في أعماق صدر الألفية السند، ينثر محمد الزبيدي براعته في علم الحداثة النبوي الشريف، كالورد يفوح بعبقه العطر في حقول العلوم الإسلامية. إن هذا الكتاب يقف كرواية ودراية، متقنًا فن السرد العلمي والتفسير العميق لأحداث تاريخنا الإسلامي الفخور.
فمن خلال صفحاته الثلاثمائة وثمانية، يتبين لنا عظمة العلم والتفاني في دراية أسس سلسلة الإسناد، الحافظة على تواريخ وأحداث الأمة المحمدية بأسلوب تراثي راقٍ. وإن بقاء اتصال سلسلة الإسناد في هذا السياق يشكل إحدى خصائص الأمة المحمدية، مكملة لتفرد هذا الكتاب في ميدانه.
أما الكاتب العبقري، محمد الزبيدي، فقد خدم هذا العلم بشغف وابتهاج، تجلى ذلك في عمله الرائع كشارح لـ “القاموس” و “الأحياء”. ترجمة بين السطور لمفردات العلم الإسلامي وتحليل عميق للأحاديث والأحكام الشرعية، جعلت منه شخصية بارزة في ميدان الدراسات الإسلامية.
وكما عاشق الورود يعتني بزرعها ورعايتها، كان الزبيدي يعتني بكتاباته ومؤلفاته التي أسهمت في توسيع آفاق العلم. لا يقتصر إرثه العلمي على السيرة النبوية، بل يتعدى ذلك ليشمل مختلف جوانب العلوم الإسلامية.
دار المحجة البيضاء للطباعة والنشر والتوزيع كانت وكرًا لهذا العمل الرائع، حيث أخرج إلى النور بغلاف كرتوني يعكس رونق الكتاب ويحمل بين طياته الثراء العلمي والفكري.
في الختام، يظل “ألفية السند” تحفة أدبية وعلمية تترك أثرها الباقي في مكتبات عشاق الكتب الإسلامية. إنها مصدر للإلهام والتأمل، وجسر يربط بين ماضي الأمة وحاضرها، بأسلوب يمزج بين جمال السرد وعمق الفهم.