فن طرح الأسئلة في العروض

فن السؤال: 3 نصائح لطرح أسئلة مناسبة في العروض التقديمية

تعد العروض التقديمية من أكثر الأدوات شيوعًا في عالم الأعمال، والتعليم، والمؤتمرات، والعديد من المجالات الأخرى. ومن خلال هذه العروض، يُتاح للمقدم فرصة نقل المعلومات، وإيصال الأفكار، وفتح الحوار مع الجمهور. ولتحقيق أقصى استفادة من العرض التقديمي، لا يكفي مجرد تقديم محتوى غني وشيق، بل يتطلب الأمر أيضًا التعامل مع الأسئلة بشكل فعّال. قد تكون الأسئلة إحدى الطرق الأساسية لتعزيز التواصل مع الجمهور، وتحفيز التفكير، وتوجيه النقاش إلى ما هو مفيد وذو صلة. ولكن فن طرح الأسئلة في العروض التقديمية هو مهارة تتطلب فطنة وذكاء، بحيث تكون الأسئلة مناسبة وفعّالة.

في هذا المقال، سنستعرض ثلاث نصائح رئيسية لطرح أسئلة مناسبة في العروض التقديمية، تساعد في الحفاظ على تفاعل الجمهور، وتحقيق أهداف العرض.

1. تحديد الهدف من السؤال

أول خطوة في طرح أي سؤال هي تحديد الهدف الذي يسعى المقدم لتحقيقه من خلاله. هل الهدف هو توضيح فكرة معينة؟ أم هو اختبار فهم الجمهور؟ أم ربما هو تحفيز التفكير النقدي؟ إن معرفة الهدف سيساعد في صياغة السؤال بطريقة صحيحة وموجهة. إليك بعض الأهداف المختلفة للأسئلة وكيفية تحديد كل منها:

• التحقق من الفهم: عندما يتم طرح سؤال بهدف التأكد من أن الجمهور قد استوعب المعلومات المقدمة، ينبغي أن يكون السؤال بسيطًا وواضحًا، ويقيس الفهم العام. على سبيل المثال، “هل يمكن لأحد أن يوضح النقطة الرئيسية التي تناولناها في الشريحة السابقة؟”

• تحفيز التفكير النقدي: بعض الأسئلة تهدف إلى دفع الجمهور للتفكير بشكل أعمق وتحدي المفاهيم السائدة. في هذه الحالة، ينبغي أن تكون الأسئلة أكثر تعقيدًا ومرتبطة بأبعاد مختلفة من الموضوع. مثلًا، “كيف يمكننا تطبيق هذه الفكرة في بيئات مختلفة قد تكون مليئة بالتحديات؟”

• تشجيع النقاش: يمكن أن تُستخدم الأسئلة كأداة لفتح المجال للنقاش، مما يسمح للجمهور بالتعبير عن آرائهم. مثلًا، “ما هو رأيكم في هذا الحل؟ هل هناك بدائل يمكن أن تكون أكثر فعالية في هذا السياق؟”

عند تحديد الهدف، يتيح لك ذلك أيضًا تحديد نوع السؤال المناسب (مفتوح أو مغلق) واختيار التوقيت الأمثل لطرحه، بحيث يمكن للجمهور الاستفادة القصوى من السؤال.

2. طرح الأسئلة المفتوحة لتعزيز التفاعل

يجب أن يكون المقدم حريصًا على طرح أسئلة مفتوحة بدلًا من الأسئلة المغلقة. فالأسئلة المغلقة (التي يمكن الإجابة عليها بنعم أو لا) قد لا تساهم في خلق تفاعل حقيقي مع الجمهور. على العكس، الأسئلة المفتوحة تتيح الفرصة للجمهور للتعبير عن آرائهم، مما يعزز التفاعل ويتيح فرصًا أكبر لاستكشاف الآراء المختلفة.

على سبيل المثال، بدلاً من السؤال المغلق مثل: “هل أنتم موافقون على هذه الفكرة؟” يمكن طرح سؤال مفتوح مثل: “كيف يمكن أن تسهم هذه الفكرة في تطوير عملنا؟” مثل هذا السؤال يتيح للجمهور المجال للتعبير عن أفكارهم ومناقشة الموضوع بشكل أوسع.

