نسائية وتوليد

ألم ما قبل الدورة الشهرية

ألم قبل الدورة الشهرية بيومين: الأسباب والعلاج

تعتبر الدورة الشهرية من الظواهر الطبيعية التي تمر بها النساء بشكل دوري، وهي عملية فسيولوجية تحدث نتيجة تغيرات هرمونية تحدث في الجسم، تبدأ بعد البلوغ وتنتهي عند سن اليأس. ورغم أن الدورة الشهرية هي عملية طبيعية، إلا أن العديد من النساء يعانين من مجموعة من الأعراض الجسدية والعاطفية التي ترافق هذه الفترة، ومن أبرز هذه الأعراض هو الألم الذي يحدث قبل الدورة الشهرية بيومين، والذي يُعرف بـ”متلازمة ما قبل الحيض” أو PMS. في هذا المقال، سنتناول أسباب هذا الألم، كيفية تأثيره على الجسم، بالإضافة إلى الخيارات المتاحة للتخفيف من حدته.

ما هي متلازمة ما قبل الحيض (PMS)؟

متلازمة ما قبل الحيض هي مجموعة من الأعراض التي تظهر عادة قبل بدء الدورة الشهرية بفترة تتراوح بين 5 إلى 11 يومًا، ويمكن أن تبدأ هذه الأعراض في الظهور قبل الدورة الشهرية ببضعة أيام، أي في اليومين الأخيرين من الدورة الشهرية السابقة. تشمل هذه الأعراض الألم في مناطق مختلفة من الجسم مثل البطن والظهر، وكذلك تغيرات عاطفية مثل التوتر والقلق والاكتئاب.

العديد من النساء يعانين من هذه المتلازمة بشكل معتدل، بينما تكون الأعراض أكثر شدة لدى البعض الآخر، وقد تصل إلى درجة تعطيل الحياة اليومية. إحدى الأعراض الشائعة لمتلازمة ما قبل الحيض هي الألم الذي يبدأ قبل الدورة الشهرية بيومين، مما يشير إلى تأثيرات التغيرات الهرمونية على الجسم.

الأسباب الرئيسية لألم ما قبل الدورة الشهرية

العديد من الأسباب تساهم في حدوث الألم قبل الدورة الشهرية بيومين، ويرجع ذلك بشكل رئيسي إلى التغيرات الهرمونية في الجسم. ومن أبرز هذه الأسباب:

  1. تغير مستويات الهرمونات
    يتسبب الارتفاع المفاجئ في مستويات هرمون الإستروجين والبروجستيرون في الفترة التي تسبق الدورة الشهرية في حدوث تفاعلات في الجسم. حيث يتسبب هذا التغير الهرموني في تورم الأنسجة والعضلات، مما يؤدي إلى الشعور بالألم في البطن والظهر.

  2. الركود الهرموني في الرحم
    مع اقتراب موعد الدورة الشهرية، يبدأ الرحم في الاستعداد للتخلص من بطانته الداخلية التي كانت قد تكونت لتستقبل البويضة المخصبة. في حالة عدم حدوث الحمل، يتم التخلص من هذه البطانة، مما يؤدي إلى انقباضات في الرحم مسببة الألم.

  3. التورمات والانتفاخ
    بسبب احتباس السوائل في الجسم خلال فترة ما قبل الدورة الشهرية، قد يشعر الجسم بانتفاخ شديد، وهذا يشمل تورم الثديين، البطن، والأطراف. مما يؤدي إلى شعور بالألم وعدم الراحة، خاصة في منطقة البطن.

  4. التغيرات في الكيماويات الدماغية
    التغيرات في مستويات الهرمونات يمكن أن تؤثر على توازن المواد الكيميائية في الدماغ، مثل السيروتونين والدوبامين، مما يؤدي إلى تقلبات المزاج والشعور بالألم.

  5. التقلصات العضلية
    تحدث التقلصات العضلية بسبب التغيرات الهرمونية التي تسبب في انقباضات في عضلات الرحم. وهذا يُعد من أبرز الأسباب التي تؤدي إلى الألم في الأيام التي تسبق الدورة الشهرية.

أنواع الألم المرتبط بفترة ما قبل الدورة الشهرية

يختلف الألم الذي يمكن أن تشعر به النساء قبل الدورة الشهرية من امرأة إلى أخرى. بعض النساء يشعرن بألم خفيف أو خفيف للغاية، في حين أن البعض الآخر يعاني من ألم شديد يعطل حياتهن اليومية. ومن أبرز أنواع الألم المرتبطة بهذه الفترة:

  1. ألم البطن
    يعتبر ألم البطن هو الأكثر شيوعًا بين النساء قبل الدورة الشهرية، وعادةً ما يكون في أسفل البطن أو أسفل الظهر. يمكن أن يكون هذا الألم خفيفًا أو حادًا ويشمل شعورًا بالانتفاخ.

