تدريجيًا وغالبًا ما ينتج عن السكري أو ارتفاع ضغط الدم.

العلاج:

يتضمن السيطرة على الأسباب، غسيل الكلى، أو زراعة الكلية.

المتلازمة الكلوية (Nephrotic Syndrome)

تتميز بفقدان كبير للبروتينات عبر البول، وتورم الجسم، وارتفاع الدهون في الدم.

الأمراض الخاصة بالجنس

التهاب البروستاتا

يؤثر على الرجال، وقد يكون حادًا أو مزمنًا.

الأعراض:

ألم في الحوض، مشاكل في التبول، اضطرابات جنسية.

أمراض الجهاز البولي عند النساء

تُعد النساء أكثر عرضة لبعض أمراض الجهاز البولي نظرًا لتركيبهن التشريحي، خاصة الالتهابات المتكررة للمثانة نتيجة قِصر الإحليل.

العوامل المسببة لأمراض الجهاز البولي

سبل الوقاية من أمراض الجهاز البولي

• شرب كميات كافية من الماء (2-3 لتر يوميًا)

• عدم حبس البول لفترات طويلة

• النظافة الشخصية، خصوصًا بعد التبول والتغوط

• تجنب الإفراط في استخدام مسكنات الألم

• التقليل من تناول الأملاح والبروتين الحيواني

• الامتناع عن التدخين

• السيطرة على الأمراض المزمنة مثل السكري وضغط الدم

• الفحص الدوري لوظائف الكلى وتحليل البول

التشخيص

تشمل وسائل تشخيص أمراض الجهاز البولي ما يلي:

• تحاليل البول: للكشف عن العدوى أو وجود دم أو بروتينات

• تحاليل الدم: لقياس وظائف الكلى (مستوى الكرياتينين واليوريا)

• الفحوصات التصويرية: مثل الأشعة الصوتية، الأشعة المقطعية، أو الرنين المغناطيسي

• المنظار البولي: لمعاينة المثانة والإحليل مباشرةً

• الخزعات الكلوية: في حالات الالت