لماذا الأسئلة المفتوحة مهمة؟

• تعزز الحوار والنقاش المثمر.

• تمنح الجمهور الفرصة للتعبير عن آرائهم الشخصية والخبرات التي قد تكون مفيدة.

• تساعد في بناء علاقة من الثقة والاحترام المتبادل بين المقدم والجمهور، حيث يشعر الجمهور أن آراءهم تُسمع وتُقدر.

من خلال الأسئلة المفتوحة، يمكن للمقدم أيضًا التفاعل بشكل أعمق مع جمهور متنوع، حيث يقدم كل شخص وجهة نظره الخاصة حول موضوع العرض.

3. التحكم في توقيت الأسئلة

توقيت طرح الأسئلة في العروض التقديمية لا يقل أهمية عن نوع الأسئلة نفسها. فطرح الأسئلة في الوقت المناسب يمكن أن يعزز الانتباه والتركيز، بينما قد يؤدي طرح الأسئلة في أوقات غير ملائمة إلى تشتت انتباه الجمهور وفقدان اهتمامهم. لذلك، من الضروري أن يكون لدى المقدم فهم دقيق لمتى يطرح الأسئلة وكيف يؤثر التوقيت على سير العرض.

أوقات مناسبة لطرح الأسئلة:

• بين الأقسام أو الفصول: إذا كانت العرض يحتوي على عدة أقسام أو فصول، يمكن للمقدم أن يطرح أسئلة بين الفصول لإعادة تنشيط الجمهور وتوجيه انتباههم إلى النقاط الرئيسية.

• في نهاية العرض أو الجزء: قد يكون من الأفضل طرح الأسئلة بعد الانتهاء من تقديم محتوى معين، حيث يتيح ذلك للجمهور فرصة التفكير فيما تم عرضه واستخلاص المفاهيم الرئيسية.

• في حالات التفاعل المباشر: قد يتم طرح الأسئلة في حالة الرغبة في الحصول على رأي الجمهور مباشرة أثناء العرض. لكن يجب أن تكون هذه الأسئلة بسيطة وسريعة الاستجابة، بحيث لا تؤثر على سير العرض بشكل كبير.

تأثير التوقيت على الجمهور:

• الحفاظ على التركيز: عندما يتم طرح الأسئلة في الوقت المناسب، يمكن أن تساعد في الحفاظ على انتباه الجمهور. على سبيل المثال، إذا لاحظ المقدم أن الجمهور بدأ يشعر بالملل أو التشتت، فيمكنه أن يطرح سؤالًا مفاجئًا لإعادة تنشيطهم.

• تحفيز التفكير في الوقت المناسب: إن طرح سؤال بعد تقديم فكرة رئيسية يعزز التفكير النقدي في الوقت الذي يتطلب فيه الجمهور تجميع المعلومات وفهمها بعمق.

في بعض الأحيان، قد يتطلب المقدم أيضًا اتخاذ قرار بشأن السماح للجمهور بالإجابة على الأسئلة مباشرة أم لا. ففي حالة العروض التقديمية الكبيرة، قد يفضل المقدم الانتظار حتى نهاية العرض قبل السماح للأسئلة لتفادي تعطيل سير العرض، بينما في العروض الصغيرة أو التفاعلية قد تكون الإجابة المباشرة أكثر ملاءمة.

خلاصة

فن طرح الأسئلة في العروض التقديمية هو مهارة أساسية يجب على كل مقدم إتقانها، حيث تساهم الأسئلة بشكل كبير في تعزيز التفاعل والفهم بين المقدم والجمهور. من خلال تحديد الهدف من السؤال، وطرح الأسئلة المفتوحة، والاهتمام بتوقيت طرح الأسئلة، يمكن للمقدم تحويل العرض إلى تجربة تفاعلية ومثرية. إن القدرة على طرح الأسئلة المناسبة لا تساعد فقط في التأكد من استيعاب الجمهور للمحتوى، بل تعزز أيضًا بيئة من التفكير النقدي والنقاش الهادف الذي يثري العرض ويسهم في نجاحه.