  2. ألم الثديين
    يعد تورم الثديين أحد الأعراض الشائعة، ويشعر النساء في هذه الفترة بألم أو حساسية في الثديين. هذا يحدث بسبب زيادة مستويات الهرمونات التي تحفز أنسجة الثدي.

  3. ألم أسفل الظهر
    يشعر العديد من النساء بألم في منطقة أسفل الظهر قبل الدورة الشهرية بفترة قصيرة. وهذا الألم قد يكون ناجمًا عن التغيرات الهرمونية أو انقباضات العضلات في الرحم.

  4. ألم الرأس (الصداع)
    التغيرات الهرمونية والكيماوية في الدماغ يمكن أن تؤدي إلى صداع شديد، وقد يكون هذا الصداع مصحوبًا بغثيان أو حساسية للضوء.

  5. التعب والإرهاق العام
    من الأعراض الأخرى المرتبطة بفترة ما قبل الدورة الشهرية هو شعور بالإرهاق والتعب العام. قد يكون هذا مرتبطًا بالتغيرات الهرمونية التي تؤثر على مستوى الطاقة في الجسم.

كيفية التعامل مع الألم قبل الدورة الشهرية

من أجل التعامل مع الألم الذي قد يحدث قبل الدورة الشهرية بيومين، يمكن للنساء اتخاذ بعض الخطوات لتخفيف الأعراض والتقليل من حدتها:

  1. التقليل من التوتر
    يعتبر التوتر أحد العوامل التي يمكن أن تزيد من حدة الألم. لذلك، من المهم اللجوء إلى تقنيات الاسترخاء مثل التأمل، واليوغا، والتنفس العميق للمساعدة في تقليل مستويات التوتر.

  2. استخدام المسكنات
    يمكن استخدام بعض المسكنات البسيطة مثل الإيبوبروفين أو الأسيتامينوفين لتخفيف الألم. ولكن يجب استشارة الطبيب قبل استخدام أي دواء.

  3. التمارين الرياضية
    ممارسة الرياضة بانتظام يمكن أن تساعد في تقليل الألم وتحسين تدفق الدم إلى المناطق المتأثرة. كما أن الرياضة تساهم في إفراز الإندورفين، وهي مواد كيميائية طبيعية في الجسم تساعد على تخفيف الألم.

  4. التغذية السليمة
    النظام الغذائي المتوازن يمكن أن يساعد في تقليل احتباس السوائل والألم. يفضل تناول أطعمة غنية بالألياف مثل الفواكه والخضروات وتجنب الأطعمة الغنية بالملح أو السكريات.

  5. استخدام الكمادات الدافئة
    يمكن وضع كمادات دافئة على البطن أو أسفل الظهر لتخفيف الألم الناتج عن التقلصات العضلية. تعتبر الحرارة من العلاجات المنزلية البسيطة والفعالة لتخفيف التشنجات.

  6. العلاج بالأعشاب
    هناك العديد من الأعشاب التي يمكن أن تساعد في تخفيف الألم، مثل الزنجبيل، البابونج، والنعناع. يمكن تناول هذه الأعشاب على شكل شاي أو مكملات غذائية بعد استشارة الطبيب.

  7. الراحة والنوم الجيد
    النوم الجيد والراحة يمكن أن تساعد في تقليل التوتر والإرهاق، وبالتالي تخفيف الألم. كما أن الراحة الجسدية تساهم في تحسين مستويات الطاقة وتقليل الأعراض العامة المرتبطة بالفترة التي تسبق الدورة الشهرية.

متى يجب زيارة الطبيب؟

على الرغم من أن الألم قبل الدورة الشهرية هو أمر شائع وطبيعي، إلا أنه في بعض الحالات قد يكون الألم شديدًا لدرجة أنه يتطلب استشارة طبية. يجب على المرأة زيارة الطبيب إذا كانت تعاني من:

  1. ألم شديد ومستمر لا يتحسن باستخدام المسكنات أو العلاجات المنزلية.

  2. أعراض غير معتادة، مثل النزيف غير الطبيعي أو الألم الحاد الذي يشبه تقلصات الولادة.

  3. وجود تاريخ عائلي لمشاكل صحية متعلقة بالرحم أو المبايض، مثل تكيسات المبايض أو الأورام الليفية.

الخاتمة

ألم ما قبل الدورة الشهرية هو جزء من التجربة الطبيعية للعديد من النساء، وهو يحدث بسبب التغيرات الهرمونية والفسيولوجية التي تحدث في الجسم. بينما يعاني البعض من هذا الألم بشكل خفيف، يواجه البعض الآخر تحديات أكبر في التعامل معه. من خلال فهم الأسباب والعوامل المؤثرة في هذا الألم، يمكن للمرأة اتخاذ تدابير وقائية واتباع أساليب علاجية للتخفيف من الأعراض. في النهاية، من المهم أن تستمع المرأة إلى جسدها وتبحث عن العلاجات المناسبة التي تتماشى مع حالتها الصحية.