أمراض الثدي: الأنواع والعلاج

أمراض الثدي: الأسباب، الأعراض، التشخيص والعلاج

تُعد أمراض الثدي من القضايا الصحية المهمة التي تؤثر في العديد من الأشخاص في مختلف الأعمار. وعلى الرغم من أن أمراض الثدي ترتبط في أغلب الأحيان بالنساء، إلا أن الرجال أيضًا قد يصابون ببعض الأمراض المتعلقة بالثدي. يشمل هذا المقال مجموعة من الأمراض التي تصيب الثدي، بدءًا من الحالات البسيطة إلى الحالات الأكثر تعقيدًا، مع التركيز على كيفية الوقاية منها، وأحدث طرق التشخيص والعلاج.

أنواع أمراض الثدي

تتعدد أمراض الثدي التي قد تصيب الأفراد، ويمكن تقسيم هذه الأمراض إلى عدة مجموعات رئيسية تشمل الأورام الحميدة، والأورام الخبيثة، والحالات التي تؤثر على الأنسجة والغدد في الثدي. كما يمكن أن تكون بعض هذه الأمراض ذات صلة بالحمل أو الرضاعة.

1. الأورام الحميدة في الثدي

الأورام الحميدة هي تلك الأورام التي لا تحتوي على خلايا سرطانية ولا تنتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم. تعتبر هذه الأورام أكثر شيوعًا في النساء في سن الإنجاب، لكن يمكن أن تحدث في أي مرحلة من الحياة. يمكن تصنيف الأورام الحميدة في الثدي إلى عدة أنواع:

• التكيسات الثديية: هي أكياس مملوءة بسائل قد تظهر في الثدي نتيجة لتغيرات هرمونية. يمكن أن تكون هذه التكيسات مؤلمة أو غير مؤلمة، وتظهر بشكل أكبر لدى النساء في سن الأربعين فما فوق.

• الورم الليفي: هو ورم غير سرطاني يحدث بسبب نمو غير طبيعي للأنسجة الليفية في الثدي. غالبًا ما يتم تشخيصه في النساء الأصغر سنًا ويمكن أن يتسبب في ألم أو شعور بالكتلة.

• الداء الليفي الكيسي: يُعد هذا النوع من الأمراض من أكثر أمراض الثدي شيوعًا، ويتميز بتغيرات غير طبيعية في الأنسجة الغدية للثدي، مما يؤدي إلى الشعور بألم أو تورم في الثدي.

2. الأورام الخبيثة (سرطان الثدي)

يعتبر سرطان الثدي أحد أكثر أنواع السرطانات شيوعًا بين النساء في العالم. يحدث عندما تنمو خلايا غير طبيعية في الثدي وتنتشر إلى الأنسجة المجاورة أو إلى أجزاء أخرى من الجسم. تختلف أعراض سرطان الثدي حسب نوعه ومرحلته، لكن الأعراض الأكثر شيوعًا تشمل:

• ظهور كتلة غير مؤلمة في الثدي أو تحت الإبط.

• تغيرات في شكل أو حجم الثدي.

• إفرازات من الحلمة غير عادية، مثل إفرازات دموية أو مائية.

لا يزال السبب الدقيق للإصابة بسرطان الثدي غير معروف، لكن توجد عدة عوامل قد تزيد من خطر الإصابة، مثل العوامل الوراثية، والتاريخ العائلي، والتغيرات الهرمونية، والتعرض للإشعاع.

3. التهاب الثدي

التهاب الثدي هو حالة تحدث عادة في النساء المرضعات بسبب انسداد قنوات الحليب أو الإصابة بعدوى. قد يتسبب ذلك في تورم وألم واحمرار في الثدي، وأحيانًا ظهور حمى. يمكن أن يكون التهاب الثدي غير مرتبط بالرضاعة أيضًا، ولكن عندما يحدث خلال فترة الرضاعة، يعرف بالتهاب الثدي الناتج عن انسداد القنوات اللبنية.

4. التغيرات الهرمونية في الثدي

تتأثر أنسجة الثدي بشكل كبير بالتغيرات الهرمونية في جسم المرأة، مثل تلك التي تحدث أثناء الدورة الشهرية أو الحمل أو في فترة انقطاع الطمث. قد تشمل التغيرات الهرمونية التي تؤثر على الثدي زيادة أو نقصان في حجم الثدي، أو ظهور كتلة صغيرة غير مؤلمة أو تورم.

5. التورم والإفرازات غير الطبيعية من الحلمة

إفرازات الحلمة غير الطبيعية قد تشير إلى وجود مشكلة صحية في الثدي، خاصة إذا كانت هذه الإفرازات دموية أو مائية. في هذه الحالات، يجب إجراء فحص طبي شامل لتحديد السبب المحتمل. التورم غير المبرر في منطقة الحلمة أيضًا يمكن أن يكون أحد الأعراض المثيرة للقلق التي تتطلب استشارة طبية.

تشخيص أمراض الثدي

يعد التشخيص المبكر أمرًا بالغ الأهمية في التعامل مع أمراض الثدي، خاصة في حالات الأورام السرطانية. يتضمن التشخيص عادة مجموعة من الفحوصات والاختبارات التي تساعد الأطباء في تحديد نوع المرض ومرحلته.

الفحص السريري

يعد الفحص السريري للثدي جزءًا أساسيًا من الفحص الطبي الدوري. خلال الفحص السريري، يقوم الطبيب بفحص الثدي والأنسجة المحيطة به، بما في ذلك منطقة الإبط، للكشف عن أي تغييرات في الحجم أو الشكل أو وجود كتل أو تورمات غير طبيعية.

الأشعة السينية للثدي (الماموجرام)

يعد الماموجرام من الفحوصات الرئيسية المستخدمة للكشف عن سرطان الثدي، حتى في غياب الأعراض الظاهرة. يتم إجراء هذا الفحص باستخدام الأشعة السينية لالتقاط صور للثدي، مما يساعد في الكشف عن الأورام الصغيرة التي لا يمكن الشعور بها.

الموجات فوق الصوتية للثدي

يتم استخدام الموجات فوق الصوتية في بعض الحالات بعد الماموجرام لتحديد ما إذا كانت الكتلة في الثدي عبارة عن كيس مملوء بالسوائل أم ورم صلب. يمكن أيضًا استخدام الموجات فوق الصوتية لتوجيه الطبيب أثناء إجراء خزعة من الثدي.

الخزعة

الخزعة هي عملية إزالة عينة صغيرة من الأنسجة لاختبارها تحت المجهر. يتم اللجوء إلى هذه الفحوصات لتحديد ما إذا كانت الكتلة في الثدي سرطانية أو غير سرطانية.

التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI)

في بعض الحالات الخاصة، قد يوصي الطبيب بإجراء التصوير بالرنين المغناطيسي للثدي، خاصة إذا كان الماموجرام غير كافٍ أو إذا كان الشخص في فئة عالية المخاطر.

علاج أمراض الثدي

يختلف علاج أمراض الثدي حسب نوع المرض ومرحلته، وفيما يلي بعض العلاجات الشائعة المستخدمة في معالجة الأمراض المختلفة:

علاج الأورام الحميدة

غالبًا ما لا يتطلب علاج الأورام الحميدة التدخل الجراحي إلا إذا كانت الكتلة تسبب ألمًا أو تزعج المريض. في الحالات الأخرى، يمكن مراقبة الكتلة بمرور الوقت بواسطة الفحوصات المنتظمة.

علاج سرطان الثدي

يختلف العلاج حسب مرحلة المرض ونوع السرطان، ويمكن أن يشمل:

• الجراحة: لإزالة الورم أو الثدي بأكمله (استئصال الثدي).

• العلاج الكيميائي: لقتل الخلايا السرطانية التي قد تكون انتشرت إلى أجزاء أخرى من الجسم.

• العلاج الإشعاعي: استخدام الأشعة لقتل الخلايا السرطانية المتبقية بعد الجراحة.

• العلاج الهرموني: لتقليل تأثير الهرمونات على نمو الخلايا السرطانية.

• العلاج المناعي: الذي يستخدم الجهاز المناعي للمساعدة في محاربة السرطان.

علاج التهاب الثدي

إذا كان التهاب الثدي ناجمًا عن عدوى، فقد يصف الطبيب المضادات الحيوية لعلاج العدوى. في بعض الحالات، قد يحتاج المرضى إلى تصريف الخراج إذا كان هناك تجمع للصديد.

الوقاية من أمراض الثدي

رغم أن العديد من أمراض الثدي ليست قابلة للوقاية، فإن بعض العوامل يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بها، مثل:

• ممارسة النشاط البدني: يساعد النشاط البدني المنتظم في تقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي.

• الرضاعة الطبيعية: يعتبر الرضاعة الطبيعية أحد العوامل التي قد تقلل من خطر الإصابة بسرطان الثدي.

• الفحص الدوري: يساعد الفحص المبكر في الكشف عن الأمراض في مراحلها المبكرة، مما يزيد من فرص العلاج الناجح.

• الابتعاد عن العوامل المسببة: مثل تجنب التدخين وتناول الوجبات الصحية الغنية بالألياف.

تُعد أمراض الثدي مجموعة متنوعة ومعقدة من الحالات التي تتراوح بين البسيط والمعقد. يساهم التشخيص المبكر والعلاج المناسب في تحسين فرص التعافي والعيش بحياة صحية.